«الفاصوليا المطبوخة»... أحد معالم الأطعمة المعلبة

يخزنها البريطانيون خوفاً من تبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي

«الفاصوليا المطبوخة»... أحد معالم الأطعمة المعلبة
TT

«الفاصوليا المطبوخة»... أحد معالم الأطعمة المعلبة

«الفاصوليا المطبوخة»... أحد معالم الأطعمة المعلبة

تعتبر علب «الفاصوليا المطبوخة - Baked beans» واحدة من أشهر وأهم معالم المأكولات والأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وربما في العالم قاطبة إلى جانب الكاتشاب والمايونيز والمنتجات المعلبة والشهيرة الأخرى.
فهي شاهد قيم على تطور النظام الغذائي بعد الثورة الصناعية وعلى قدرة بعض المحاصيل على فرض نفسها على المشهد المطبخي لسنوات طويلة ولأسباب عدة، أهمها الأسباب الاقتصادية والغذائية. وعلى هذا تناغمت قدرة هذه الفاصوليا على البقاء مع حاجة الناس إلى مادة غذائية هامة وطيبة في نفس الوقت أيام الأزمات والأحداث الجسيمة والكبيرة. كما لعبت هذه العلب المميزة دوراً كبيراً في المجهود الحربي للجيش الأميركي قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها. وربما كانت أحد أسباب صمود الجيش وقدرته على مواصلة القتال في بعض الجبهات. لكن دور الفاصوليا المطبوخة لم يتوقف عند الحرب، بل تعداه إلى أيام السلم إذا بقيت واحدة من أهم العلب والمواد التي يرغبها الناس والطبقات الفقيرة والمتوسطة في أميركا وبريطانيا، ولا تزال حتى يومنا هذا، أي بعد 150 سنة على إنتاجها، واحدة من أشهر وأهم الأطعمة المعلبة على الإطلاق.
وقد جاءت «الفاصوليا المطبوخة» (البيكد بينز بالإنجليزية) في مقالة صغيرة ورائعة لمجلة «العالم اليوم – The World Today التي يصدرها «تشاتم هاوس» المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا، وركزت المقالة على أهمية علب «الفاصوليا المطبوخة» في التراث الشعبي والحياة البريطانية بشكل عام. ويأتي ذلك بعد أن تبين أن الناس في بريطانيا بدأوا خلال الأشهر القليلة الماضية بتخزين الطعام خوفاً من التبعات السلبية لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو بالتحديد خوفاً من الفوضى التي قد تلت هذا الخروج من دون اتفاق رسمي منظم مع الاتحاد الأوروبي والنقص المتوقع في توفر الغذاء بشكل عام. وقد تبين أن أكثر المعلبات شعبية في عمليات التخزين هي علب «الفاصوليا المطبوخة»، إذ إنها مغذية جداً ويمكن تخزينها لفترة طويلة. وتقول: «العالم اليوم» بهذه المناسبة إن هناك عدة أشياء غير معروفة حول دور الفاصوليا المعلبة هذه في الحياة البريطانية العامة وهي: إطلاق الناس في شرق لندن - المعروفين بالـ«كوكنيز» لقب «الفاصوليا المطبوخة» (البيكد بينز بالإنجليزية) على الملكة (ذي كوين بالإنجليزية) لغايات المسخرة والتلاعب على القافية والتشابه بين الـ«بين» و«كوين». وفيما يصعب الإثبات أن الملكة تذوقت هذا النوع من الفاصوليا، فإن رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي تحبها، وقد ذكرت أن زوجها أحضر لها بعضاً من هذه الفاصوليا على التوست بعد يوم شاق مع حزبها الحاكم - حزب المحافظون. وتضيف المقالة بأن رجل أعمال أميركي شاب يدعى هنري هاينز في عام 1869 جاء بخمس علب من الفاصوليا المطبوخة معه إلى لندن كعينات إلى متجر فورتوم أند ميسون فأعجب المتجر الشهير آنذاك بالعلب واشترى الكثير منها، إذ إن البضائع المستوردة من أميركا كانت مرغوبة من الجمهور آنذاك. وقد بيعت العلبة بـ2 جنيه إسترليني (170 جنيهاً بسعر اليوم)، لكن بحلول عام 1924 انخفض سعرها ليصل إلى 12 شاناً (25 جنيهاً بسعر اليوم). وبعد أن أسس هاينز مصنعاً في بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، أصبحت «الفاصوليا المطبوخة» من المواد الأساسية في البلاد. وفي زمن الحرب العالمية الثانية تم الترويج لها على أنها «طعام رائع للحفاظ على قدرة الأمة على التحمل». وأثناء الحرب الباردة في الستينيات، واستعداداً للهجوم النووي من روسيا، تم نصح العائلات بتخزين «الفاصوليا المطبوخة» لأنها مغذية ويمكن في حالات الطوارئ تناولها باردة في حال تعذر الحصول على الغاز أو كهرباء. ولأن «الفاصوليا المطبوخة» لا تعني الكثير من الأجيال الجديدة، ولم تواكب الكثير من التطورات في عالم الطعام سجلت شركة كرافت هاينز خسارة قدرها 12.6 مليار دولار في فبراير (شباط) وفقدت 27 في المائة من قيمتها. فما هي هذه «الفاصوليا» وما تاريخها البسيط:
تقول الموسوعة الحرة والمعلومات المتوفرة في هذا الإطار، إن شركة هاينز تستخدم في إنتاجها للعلب، الفاصوليا البيضاء الصغيرة المعروفة بـ«فاصوليا هاريكوت» والمعروفة بعدة أسماء مثل «الفاصوليا البحرية» «وفاصوليا بوسطن» «وفاصوليا البازلاء البيضاء» و«فاصوليا البازلاء». وهي نوع من أنواع الفاصوليا التي تنمو وتزرع في الولايات المتحدة الأميركية أصلاً ويطلق على جنسها اسم «فاصوليا فولغاريس». وقد أطلق عليها اسم «الفاصوليا البحرية» لأن البحرية الأميركية استخدمت الفاصوليا كمادة غذائية أساسية لبحارتها منذ منتصف القرن الثامن عشر.
وتضيف الموسوعة بأن أستراليا أيضا بدأت باستخدامها وزراعتها أيام الحرب العالمية الثانية لنفس الغاية، أي إمداد وتغذية الجيش وخصوصا الجيش الأميركي المرابط في منطقة كوينز لاند الأسترالية بأقل تكلفة ممكنة وبمادة بروتينية ممتازة، أي لغايات اقتصادية بحتة. وقد حافظ الجيش الأميركي على قواعد كثيرة وضخمة في كينجاروي وفي جميع أنحاء جنوب شرقي كوينزلاند، فقد اتسعت رقعة انتشار وزراعة هذا النوع من الفاصوليا وعلى نطاق واسع حتى أطلق الناس على كينجاروي لقب عاصمة «الفاصوليا المطبوخة» في أستراليا. كما أطلقوا على الفاصوليا المطبوخة نفسها أيضاً اسم «فاصوليا آليانكي» أو بكلام آخر «فاصوليا الأميركي».
وعادة ما تكون الفاصوليا المستخدمة في إنتاج علب الفاصوليا المطبوخة وفي إنتاج بعض أنواع الشوربات والفطائر، صغيرة الحجم، أي أصغر من بقية أنواع الفاصوليا المعروفة ولها شكل بيضاوي ومسطح بعض الشيء. وقد أصبحت مادة غذائية مهمة لأنها من الأنواع القوية المقاومة للفايروسات والتي تنتج بغزارة، أكثر بكثير من غيرها من الأنواع.
ولهذا النوع من الفاصوليا أيضاً مواصفات مهمة تتعلق بالتخزين والسلامة، فحبوب الفاصوليا المجففة والمطبوخة تبقى طازجة لفترة طويلة إذا ما تم تخزينها في مكان بارد ومظلم عند درجة حرارة 24 مئوية. وبإمكان هذا النوع أيضاً أن يبقى صالحاً للزراعة لمدة أربع سنوات إذا ما خزن بطرق مناسبة وهي فترة ممتازة للمزارعين والباحثين عن غلة وفيرة ورخيصة ومفيدة. وهذا يعني أنه يمكن تخزينها وطبخها لفترة طويلة جداً في المنزل من دون مخاوف من تلفها.



فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
TT

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام في أهم المطاعم، حيث قدم مطعم «سباغو» و«كت» بالتعاون مع «روح السعودية» أطباقاً مبتكرة للشيف باك والطهاة التنفيذيين معه.

وقدم مطعم «سباغو الرياض» تجربة غير مسبوقة لتذوق أشهى أنواع «الستيك» تحت إشراف الشيف براين بيكير (Brian Becker)، الشيف التنفيذي الإقليمي لمجموعة الشيف ولفغانغ باك الحاصلة على نجوم «ميشلان»، في حين قدم مطعم «كت» تشكيلة متنوعة من الأطباق الشهية، حيث تتلاقى نكهات «كت» مع لمسة محلية أصيلة.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الشيف دانيال أيرفاين (Daniel Irvine) الشيف التنفيذي في «سباغو»: «نقوم هنا في السعودية بتقديم تجربة طعام حصرية لضيوف المطعم المميزين، ضمن العمل على إعادة تعريف مشهد المطاعم الراقي في (ڤيا الرياض)، في ظل فعاليات (موسم الرياض) و(روح السعودية)، وأتوقع أن تصبح الرياض عاصمة الأكلات العصرية».

وتوقع الشيف دانيال أن تشهد السعودية عامة والرياض خاصة، نقلة نوعية في عالم الضيافة الفاخرة وأسلوب الحياة، في ظل المقومات التي تتمتع بها من حيث قدرتها على جذب الذوّاقة، بما يساهم في تطوير مشهد الطعام.

وقال الشيف الأميركي براين بيكير لـ«الشرق الأوسط» إن الرياض تسعى بقوة لتعزيز ثقافة طعام محلية وعالمية، بشكل متناغم. وأضاف: «نقدم من خلال استضافة (سباغو) لمطعم (كت)، تجربة مميزة للضيوف بأجواء راقية، مع تقديم الطعام بأسلوب فني وخدمة سريعة ودقيقة ونسيج مريح من الموسيقى الراقية، تصنع شكلاً من الإبداع الترفيهي».

وأضاف الشيف براين: «نعمل على تقديم قائمة طعام تشمل مجموعة مختارة من أشهى أنواع اللحوم والمأكولات البحرية الفاخرة بلمسات محلية مميزة، ومن أبرز الأطباق (تارتار ستيك برايم) مع خبز ريفي مشوي، وقطعة لحم (آنغوس بورترهاوس) مشوية على الفحم».

وشدد الشيف براين على أن «ڤيا الرياض» مناسبة جميلة تحمّس العاملين في «سباغو» و«كت» للإبداع والابتكار في مجال المأكولات الراقية في الرياض، ضمن مكونات موسمية طازجة، مع إعداد قائمة متنوعة من الأطباق الشهية، مثل «تارتار التونة» (بلو فِن تونة تارتار) الحارة، و«شنيتزل» لحم العجل، و«بيتزا» السلمون المدخن.

ولفت إلى أن التصميم الداخلي للمطعم يجمع بين طراز كاليفورنيا وعناصر من الثقافة السعودية، مع لمسة من الفن المحلي، مؤكداً الاستمرار في تقديم تجربة طعام استثنائية مع إطلالات مفتوحة على المطبخ الرئيس.

وتوقع أن تصبح الرياض عاصمة الطعام، بشكل يعكس مقومات جاذبية المملكة، وقدرتها على الجمع بين الروح الريادية المحلية، وأفضل المهارات العالمية الثرية، والقدرة على قيادة التحول في سوق الرفاهية والضيافة على مستوى المنطقة.