السيسي يراهن على وعي المصريين لدحض «محاولات التشكيك»

طالب نواب البرلمان ومؤسسات الدولة والإعلام بمواجهة الإشاعات

TT

السيسي يراهن على وعي المصريين لدحض «محاولات التشكيك»

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين، لدحض «محاولات التشكيك في كل شيء»، مؤكداً أن «الشعب المصري لديه وعي كافٍ، والتشكيك حالة مرتبطة بمنهج المشككين»، مطالباً «المصريين بالانتباه ومواجهة أي إشاعات»، مشيراً إلى أن «مؤسسات الدولة المصرية دائماً حاضرة في مواجهة أي تحرك أو أي إشاعات».
وحمَّل السيسي نواب مجلس النواب (البرلمان) «مسؤولية المواجهة والتصدي لأي أمر (محل تشكيك) حتى لو يخص الأمر أي تقصير من مؤسسات الدولة».
وأضاف السيسي خلال افتتاح مصنعين جديدين لشركة «النصر للكيماويات الوسيطة» في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، أمس، أن «للإعلام أيضاً دوراً كبيراً جداً في مواجهة الإشاعات، فهناك حرب إعلامية، وحرب إشاعات، وحرب مواقع تواصل اجتماعي ضد حالة الوعي التي تتشكل يوماً بعد يوم لدى المصريين».
وكان السيسي قد حذر في وقت سابق، من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل، عبر نشر إشاعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير». وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أشارت تقارير رسمية إلى «تعرض البلاد لنحو 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر فقط».
ودعا النائب أحمد سعد، عضو مجلس النواب: «لإقرار تشريع يحدد عقوبة مشددة على مروجي الإشاعات»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مروجي الإشاعات هم أكثر خطراً على مصر؛ لأن هدفهم ضرب الاستقرار، والتشكيك في جميع الإنجازات».
وتناشد الدولة المصرية من وقت لآخر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام، وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
وافتتح السيسي مصنع «فوق أكسيد الهيدروجين»، أمس، وقام بجولة تفقدية بداخله، واستمع إلى شرح تفصيلي عن غرفة التحكم للمصنع، والتي يعمل بها مدير غرفة التحكم وثلاثة كيميائيين.
وخاطب السيسي الإعلاميين والمصريين، قائلاً: «لا تتركوا الفرصة لأحد ليؤثر عليكم ويشكككم في أنفسكم. وقلت في وقت سابق إنها حالة موجودة من 80 سنة، حالة عدم اليقين والتشكك، ومحاولة التفرقة بين الناس، وهي موجودة وسنظل نتعامل معها، وعلينا أن نكون متماسكين جداً في مواجهتها، ولا نتأثر، ولا نتشكك في أنفسنا».
وأضاف السيسي: «عندما يتم عمل استجواب لمسؤول لا يؤخذ ذلك بحساسية... نحن نتعامل في إطار الدولة ونخطئ ونصيب، وبالتالي لم يكن هناك مانع من توضيح ذلك، ونتحدث بموضوعية وحقائق وبيانات، مهما كانت هذه البيانات صعبة»، مضيفاً: «النائب العام يعد حارساً وحامياً للشعب المصري، وكل مؤسسات الدولة معنية بالدفاع عن الدولة المصرية؛ وإلا فسيصبح هناك خطر. وهذا فراغ لا يُترك، والبرلمان مؤسسة كبيرة جداً، وهناك تحديات كبيرة أمامه، فالظروف قبل عام 2011 كانت مختلفة عن الوقت الحالي، والآن هناك حجم كبير من التحديات لم يحسمها؛ إلا أن مؤسسات الدولة بالكامل تتضافر جهودها للحقيقة، ولم يطلب أحد غير ذلك».
ووجه السيسي الشكر للقائمين على مصنعي الغازات الطبية والصناعية بأبو رواش، مؤكداً أن «القوات المسلحة تشارك القطاعين الخاص والمدني في إنجاز الأعمال والمشروعات... ومهم أن نعرف أن القوات المسلحة تقوم بهذا الدور، ليس على حساب القطاع الخاص أو المدني، بالعكس، بالمشاركة معهم».
وتحدث السيسي عن أهمية مشاركة شركات القوات المسلحة في طروحات البورصة، قائلاً إن «الطروحات التي تجهز الدولة المصرية لطرحها في البورصة، لا بد أن يكون هناك فرصة منها لشركات القوات المسلحة، ولا بد لهذه الشركات أن تدخل البورصة، ويكون للمصريين أسهم في هذه الشركات، وبهذه الطريقة نفتح باب المشاركة للمصريين والمجتمع في هذه الشركات».
في غضون ذلك، أكد المتحدث الإعلامي باسم «البرلمان» المصري، النائب صلاح حسب الله، ثقته التامة «في قدرة المجلس برئاسة الدكتور علي عبد العال، على منح أولوية قصوى لتنفيذ رؤية ورسالة الرئيس السيسي لمواجهة الإشاعات والأكاذيب والمخاطر التي تواجه الدولة، في ظل السموم والأكاذيب التي تبثها منصات (السوشيال ميديا)، والآلة الإعلامية لتنظيم (الإخوان)، وجميع التنظيمات والتيارات الإرهابية والتكفيرية التي خرجت من رحم هذا التنظيم».
ودعا حسب الله «جميع المؤسسات في الدولة والرأي العام بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والحزبية والشعبية؛ إلى أن يمنحوا أكبر اهتمام لكلمات الرئيس المهمة والحاسمة، التي طالب فيها بعدم ترك الدولة تقاتل بمفردها».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.