«داعش» يؤكد مقتل البغدادي ويعلن «أبو إبراهيم القرشي» خليفة له... ويتعهد الانتقام

«أبو حمزة» متحدثاً باسم التنظيم خلفاً لـ«المهاجر»

قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي يعرض صوراً ومقاطع فيديو من العملية التي أدت إلى قتل زعيم «داعش» (أ.ف.ب)
قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي يعرض صوراً ومقاطع فيديو من العملية التي أدت إلى قتل زعيم «داعش» (أ.ف.ب)
TT
20

«داعش» يؤكد مقتل البغدادي ويعلن «أبو إبراهيم القرشي» خليفة له... ويتعهد الانتقام

قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي يعرض صوراً ومقاطع فيديو من العملية التي أدت إلى قتل زعيم «داعش» (أ.ف.ب)
قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي يعرض صوراً ومقاطع فيديو من العملية التي أدت إلى قتل زعيم «داعش» (أ.ف.ب)

أكد تنظيم «داعش» في تسجيل صوتي عبر وكالة «أعماق» للأنباء التابعة له مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في أعقاب غارة أميركية مطلع الأسبوع. وأعلن التنظيم المتشدد تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفاً للبغدادي.
وأكد التنظيم أيضاً مقتل المتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر، وتعيين أبو حمزة القرشي خلفاً له، وفقاً لرسالة صوتية بثها موقع «الفرقان»، الذراع الإعلامية للتنظيم أمس.
وقال المتحدث الرسمي الجديد باسم التنظيم أبو حمزة القرشي في تسجيل صوتي على حسابات متشددة على موقع «تلغرام»: «ننعى إليكم أبا بكر البغدادي، وننعى إليكم المتحدث الرسمي لـ(الدولة) أبا الحسن، اللذين قتلا في الأيام الماضية». وأضاف أن «مجلس شورى» التنظيم بايع أبو إبراهيم الهاشمي القرشي «أميراً».
وطلب التنظيم من أعضائه، وفق الرسالة الصوتية، إعلان الولاء للقائد الجديد لـ«داعش». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن مقتل قائد التنظيم أبو بكر البغدادي يوم الأحد الماضي في غارة جوية بشمال شرقي سوريا. وقاد البغدادي التنظيم و«الدولة» المعلنة من جانبه بعد استيلائه على مناطق شاسعة في العراق وسوريا عام 2014.
وحث «داعش» في رسالته الصوتية أمس أتباعه على الالتزام بما أصدره البغدادي في رسالته الأخيرة الشهر الماضي، التي طالب فيها أتباعه المسلحين بتحرير أنصار التنظيم من السجون، وتجنيد أتباع جدد لاستكمال المهمة.
وتضمنت الرسالة تهديداً مباشراً لأميركا، وعدم الاحتفال بموت زعيم التنظيم، مع التأكيد على أن التنظيم سيواصل حملته داخل الشرق الأوسط وخارجه.
ويعتقد أن الأسماء التي أعلنها «داعش» لقادته الجدد هي مجرد «كُنَى».
وقال ترمب في كلمة ألقاها يوم الأحد الماضي: «وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابي رقم واحد في العالم أمام العدالة. تم قتل أبو بكر البغدادي».
وأشار ترمب إلى أن القوات الأميركية الخاصة نفذت العملية بـ«مشاركة 8 مروحيات ومجموعة كبيرة من العسكريين»، مفيداً بأن زعيم «داعش» انتحر خلال محاولة فراره في نفق تحت موقع مخبئه، حيث فجّر نفسه و3 من أطفاله بحزام ناسف.
وكانت وكالة «رويترز» قد أفادت، نقلاً عن مصدر أميركي مسؤول، بأن السلطات الأميركية تخلصت من بقايا جثة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، من خلال رميها في البحر.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن دفن البغدادي في البحر جاء «وفق طقوس دينية إسلامية»، في مكان لم يسمه.
وكانت بقايا جثة البغدادي نقلت إلى قاعدة «عين الأسد» الجوية الأميركية في العراق بعد مقتله في عملية أمنية خاصة بريف إدلب السوري.
إلى ذلك, تكشفت معلومات جديدة حول علاقات تثير الانتباه بين أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» وجماعة «حراس الدين»؛ (الجماعة المنافسة التي تسيطر على مدينة إدلب، والمنشقة عن «جبهة النصرة سابقاً»)، حيث كشفت «نيويورك تايمز» أمس عن أن البغدادي كان يختبئ في شمال سوريا لأنه دفع أموالاً لجماعة «حراس الدين» المنافسة لـ«داعش» للحصول على الحماية. فيما تكررت تحذيرات مسؤولين أمنيين في واشنطن من تخطيطات وهجمات انتقامية لـ«داعش» وخطوات متسارعة لاختيار زعيم جديد للتنظيم.
وحصلت القوات الأميركية المشاركة في عملية تصفية البغدادي على أجهزة كومبيوتر وإيصالات مالية؛ من بينها إيصالات بمبلغ 67 ألف دولار دفعها البغدادي لتنظيم «حراس الدين» مقابل توفير الحماية له، و8 إيصالات أخرى فيما بين عامي 2017 و2018؛ منها إيصال بمبلغ 7 آلاف دولار مقابل توفير مقرات آمنة لعناصر «داعش» الفارين من «ولاية الخير» وهو الاسم الذي أطلقه «داعش» على ريف دير الزور شرق سوريا. وتظهر إيصالات أخرى دفعات مالية من «داعش» إلى «حراس الدين» مقابل أجهزة إعلامية وتكلفة مالية للمساعدات اللوجيستية.



مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)

فتحتْ السلطات المصرية تحقيقاً بشأن «رفض أحد المنتجعات في مدينة دهب بجنوب سيناء استقبال سائح إسرائيلي»، حسب ما كشفه مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط».

وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أفادت بأن سائحاً إسرائيلياً يُدعى يهودا شليزنجر، يسافر كثيراً إلى سيناء بمصر، تم إخباره بأنه لم يعد بإمكانه الإقامة في منتجع سبق أن زاره لأنه «إسرائيلي».

وحسب التقارير، حاول شليزنجر، البالغ من العمر 38 عاماً، حجز إجازة في «روكسي» (Rocksea)، وهو مخيم ساحلي أقام فيه مرتين سابقاً، لكنه تلقى رداً عبر البريد الإلكتروني يبلغه بأن «المواطنين الإسرائيليين غير مرحب بهم حالياً بسبب الوضع الحساس».

السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)
السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)

ونقلت التقارير عن شليزنجر قوله: «أزور سيناء منذ أكثر من عقد، عادة في فترة عيد الفصح وعيد العرش... لا تزال معظم الأماكن ترحب بي بحفاوة. كنت أرغب بالعودة إلى (روكسي) لتنظيمه الجيد وشاطئه الجميل، ولأنني أعرف مالكته، روكسي، وطاقم العمل، ولكن عندما تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني للحجز، تلقيت رداً مفاجئاً».

وأوضح أن إدارة المنتجع كتبت: «نظراً للوضع الحساس للغاية الحالي والمخاوف التي يبديها بعض ضيوفنا المحليين، نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستضافة زوار من إسرائيل».

ونشر شليزنجر صورةً من البريد الذي وصله من المنتجع، وتضمنت أنه «يُرجى العلم أن هذا القرار ليس شخصياً، ولا يستند إلى أي شكل من أشكال التمييز. إنه ببساطة انعكاس للأجواء المتوترة على الأرض حالياً، والتي علينا التعامل معها بحذر حرصاً على سلامة وراحة الجميع».

صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع
صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع

وزعم شليزنجر أن الرد جاء من مدير مصري، مضيفاً: «إنه أمرٌ مُثيرٌ للغضب. كيف يُرسلون لي بريداً إلكترونياً يُفيد بأنهم لا يقبلون الإسرائيليين ويدّعون أن الأمر ليس شخصياً؟ إنه أمرٌ شخصيٌّ للغاية. هذا مُوجّهٌ لجميع الإسرائيليين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «البدو في سيناء يرحبون بنا دائماً»، حسب تعبيره.

ورد السائح الإسرائيلي على إدارة المنتجع في رسالة إلكترونية قائلاً: «هذا قرار مروع، فعلى حد علمي هناك اتفاقية سلام بين إسرائيل ومصر».

وأثارت قصة هذا السائح جدلاً في إسرائيل، ونقلت التقارير الإسرائيلية أن إدارة «منتجع روكسي» أرسلت رداً على هذا الجدل جاء فيه: «أولاً وقبل كل شيء، نأسف بشدة لأن رسالتنا تسببت في أي ضرر - لم يكن هذا قصدنا أبداً. كان ردنا يهدف فقط إلى ضمان سلامة وراحة ورفاهية جميع ضيوفنا خلال فترة حساسة للغاية. وللأسف، يعكس هذا التوتر والاستقطاب الذي ذكرناه».

وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى إدارة «منتجع روكسي» للاستفسار عن أسباب هذا القرار، فأوضح أحد المسؤولين بالمنتجع (رافضاً ذكر اسمه) أن «من كتبت هذا البريد هي روكسي وهي سيدة ألمانية مالكة للمكان، ولا نعلم تفاصيل الأمر، خاصة أن هناك حالياً 5 سياح إسرائيليين بالمنتجع».

وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بروكسي، لكنها طلبت إرسال أي استفسارات عبر البريد الإلكتروني مع وعد بالرد عليها، ولم تفعل حتى كتابة هذه السطور.

منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)
منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)

بدوره كشف رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بمصر، محمد عامر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم فتح تحقيق في الواقعة لكشف جميع ملابساتها»، مشيراً إلى أن «المكان المذكور غير مرخص ضمن المنشآت السياحية من وزارة السياحة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه بعد التحقيق في الواقعة المذكورة».

وأوضح عامر: «المنشآت السياحية في سيناء، خصوصاً في طابا ونويبع بها مئات بل آلاف السائحين من إسرائيل حالياً، ويتم استقبالهم دوماً مثل أي سياح من أي دولة، لأن هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل، كما أن أنشطة السياحة ليست لها علاقة بأي أمور سياسية مطلقاً».

وأكد أن «القانون واضح بأنه لا تمييز على أساس اللون والعرق والجنس، ولا أي شيء آخر، وأي منشأة تفعل ذلك يصل الأمر إلى إلغاء الترخيص الخاص بها ومنعها من مزاولة النشاط».

وحسب المعلومات التي جمعتها «الشرق الأوسط»، فإن «روكسي» هو مخيم شاطئي في نويبع مملوك لفتاتين وشاب من ألمانيا هم روكسي وريكاردا ومايكل، ويزاول المخيم نشاطه منذ سنوات بالتنسيق مع سكان المنطقة من البدو كالعديد من المخيمات الأخرى في نوبيع وطابا التي تعمل في الأغلب دون ترخيص.

تجدر الإشارة إلى أن التقارير أفادت بأن سيناء استقبلت خلال الأيام الماضية نحو 40 ألف إسرائيلي لقضاء إجازة عيد الفصح، مع تأكيدات مصرية بأنهم مرحب بهم مثل جميع الجنسيات الأخرى.