روسيا تنعزل عن الإنترنت بـ«الستار الحديدي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تنعزل عن الإنترنت بـ«الستار الحديدي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

تشهد روسيا، اليوم (الجمعة)، بدء سريان قانون «الإنترنت السيادي»، الذي يمكّن السلطات الروسية من الانفصال شبكة الإنترنت العالمية واستخدام شبكة داخلية وذلك لاختبار قدراتها على الدفاع في مواجهة الهجمات الإلكترونية.
وبحسب قناة «سي إن بي سي» الأميركية، أطلق نشطاء على الإنترنت اسم «الستار الحديدي الإلكتروني» على قانون «الإنترنت السيادي»، الذي أصدره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مايو (أيار)، في إشارة إلى التعبير المجازي الذي استخدمه رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرشل، على العزل الذي فرضته السلطات السوفاتية على مواطنيها عن الغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأضافت القناة أن خبراء شككوا في إمكانية نجاح تلك الخطوة تقنياً، وذكروا أن القانون عبارة عن محاولة من جانب الحكومة الروسية لفرض رقابة على الإنترنت.
وتابعت أن الآلاف في روسيا احتجوا، في وقت سابق من العام، على القانون، وحذر منه مؤيدو حقوق الإنسان ووصفوه بأنه يهدد حرية التعبير والإعلام.
وأوضحت أن بوتين اتخذ من قبل عدداً من الإجراءات للسيطرة على الحرية بشبكة الإنترنت، منها حظر موقع تلغرام ولكنّ تلك المحاولات باءت بالفشل.
ولفتت القناة إلى أن التجربة الروسية ستكون مختلفة عن «الجدار الإلكتروني» الذي تطبقه الصين، لأن الأخير يعتمد على تضييق حجم الوصول إلى شبكة الإنترنت بينما موسكو تسعي للعزلة.
وبحسب صحيفة «ميرور» البريطانية، قال موقع «دي روسيا» إن موسكو ستعتمد في اختبارها على شبكة RuNet المعزولة عن باقي الشبكات الأجنبية، وإن الحكومة الروسية وافقت، الاثنين الماضي، على إجراء تلك التجربة اليوم (الجمعة)، للتأكد من إمكانية التشغيل الأمن للاتصالات الإلكترونية في البلاد، وأنه من غير الواضح الوقت الذي ستستغرقه تلك التجربة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير التقني الأميركي، جاستين شيرمان، قوله إن الحكومة الروسية أرادت ممارسة رقابة شديدة على الإنترنت داخل حدودها بعدما رأت الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في «الربيع العربي»، وأنها ترى التدفق الحر للمعلومات تهديداً لها وتحتاج للسيطرة عليه.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.