يتولى النجم السابق لنادي ليفربول الإنجليزي، روبي فاولر، تدريب نادي بريسبان رور الأسترالي، حيث يُجري تدريبات الفريق بطريقة قد يرى بعض المديرين الفنيين أنها سخيفة أو غريبة. لكن عندما تسقط الكرة على قدميه، تماماً مثلما حدث في أول ظهور له مع الفريق الأول وهو الثامنة عشرة من عمره، فإنه لا يزال بإمكانه أن يجعل كرة القدم تبدو وكأنها لعبة لا تحتاج إلى أي مجهود، وذلك بفضل مهاراته وإمكانياته الفذة.
لكن فاولر يعرف جيداً أن مهاراته وإمكانياته الهائلة كلاعب لن تساعده على التألق في عالم التدريب، وربما هذا هو ما يفسر السبب في أنه قضى السنوات العشر الماضية بعيداً عن العمل في الدوريات الممتازة، حيث كان يدرس للحصول على الدورات التدريبية اللازمة، وبدأ العمل في مجال التدريب من خلال أكاديميات الناشئين وليس الفريق الأول.
يقول فاولر: «أعتقد أنني كلاعب قد وصلت لمرحلة متقدمة للغاية وأديت بشكل جيد، لكنني الآن كمدير فني لم أصل إلى النهاية، لكنني أشعر بالراحة وبأنني أمتلك المقومات التي تؤهلني للنجاح في هذا المجال، وبأنني يمكن أن أصبح جاهزا لخوض هذا التحدي رغم أني ما زلت أتخبط في عالم التدريب».
ولعب فاولر موسمين في أستراليا في نهاية مسيرته الكروية، قبل أن يتولى تدريب فريق موانغثونغ يونايتد التايلاندي لفترة وجيزة في عام 2012. وبعد تجربته في تايلاند، قرر اتباع الطريق الصعب الذي يتطلب الكثير من الصبر لكي يدخل عالم التدريب، حتى عندما بدأ زملاؤه السابقون في القيام بأدوار بارزة، متسلحين بالطموح بدلاً من الخبرة. ويجب الإشارة إلى أن فاولر يبلغ من العمر 44 عاماً، أي أنه أصغر بعامين فقط من المدير الفني لمانشستر يونايتد أولي غونار سولسكاير. كما أن فرنك لامبارد، الذي كان يلعب قبل ثلاث سنوات فقط، يتولى حاليا القيادة الفنية لنادي تشيلسي. يقول فاولر عن ذلك: «كما هو الحال مع أي لاعب، فأنت تريد أن تكون الأفضل في أي مستوى يمكنك الوصول إليه. لم يكن بإمكاني أبدا أن أبدأ باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مباشرة، لذلك كان الأمر بالنسبة لي هو أن أبدأ في مكان ما في مستوى جيد. لقد كانت سنوات من العمل الشاق من حيث التدريب، وكنت أعلم أنه يتعين علي أن أحصل على كافة الدورات التدريبية وأن أصل إلى المستوى المطلوب لأنني أريد أن يتعامل معي الناس على محمل الجد».
ويضيف «عندما تتوقف عن اللعب، فإنك تريد الانتقال مباشرة إلى الفصل التالي من حياتك في أقرب وقت ممكن. بالطبع كنت أرغب في القيام بذلك في وقت مبكر قليلاً، لكنني سعيد للغاية بالطريقة التي سارت بها الأمور لأنني حصلت على الدورات التدريبية اللازمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم. وعندما تحصل على هذه الدورات فإن الناس ينظرون إليك على أنك جاد فيما تقوم به».
ويتابع: «عندما تكون لاعباً جيداً، فقد لا يمكنك تحقيق الفوز في بعض الأحيان عندما تدخل عالم التدريب، لأن الناس ربما يتوقعون منك الكثير بسبب تاريخك الكبير كلاعب. وإذا لم تنجح في البداية فإن الناس على الفور سيقولون جملتهم الشهيرة: ألم أقل لكم إنه لن ينجح!» لكن القرار الذي اتخذه فاولر بقطع خطوات واسعة وسريعة في أستراليا، بدلاً من العمل في الدوريات الإنجليزية الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، لا يعكس بالتأكيد قلة الطموح لدى أسطورة ليفربول السابق. كما أن هناك بعض المميزات الأخرى للعمل في أستراليا، حيث كان بريسبان رور قد سجل رقما قياسيا سلبيا باستقباله 71 هدفا والفوز في أربع مباريات فقط الموسم الماضي، ليحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الأسترالي الممتاز. لكن فاولر يعمل الآن على إعادة بناء الفريق، الذي كان يوما ما قوة عظمى في الدوري الأسترالي، وتعاقد مع تسعة لاعبين جدد من فرق من الدوريات الأدنى. ويبدو هذا السيناريو وكأنه اختبار قوي لقدراته كمدير فني.
يقول فاولر عن ذلك: «أنا شخص كان لديه مسيرة جيدة نسبيا كلاعب، لذلك سيكون للناس دائماً رأي في أي شيء أقوم به. الشيء الجيد في قدومي إلى هنا يتمثل في أنه يمكنني أن أعمل بالطريقة التي تروق لي وأن أطبق فلسفتي التدريبية. لقد رأيت ما كان يقدمه نادي بريسبان العام الماضي ومن الواضح أنه كان يعاني بشدة. لقد كان متوسط أعمار الفريق مرتفعا للغاية، وبالتالي كان الفريق بحاجة إلى التغيير وإلى عقلية مختلفة. إننا الآن فريق جديد ونريد أن نحقق نتائج جيدة. واللاعبون الذين تعاقدنا معهم، وبعضهم من الدوريات الأدنى في المملكة المتحدة، يقدمون مستويات جيدة».
وكانت أول مباراة لفاولر على رأس القيادة الفنية للفريق، ضد حامل اللقب بيرث غلوري - في رحلة تُعادل تقريبا المسافة بين المملكة المتحدة وكازاخستان - ونجح فاولر بالعودة بنقطة ثمينة رغم أنه يلعب بفريق يضم تسعة لاعبين يلعبون مع الفريق لأول مرة. وفي يوم الاثنين السابق لمباراة فريقه الثانية في الدوري الأسترالي الممتاز، كانت علامات الإرهاق تبدو على فاولر أثناء خروجه من ملعب التدريب بعد الحصة الصباحية، لكن السبب وراء هذا الإرهاق هو بقاؤه مستيقظا في اليوم السابق حتى الساعة 3:20 صباحا لمشاهدة مباراة ليفربول أمام مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.
يقول فاولر: «أنا لا أنام كثيرا على أي حال، لذلك بقيت مستيقظا وشاهدت المباراة. وهذا هو ما تفعله بنا كرة القدم، أليس كذلك؟» وعن مستوى أداء ليفربول الحالي قال فاولر إن ثلاثي هجوم ليفربول المؤلف من محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني يحظى باحترام في كافة أنحاء أوروبا، مشيرا إلى أن تلقي الدفاع المستقر القليل من الأهداف مقارنة بأي فريق آخر في الدوري الممتاز الموسم الماضي يعد دليلا واضحا على قوة الفريق.
وقال فاولر: «تم دفع مبالغ ضخمة للاحتفاظ بهذه المجموعة، ويجب أن يستمتع المدير الفني للفريق يورغن كلوب بهذه الفرصة ليكتشف ما يمكنه القيام به مع هذه التشكيلة المتماسكة. ربما يعرف، مثلما كان الحال مع (المدافع فيرجيل) فان ديك و(الحارس) أليسون، أنه بحاجة للاعب محدد وهذا غير متوفر حاليا. لذا فإن علينا الانتظار بدلا من الإنفاق من أجل البحث عنه. لقد عاد الغائبون لفترة طويلة بسبب الإصابة مثل أليكس أوكسليد - تشامبرلين وجو غوميز وآدم لالانا للتشكيلة ما سيعزز من خيارات كلوب».
ويرى فاولر أن التجربة الأسترالية قد تساعد في تشكيل فلسفته الخاصة في عالم التدريب، كما تساعد على تشجيع المديرين الفنيين واللاعبين على إيجاد فرص أفضل خارج أستراليا، ويقول عن ذلك: «لقد أردت أن أكون ناجحاً وأن أبذل أقصى ما في وسعي. وبالنسبة لي، لا يهم حقاً المكان الذي أحقق فيه هذا النجاح. وقد نكون بمثابة حالة اختبار للمديرين الفنيين أو اللاعبين في تلك الأندية. لكن المهم أننا نستمتع بخوض مباراة كل أسبوع».
ويختتم حديثه قائلا: «أريد أن يستمتع اللاعبون بذلك. يأتي الاستمتاع من الفوز في المباريات، كما أننا نحاول أن نجعلهم يستمتعون بالكرة، وأن نجعلهم يحبونها أكثر. هذا لا يعني أننا لا نريد أن ننافس على البطولات، فأنا أعتقد أننا سنكون قادرين على المنافسة».
روبي فاولر: كنت لاعباً ناجحاً ولكني ما زلت مدرباً فاشلاً
نجم ليفربول السابق يعرف جيداً أن مهاراته وإمكانياته الهائلة كلاعب لن تساعده على التألق في عالم التدريب
روبي فاولر: كنت لاعباً ناجحاً ولكني ما زلت مدرباً فاشلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة