الشيف سمير تانيجا يعود إلى «بيناريس» بلائحة طعام جديدة

ديكور كلاسيكي يتماشى مع جو المطعم الهادئ
ديكور كلاسيكي يتماشى مع جو المطعم الهادئ
TT

الشيف سمير تانيجا يعود إلى «بيناريس» بلائحة طعام جديدة

ديكور كلاسيكي يتماشى مع جو المطعم الهادئ
ديكور كلاسيكي يتماشى مع جو المطعم الهادئ

استطاع مطعم «بيناريس» الواقع في منطقة مايفير رغم التغيرات التي طرأت عليه على مدى السنوات القليلة الماضية على المحافظة على مستواه العالي في تقديم أرقى أنواع المأكولات الهندية، وعاد الشيف سمير تانيجا الذي كان يعمل في المطعم بين عامي 2011 و2015 إليه ليضع بصمة واضحة من خلال ابتكار لائحة طعام جديدة وأطباق هندية بمكونات يؤتى بها من المزارع البريطانية، بالإضافة إلى مزج المطبخ الهندي ببهارات هندية ومتوسطية مثل الزعتر على سبيل المثال.
الديكور لا يزال على حاله في «بيناريس» Benares فهو كلاسيكي يعتمد على الألوان الهادئة والزخرفة التي تزين الجدران باللون الأبيض، ولكن أهم ما يميز المطعم من ناحية الديكور، المساحة الواسعة والمدخل الجميل في الطابق السفلي، وفي الطابق العلوي هناك أرائك للذين يفضلون تناول المشروبات والأطباق الأولية.
التركيز حالياً على لائحة الطعام، فلطالما كان الطعام في «بيناريس» مميزاً إلا أن تغير الطاهي الرئيسي يغير معه نوعية الطعام والبصمة التي يتركها الشيف في أطباقه، واليوم مع عودة الشيف سمير عادت معه الابتكارات التي تمزج ما بين الشرق والغرب، فالشيف تانيجا من مدينة دلهي ويحمل في جعبته خبرة عالية في مجال طهي الأطباق الهندية التي تشتهر بها مدينته وبحكم عيشه في أوروبا استطاع حبك الطهي من خلال ضخ التقنية الغربية التي تستخدم في المطبخ الأوروبي.
لائحة الطعام الجديدة تضم «سكالوب مشوي «Scallop Baked in the Shell ومع صلصة الماسالا ولحم «فينيسون» مع صلصة الغارام ماسالا، وسمك «سي بريم» على الطريقة البيروفية «سيفيتشي» مع الأفوكادو والماسالا، وبالنسبة للحلوى فهناك عدة أطباق جديدة مثل «كولفي» Anjeer Malai Kulfi وآيس كريم التين وكيك شوكولاته بالشطة مع آيس كريم «مالاي».
بدأ الشيف تانيجا عمله في الهند بعد حصوله على شهادة في فن الطهي وقبل انضمامه إلى «بيناريس» عمل في عدة مطابخ حول العالم بما فيها فندق «أوبوروا رافجيلاس» في جايبور ومطعم «ووتر سايد إن» الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان في براي بإنجلترا وعمل أيضاً إلى جانب الشيف العالمي بيار كوفمان في مطعمه «كوفمانز» وفي مطعم «وان أو وان» في لندن.
ويقول الشيف تانيجا لـ«الشرق الأوسط» إن الطعام كان المشهد الأول والأخير في عائلته التي تهتم جداً بالطهي، فهو يأتي من عائلة كبيرة يتجمع أفرادها حول مآدب الطعام وهذا ما شجعه على العمل في المطبخ.
يقدم «بيناريس» الأطباق الجديدة فترة الغداء والعشاء، ومثل أي مطعم مكلل بنجوم ميشلان فالأسعار مرتفعة بعض الشيء ولكن إذا كنت ترغب في تذوق الأطباق من دون الحاجة إلى مبلغ كبير أنصحك بحجز الغداء بدلاً من العشاء، فيقدم المطعم وجبة الغداء لقاء مبلغ ثابت (33 جنيهاً إسترلينياً)، والسعر يضم أطباقاً متنوعة من اللائحة الجديدة، وهذا العرض متوفر من الاثنين إلى الجمعة فقط.
فترة العشاء وفي عطلة نهاية الأسبوع من الممكن طلب الأطباق على طريقة «A La Carte «أو تجربة 7 أطباق. ويعمل الشيف سمير حالياً على تطوير لائحة طعام خاصة بفترة ما قبل بدء المسرح Pre - theatre menu وهذه اللائحة تقدم أطباقاً محدودة وسريعة في التقديم عند حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».