«داعش» يؤكد مقتل البغدادي ويعلن «أبو إبراهيم القرشي» خليفة له... ويتعهد الانتقام

أكد تنظيم «داعش» في تسجيل صوتي عبر وكالة «أعماق» للأنباء التابعة له مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في أعقاب غارة أميركية مطلع الأسبوع. وأعلن التنظيم المتشدد تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفاً للبغدادي.
وأكد التنظيم أيضاً مقتل المتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر، وتعيين أبو حمزة القرشي خلفاً له، وفقاً لرسالة صوتية بثها موقع «الفرقان»، الذراع الإعلامية للتنظيم أمس.
وقال المتحدث الرسمي الجديد باسم التنظيم أبو حمزة القرشي في تسجيل صوتي على حسابات متشددة على موقع «تلغرام»: «ننعى إليكم أبا بكر البغدادي، وننعى إليكم المتحدث الرسمي لـ(الدولة) أبا الحسن، اللذين قتلا في الأيام الماضية». وأضاف أن «مجلس شورى» التنظيم بايع أبو إبراهيم الهاشمي القرشي «أميراً».
وطلب التنظيم من أعضائه، وفق الرسالة الصوتية، إعلان الولاء للقائد الجديد لـ«داعش». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن مقتل قائد التنظيم أبو بكر البغدادي يوم الأحد الماضي في غارة جوية بشمال شرقي سوريا. وقاد البغدادي التنظيم و«الدولة» المعلنة من جانبه بعد استيلائه على مناطق شاسعة في العراق وسوريا عام 2014.
وحث «داعش» في رسالته الصوتية أمس أتباعه على الالتزام بما أصدره البغدادي في رسالته الأخيرة الشهر الماضي، التي طالب فيها أتباعه المسلحين بتحرير أنصار التنظيم من السجون، وتجنيد أتباع جدد لاستكمال المهمة.
وتضمنت الرسالة تهديداً مباشراً لأميركا، وعدم الاحتفال بموت زعيم التنظيم، مع التأكيد على أن التنظيم سيواصل حملته داخل الشرق الأوسط وخارجه.
ويعتقد أن الأسماء التي أعلنها «داعش» لقادته الجدد هي مجرد «كُنَى».
وقال ترمب في كلمة ألقاها يوم الأحد الماضي: «وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابي رقم واحد في العالم أمام العدالة. تم قتل أبو بكر البغدادي».
وأشار ترمب إلى أن القوات الأميركية الخاصة نفذت العملية بـ«مشاركة 8 مروحيات ومجموعة كبيرة من العسكريين»، مفيداً بأن زعيم «داعش» انتحر خلال محاولة فراره في نفق تحت موقع مخبئه، حيث فجّر نفسه و3 من أطفاله بحزام ناسف.
وكانت وكالة «رويترز» قد أفادت، نقلاً عن مصدر أميركي مسؤول، بأن السلطات الأميركية تخلصت من بقايا جثة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، من خلال رميها في البحر.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن دفن البغدادي في البحر جاء «وفق طقوس دينية إسلامية»، في مكان لم يسمه.
وكانت بقايا جثة البغدادي نقلت إلى قاعدة «عين الأسد» الجوية الأميركية في العراق بعد مقتله في عملية أمنية خاصة بريف إدلب السوري.
إلى ذلك, تكشفت معلومات جديدة حول علاقات تثير الانتباه بين أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» وجماعة «حراس الدين»؛ (الجماعة المنافسة التي تسيطر على مدينة إدلب، والمنشقة عن «جبهة النصرة سابقاً»)، حيث كشفت «نيويورك تايمز» أمس عن أن البغدادي كان يختبئ في شمال سوريا لأنه دفع أموالاً لجماعة «حراس الدين» المنافسة لـ«داعش» للحصول على الحماية. فيما تكررت تحذيرات مسؤولين أمنيين في واشنطن من تخطيطات وهجمات انتقامية لـ«داعش» وخطوات متسارعة لاختيار زعيم جديد للتنظيم.
وحصلت القوات الأميركية المشاركة في عملية تصفية البغدادي على أجهزة كومبيوتر وإيصالات مالية؛ من بينها إيصالات بمبلغ 67 ألف دولار دفعها البغدادي لتنظيم «حراس الدين» مقابل توفير الحماية له، و8 إيصالات أخرى فيما بين عامي 2017 و2018؛ منها إيصال بمبلغ 7 آلاف دولار مقابل توفير مقرات آمنة لعناصر «داعش» الفارين من «ولاية الخير» وهو الاسم الذي أطلقه «داعش» على ريف دير الزور شرق سوريا. وتظهر إيصالات أخرى دفعات مالية من «داعش» إلى «حراس الدين» مقابل أجهزة إعلامية وتكلفة مالية للمساعدات اللوجيستية.