«داعش».. كرّ وفرّ لاستعادة أحياء انسحب منها بكوباني

14 قتيلا خلال مواجهات بين الأكراد والشرطة التركية

«داعش».. كرّ وفرّ لاستعادة أحياء انسحب منها بكوباني
TT

«داعش».. كرّ وفرّ لاستعادة أحياء انسحب منها بكوباني

«داعش».. كرّ وفرّ لاستعادة أحياء انسحب منها بكوباني

شن تنظيم «داعش» اليوم (الأربعاء) هجوما في شرق مدينة عين العرب السورية الكردية، بهدف استعادة ليلا، بعد الضربات الجوية التي استهدفت مواقعه الخلفية من طائرات الائتلاف الدولي، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تدور اشتباكات عنيفة في شرق مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، بعدما شن تنظيم (داعش) هجوما لاستعادة الأحياء التي فقد السيطرة عليها».
وأضاف: «قتل 3 من أفراد (وحدات حماية الشعب الكردية) وأصيب عدد آخر منهم بجروح، وهناك خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر تنظيم (داعش) المتطرف».
وكان المرصد أعلن في وقت سابق اليوم، أن مقاتلي التنظيم انسحبوا ليلا من مناطق عدة في شرق مدينة عين العرب ومن الأطراف الجنوبية الغربية.
وأوضح المرصد، أن الانسحاب جاء بعد استهداف «مواقعهم الخلفية بالغارات ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم، كما تأكدت إصابة 4 عربات على الأقل للتنظيم».
وتمكن «داعش» مساء الاثنين الماضي من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ أكثر من 3 أسابيع، بعد معارك ضارية مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وسيطر على 3 أحياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية، قبل أن يتمكن المقاتلون الأكراد من صده، مما أجبره على التراجع بعض الشيء.
ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي أمس، غارات على مواقع التنظيم في محيط المدينة على دفعتين في الصباح وفي المساء. وبعد الغارات المسائية، نفذ التنظيم انسحابه.
واليوم شن الائتلاف الدولي غارة جوية جديدة على مقاتلي التنظيم في المدينة المحاذية لتركيا، كما أفادت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية على الحدود التركية.
وعلى أثر الضربة الجوية ارتفع دخان أسود كثيف فوق تلة تقع إلى شرق المدينة، حيث تدور المعارك.
وذكر الصحافي والناشط مصطفى عبدي من كوباني، على صفحته على موقع «فيسبوك» صباح اليوم، أن «جثث قتلى (داعش) تملأ شوارع حي مقتلة جنوب شرقي كوباني». وأشار من جهة ثانية إلى استمرار وجود «المئات من العائلات وكبار السن» في كوباني، وإلى أن «الأوضاع الإنسانية صعبة، والأهالي بحاجة إلى مواد غذائية وماء».
وبدأ تنظيم «داعش» هجومه في اتجاه كوباني في 16 سبتمبر (أيلول)، وسيطر على منطقة واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصارا من 3 جهات، ومن الجهة الرابعة تحدّها تركيا. وقتل في المعارك أكثر من 400 شخص غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين، حسبما المرصد السوري. كما نزح أكثر من 300 ألف شخص.
وكان عدد سكان كوباني قبل بدء النزاع السوري يناهز الـ50 ألفا، لكنه تضخم بعشرات الآلاف الأخرى مع موجة النزوح إليها من مناطق سورية أخرى.
على صعيد متصل، يبقي التوتر على أشده اليوم، في جنوب شرقي تركيا، غداة تظاهرات عنيفة للأكراد احتجاجا على رفض الحكومة التركية التدخل في سوريا، تحولت إلى مواجهات أوقعت 14 قتيلا على الأقل.
وللمرة الأولى منذ أكثر من عشرين سنة، أرغمت السلطات التركية على فرض حظر للتجول في ست محافظات في البلاد تقطنها غالبية كردية لإعادة الهدوء.
وفي دياربكر "عاصمة" الأكراد في تركيا، نفّذ عسكريون ودبابات دوريات في المدينة التي تضم أكثر من مليون نسمة، والتي اقفرت شوارعها بعد ليلة شهدت أعمال عنف ونهب، كما أفاد مراسل الصحافة الفرنسية.
وفي هذه المدينة وحدها قتل ثمانية أشخاص وأصيب أكثر من20 بجروح أمس، بينهم شرطيان، وفقا لأرقام نشرها الإعلام التركي.
وبعد الظهر وقعت أولى المواجهات بين متظاهرين أكراد وقوات الأمن. وفي بعض الأحياء استخدم ناشطون مقربون من حزب العمال الكردستاني، أسلحة نارية ضد الشرطة التي ردت بالمثل.
ووقعت صدامات عنيفة أيضا بين ناشطين أكراد وأنصار أحزاب إسلامية، مثل حزب هدى - بار الإسلامي الصغير، متهمة بتأييد عناصر تنظيم "داعش"، الذين يحاصرون مدينة كوباني الكردية في سوريا قرب الحدود التركية.
وحظر التجول - الاجراء غير المسبوق منذ رفع حال الطوارئ قبل 12 عاما في هذه المنطقة، التي كانت تشهد حركة تمرد كردي مسلح يخوضها مقاتلو حزب العمال الكردستاني - سيبقى مفروضا حتى الساعة 3:00 تغ من صباح الخميس.
ونتيجة للأحداث، ألغت شركة "تركش إيرلاينز" جميع رحلاتها إلى دياربكر حتى إشعار آخر. كما فرض حظر التجول أيضا في مدن أخرى جنوب شرقي البلاد مثل ماردين وفان وباتمان وسيرت.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.