اشتباك جيش النظام السوري مع قوات تركية قرب «رأس العين»

قوات تركية في مدينة رأس العين السورية (أرشيف - رويترز)
قوات تركية في مدينة رأس العين السورية (أرشيف - رويترز)
TT

اشتباك جيش النظام السوري مع قوات تركية قرب «رأس العين»

قوات تركية في مدينة رأس العين السورية (أرشيف - رويترز)
قوات تركية في مدينة رأس العين السورية (أرشيف - رويترز)

اشتبكت قوات جيش النظام السوري، اليوم (الأربعاء)، مع قوات تركية قرب مدينة رأس العين الحدودية، بحسب وسائل إعلام سورية.
ولم تقدم وسائل الإعلام تفاصيل عن الاشتباكات ولكن مسلحين من المعارضة السورية تدعمهم أنقرة قالوا إن اشتباكات متقطعة وقعت في الأيام القليلة الماضية مع قوات سوريا إلى الجنوب من المدينة التي انتزعت تركيا السيطرة عليها من مقاتلين أكراد سوريين في وقت سابق من الشهر، وقالت أنقرة إنها تحتفظ بالحق في شن هجوم آخر عبر الحدود ضد وحدات «حماية الشعب» الكردية.
وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن الحادث يسلط الضوء على خطر اشتعال العنف من جديد في شمال شرقي سوريا بعد إبرام أنقرة وموسكو اتفاقاً، قبل أسبوع، وافقت روسيا بموجبه على إبعاد القوات الكردية مسافة 30 كيلومتراً على الأقل إلى الجنوب من الحدود، بحلول مساء أمس (الثلاثاء).
وتحركت القوات النظامية السورية في إطار الاتفاق شمالاً بموافقة المقاتلين الأكراد للتمركز في مواقع قرب الحدود، وهي منطقة لم تسيطر عليها دمشق منذ بدايات الحرب المستمرة منذ ثمانية أعوام ونصف العام.
وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لنواب من حزبه «العدالة والتنمية»، إن لدى تركيا معلومات بأن وحدات «حماية الشعب» الكردية لم تكمل انسحابها، وذلك رغم تأكيدات من روسيا أمس بأنها غادرت قبيل حلول الموعد النهائي الذي ينص عليه الاتفاق.
وأضاف: «رغم أن المعلومات التي لدينا تشير إلى أن هذا لم يتم على نحو كامل، فإننا سنرد عليهم بعد تقييماتنا الميدانية»، مضيفاً أن تركيا تحتفظ بالحق في العودة لشن عمليات عسكرية في المنطقة.
وتعتبر تركيا وحدات «حماية الشعب» منظمة «إرهابية» بسبب صِلاتها بمسلحين أكراد في جنوب شرقي البلاد، وتسعى أنقرة إلى إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا خالية من مقاتلي الجماعة.
وكان من المفترض أن تبدأ دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا، أمس، في منطقة بعمق عشرة كيلومترات في شمال سوريا، لكن إردوغان قال إنها ستبدأ يوم الجمعة وبعمق سبعة كيلومترات فقط.
وأضاف: «إذا رأينا أن أعضاء المنظمة الإرهابية لم يخرجوا من عمق 30 كيلومتراً أو إذا استمرَّت الهجمات، بغض النظر عن مصدرها، فإننا نحتفظ بحق تنفيذ عمليتنا».
وقال مقاتلو المعارضة السورية المدعومون من تركيا، أمس (الثلاثاء)، إنهم أسروا عدداً لم يحددوه من جنود جيش النظام السوري بالقرب من تل الهوى بريف رأس العين. وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة إن وحدات «حماية الشعب» الكردية لم تنسحب بالكامل من المنطقة الحدودية، وإنه من المتوقَّع اندلاع اشتباكات جديدة.
وشُرد نحو 300 ألف شخص وقُتل 120 مدنياً منذ التوغل التركي، حسبما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».



الحوثيون يغلقون مراكز دينية تخالفهم مذهبياً في 3 محافظات

جانب من «مركز الشافعي» الذي استهدفته الجماعة الحوثية في إب (فيسبوك)
جانب من «مركز الشافعي» الذي استهدفته الجماعة الحوثية في إب (فيسبوك)
TT

الحوثيون يغلقون مراكز دينية تخالفهم مذهبياً في 3 محافظات

جانب من «مركز الشافعي» الذي استهدفته الجماعة الحوثية في إب (فيسبوك)
جانب من «مركز الشافعي» الذي استهدفته الجماعة الحوثية في إب (فيسبوك)

عادت الجماعة الحوثية لاستهداف مراكز العلوم الدينية المختلفة مذهبياً في المناطق تحت سيطرتها، من خلال شنها حملات دهم وإغلاق ضد ما تبقى منها لتحويلها مراكزَ للتعبئة ونشر الطائفية.

وشملت حملات الجماعة في الأيام الأخيرة 3 مراكز علوم شرعية ودور تحفيظ تابعة لجماعتي «السلفيين» و«الدعوة والتبليغ» في محافظات إب والحديدة وعمران؛ بعد رفض القائمين عليها التوجيهات التي تُجبِرُهُم على نشر التعبئة وتدريس «الملازم الخمينية».

قادة حوثيون في «جامع معاذ بن جبل» بالقرب من تعز يستخدمونه مقراً عملياتياً ومنبراً طائفياً (إعلام حوثي)

وتمثل آخر الاستهدافات باقتحام مجاميع حوثية مسلحة مركز «الشافعي» للعلوم الشرعية التابع لـ«جماعة السلفيين» بمنطقة ماتر في ريف محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء).

وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الاقتحام والاستيلاء تمّا بناءً على توجيهات القيادي الحوثي أحمد العصري المعين من قبل الجماعة مديراً لمكتب الإرشاد.

وباشر المسلحون الحوثيون، في أثناء عملية الدهم، طرد نحو 85 طالباً كانوا يتلقون العلوم الشرعية، ويدرسون في حلقات القرآن، قبل أن يغلقوا المركز نهائياً تمهيداً لتحويله وبقية ملحقاته إلى أماكن للتحريض على العنف وبث الكراهية.

واستنكر مدرسون وطلاب استهداف الحوثيين لمركزهم ومبانٍ أخرى تابعة له. وأفاد بعضهم «الشرق الأوسط» بأن الجماعة تسعى لاستكمال فرض السيطرة على ما تبقى من المراكز ودور القرآن في إب وبقية مدن سيطرتها؛ بغية تحويلها مراكز ترويج لأفكارها الدخيلة على اليمنيين.

دهم في الحديدة وعمران

سبق ذلك، تعرّض المركز الرئيسي التابع لجماعة «الدعوة والتبليغ» في محافظة الحديدة (غرب) للدهم والإغلاق وطرد 500 من طلابه، وإحلال أتباع الجماعة الحوثية الذين استُقدموا من مناطق أخرى مكانهم.

وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الاقتحام الحوثي للمركز، الذي يحوي أقسام تحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية، رافقه قيام الجماعة بنهب كافة محتوياته.

مبنى يتبع مركزاً دينياً استهدفه الحوثيون في محافظة الحديدة (فيسبوك)

ويُعرف عن جماعة «الدعوة والتبليغ» في اليمن عدم تدخلها في السياسة أو الصراعات الاجتماعية، وينشط أتباعها في الدعوة وإقامة الدروس الدينية عقب الصلوات في المساجد بمدن وقرى يقومون بزيارتها.

إلى ذلك، اقتحم مسلحو الجماعة الحوثية مركزاً لتدريس العلوم الشرعية وأغلقوا مسجداً آخر يتبع «جماعة التبليغ» بمنطقتي مسور وخمر بمحافظة عمران، كما اختطفوا عشرات من الطلبة والمدرسين، لإرغامهم على ترك العمل الدعوي.

وأبدت الجماعة الحوثية موافقتها، وفق المصادر، على إطلاق سراح المحتجزين والسماح لهم بمواصلة عملهم شريطة الالتزام بالترويج لأفكارها ومساعدتها على التعبئة والتحشيد للجبهات، إلا أن ذلك قُوبل بالرفض المطلق من قبلهم.

وأدان ناشطون حقوقيون انتهاكات الحوثيين ضد مراكز العلوم الشرعية والقائمين عليها في مختلف المناطق تحت سيطرة الجماعة، ووصفوا ما قامت به الجماعة بأنه «جرائم وتعسفات لا تسقط بالتقادم».

وسبق للانقلابيين الحوثيين أن شنوا على مدى الأعوام المنصرمة حرباً شعواء ضد المراكز الدينية المختلفة مذهبياً ودور التحفيظ؛ بهدف تحويلها مراكز للتعبئة ونشر الدروس ذات المنحى الطائفي.