إدارة ترمب تدرس قراراً بتجميد مساعدات أمنية للبنان

TT

إدارة ترمب تدرس قراراً بتجميد مساعدات أمنية للبنان

قال مصدر مسؤول في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد أي قرار بشأن تجميد مساعدات عسكرية وأمنية للبنان بقيمة مائة وخمسة ملايين دولار. ورفض المسؤول الكشف عن النقاشات الجارية داخل الإدارة الأميركية حول هذا الموضوع، لكنه لم ينف في الوقت ذاته أن إدارة ترمب قد تدرس هذه الخطوة في المستقبل القريب.
وكان مسؤولان أميركيان قالا أول من أمس الخميس بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستحجب مساعدات أمنية للبنان حجمها 105 ملايين دولار، وذلك بعد يومين من استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز». لكن المصدر المسؤول في البيت الأبيض، أشار إلى أن نقاشاً موسعاً يجري بين مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية، لكن لم يتم بعد اتخاذ موقف نهائي، وأن القرار سيتم إعلانه والتعليق عليه في الوقت المناسب.
وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» بأن لبنان لم يبلغ بعد بشكل رسمي، كذلك لم يتم إبلاغ الجيش اللبناني بالقرار بعد. وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن الحديث عن تجميد المساعدات «يعود إلى تأزم الوضع الحكومي»، لافتة إلى أنه «عندما يتم تفعيل العمل الحكومي عبر تشكيل حكومة لبنانية، ستُستأنف المساعدات الأميركية».
وكانت «رويترز» نقلت عن المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هويتهما أن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس الخميس بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار. ولم يذكر المسؤولان سبب الحجب. وقال مصدر إن وزارة الخارجية لم توضح للكونغرس سبب القرار. ورفضت وزارة الخارجية التعليق.
وكانت الإدارة الأميركية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتبارا من مايو (أيار)، قائلة إنها ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده. وتشمل المساعدات نظارات الرؤية الليلية وأسلحة تأمين الحدود.
وعبر مسؤول أميركي لـ«رويترز» عن اعتقاده بأن المساعدة الأمنية ضرورية للبنان بينما يكافح للتغلب على حالة عدم الاستقرار، ليس داخل حكومته فحسب وإنما في منطقة مضطربة، ويؤوي آلاف اللاجئين من الحرب السورية. وقال المسؤول إن المساعدات تكتسي أهمية خاصة لإسهامها في دعم وتقوية الجيش اللبناني الذي اعتبره واحدا من أكثر مؤسسات ذلك البلد كفاءة في الوقت الحالي، فيما يرجع إلى حد بعيد للدعم الذي يلقاه من واشنطن. وأفاد المسؤول بأن حجب الدعم عن لبنان قد يمهد الطريق لتدخل روسيا.
ويعتبر لبنان حليفاً مهماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط المضطرب. لكن واشنطن أيضا عبرت مرارا عن قلقها من تنامي دور جماعة حزب الله الشيعية المسلحة في الحكومة اللبنانية. وتصنف الولايات المتحدة الجماعة المدعومة من إيران منظمة إرهابية.
وفي أعقاب استقالة الحريري يوم الثلاثاء وسط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة، حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الزعماء السياسيين في لبنان على المساعدة في تشكيل حكومة جديدة تستجيب لاحتياجات شعبها ودعا إلى القضاء على الفساد المستشري. في غضون ذلك، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم مبلغ يصل إلى 25 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني خلال الأعوام بين 2019 و2022. ولفتت إلى أنّ هذا الدعم «جزء من دعمنا المستمر للمدافع الشرعي الوحيد عن لبنان»، مؤكدة أنّ «القوى الأمنية مؤتمنة على الحفاظ على أمن لبنان - بما في ذلك تأمين الحدود، ووقف الإرهاب، وحماية الاحتجاجات السلمية».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.