أسعار النفط تواجه ضغوطاً مع تباطؤ الاقتصاد العالمي

روسيا تخفض إنتاجها في أكتوبر... والتزامها باتفاق «أوبك+» يفوق 70 %

يضغط الإنتاج النفطي من الولايات المتحدة على إمدادات الخام العالمية خاصة من الشرق الأوسط (أ.ف.ب)
يضغط الإنتاج النفطي من الولايات المتحدة على إمدادات الخام العالمية خاصة من الشرق الأوسط (أ.ف.ب)
TT

أسعار النفط تواجه ضغوطاً مع تباطؤ الاقتصاد العالمي

يضغط الإنتاج النفطي من الولايات المتحدة على إمدادات الخام العالمية خاصة من الشرق الأوسط (أ.ف.ب)
يضغط الإنتاج النفطي من الولايات المتحدة على إمدادات الخام العالمية خاصة من الشرق الأوسط (أ.ف.ب)

أظهر مسح أجرته «رويترز»، أن أسعار النفط من المرجح أن تواجه ضغطاً في العامين الحالي والمقبل، إذ من المتوقع أن يطغى تأثير تراجع الطلب، الناجم عن تباطؤ النمو العالمي، وزيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي، على الدعم من تخفيضات الإنتاج، التي تطبقها منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، ومخاطر الإمداد في الشرق الأوسط.
وكشف استطلاع لآراء 51 من خبراء الاقتصاد والمحللين، أنه من المتوقع أن يسجل خام برنت 64.16 دولار للبرميل، خلال العام الحالي، و62.38 دولار في العام المقبل، مقارنة مع 65.19 دولار للبرميل في 2019، و64.23 دولار للبرميل في 2020 في توقعات الشهر السابق، وبلوغ متوسط سعر النفط حتى الآن من هذا العام 64.23 دولار للبرميل.
وتراجعت توقعات 2019 لخام غرب تكساس الوسيط على نحو طفيف إلى 57.18 دولار للبرميل، مقارنة مع 57.96 دولار للبرميل، في توقعات الشهر السابق، بينما سجلت توقعات 2020 لخام غرب تكساس الوسيط 56.98 دولار للبرميل، مقابل 58.02 دولار للبرميل في سبتمبر (أيلول). وبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط في العام الحالي 56.78 دولار للبرميل.
وقال سايروس دي لا روبيا، كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ» التجاري: «يستمر الصراع بين مخاوف الإمداد ومخاوف الطلب... في الوقت الراهن، تغلب المخاوف على صعيد الطلب على المشهد، رغم الهجمات على منشآت نفط سعودية والهجمات على ناقلات نفط».
وسجل برنت أعلى ارتفاع يومي له في 30 عاماً، في 16 سبتمبر، بعد هجوم على منشأتي نفط سعوديتين، لكنه تراجع منذ ذلك الحين بأكثر من 15 في المائة.
وأضاف روبيا: «زادت علاوة المخاطر على الأسعار، (لكن) الخوف المتنامي من احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي على نحو أكبر من المتوقع من قبل، طغى على ذلك بشكل ما».
وحذّر صندوق النقد الدولي من أن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة قد يؤدي إلى تراجع النمو العالمي في العام الحالي إلى أبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية في 2008. في الوقت نفسه، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن زيادة الإمداد من الولايات المتحدة والبرازيل والنرويج قد تخفض الطلب على خام «أوبك» إلى 29 مليون برميل يومياً في 2020.
ومنذ يناير (كانون الثاني)، تخفض «أوبك» وحلفاؤها الإنتاج، بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، واتفقوا على القيام بذلك حتى مارس (آذار) 2020.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى «أواندا»: «سيواصل الخام الصخري الأميركي النمو في أعلى خانة الآحاد في العام المقبل، ويتعين أن ننظر للإنتاج الأميركي على أنه السبب الرئيسي الذي سيكبح مكاسب النفط عند حدوث أي انتعاش كبير للنمو العالمي». ومن المتوقع أن يسجل الإنتاج الأميركي مستوى قياسياً عند 12.26 مليون برميل يومياً في 2019.
بينما قال بعض المحللين إن الطلب على الخام قد يلقى دعماً خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع تحول بعض شركات الشحن إلى مصادر وقود للسفن أقل تلويثاً للبيئة، بموجب قواعد المنظمة البحرية الدولية.
على صعيد موازٍ، قال مصدر مطلع على البيانات لـ«رويترز» أمس، إن روسيا خفّضت إنتاجها النفطي إلى 11.23 مليون برميل يومياً منذ بداية أكتوبر، ما يمثل التزاماً تزيد نسبته عن 70 في المائة بالاتفاق المبرم بين «أوبك» والمنتجين من خارجها بشأن الإمدادات. وبلغ إنتاج روسيا النفطي 11.25 مليون برميل يومياً في سبتمبر.
وستعلن وزارة الطاقة غداً (السبت) عن الإحصاءات الرسمية لإنتاج النفط والغاز في أكتوبر (تشرين الأول). ويتعافى إنتاج روسيا بعد أزمة النفط الملوث في خط الأنابيب، دروجبا، شبكة التصدير لديها، التي اندلعت في أواخر أبريل (نيسان). وتنفذ منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وروسيا ومنتجون آخرون (المجموعة المعروفة باسم بـ«أوبك+»)، اتفاقاً لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً لدعم السوق منذ يناير.
وتفيد حسابات لـ«رويترز»، على أساس أن طن النفط يعادل 7.3 برميل، أن ذلك يعني تقييد الإنتاج الروسي عند نحو 11.17 إلى 11.18 مليون برميل يومياً.
ويسري الاتفاق حتى نهاية مارس 2020. وسيجتمع المنتجون لمراجعة السياسة المتبعة يومي 5 و6 ديسمبر (كانون الأول). وكانت روسيا قد قالت إن «أوبك» وحلفاءها المصدرين للنفط سيأخذون في الحسبان تباطؤ نمو إنتاج النفط الأميركي عندما يجتمعون.


مقالات ذات صلة

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة النفط «إكسون» في ليندن بنيوجيرسي (أ.ب)

أسعار النفط تحافظ على مكاسبها وسط عوامل متباينة

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، في حين تترقّب الأسواق حالياً أي مؤشرات بشأن التحرك الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.


«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
TT

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)

خفض البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي في المستقبل، مع اقتراب معدلات التضخم من الهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.

وخفض «المركزي» للدول العشرين التي تتشارك اليورو معدل الفائدة على الودائع البنكية، والذي يؤثر على ظروف التمويل في المنطقة، إلى 3 في المائة من 3.25 في المائة. وكان المعدل قد وصل إلى مستوى قياسي بلغ 4 فقط في يونيو (حزيران) الماضي، وفق «رويترز».

وأشار البنك إلى إمكانية إجراء تخفيضات إضافية من خلال إزالة الإشارة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى «مقيد بشكل كافٍ»، وهو مصطلح اقتصادي يشير إلى مستوى تكاليف الاقتراض الذي يكبح النمو الاقتصادي.

وقال البنك المركزي الأوروبي: «إن ظروف التمويل تتحسن، حيث تعمل تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة التي أجراها مجلس الإدارة على جعل الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأسر تدريجياً. لكنها تظل متشددة لأن السياسة النقدية تظل مقيدة ولا تزال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة تنتقل إلى المخزون القائم من الائتمان».

ولا توجد تعريفات عالمية لمستوى الفائدة الذي يعدّ مقيداً، لكن الاقتصاديين يرون عموماً أن المستوى المحايد، الذي لا يعزز النمو ولا يبطئه، يتراوح بين 2 و2.5 في المائة.

وبموجب قرار الخميس، خفض البنك المركزي أيضاً معدل الفائدة الذي يقرض به البنوك لمدة أسبوع إلى 3.15 في المائة ولمدة يوم واحد إلى 3.40 في المائة.

ولم يتم استخدام هذه الآليات بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وفَّر البنك المركزي النظام المصرفي باحتياطيات أكثر من حاجته عبر برامج ضخمة لشراء السندات والقروض طويلة الأجل.

لكنها قد تصبح أكثر أهمية في المستقبل مع انتهاء هذه البرامج. وأكد البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أنه سيوقف شراء السندات بموجب برنامجه الطارئ لمواجهة جائحة كورونا هذا الشهر.