خبراء: زعيم {داعش} الجديد لن يحظى بنفوذ قوي بسبب الانقسامات

قالوا إن التنظيم سيشهد {هامشاً من التمرد} على قيادته

منظر من الأقمار الصناعية لمقر إقامة زعيم «داعش» أبو بكر البغداديبالقرب من قرية باريشا السورية قبل استهدافه من قبل القوات الخاصة الأميركية ليلة السبت (رويترز)
منظر من الأقمار الصناعية لمقر إقامة زعيم «داعش» أبو بكر البغداديبالقرب من قرية باريشا السورية قبل استهدافه من قبل القوات الخاصة الأميركية ليلة السبت (رويترز)
TT
20

خبراء: زعيم {داعش} الجديد لن يحظى بنفوذ قوي بسبب الانقسامات

منظر من الأقمار الصناعية لمقر إقامة زعيم «داعش» أبو بكر البغداديبالقرب من قرية باريشا السورية قبل استهدافه من قبل القوات الخاصة الأميركية ليلة السبت (رويترز)
منظر من الأقمار الصناعية لمقر إقامة زعيم «داعش» أبو بكر البغداديبالقرب من قرية باريشا السورية قبل استهدافه من قبل القوات الخاصة الأميركية ليلة السبت (رويترز)

حذر خبراء أصوليون في مصر من «تنظيم جديد يضم عناصر (داعش) الفارة عقب مقتل زعيمهم أبو بكر البغدادي، أو احتمالية هروبهم إلى تنظيم (القاعدة) من جديد». وأكدوا أن «من سيخلف البغدادي لن يحظى بنفوذ قوى بسبب الانقسامات التي تضرب التنظيم». وقالوا: «قد يكون هناك هامش من التمرد على الزعامة الجديدة، والثقل سيكون لأصحاب القوى الحقيقية في التنظيم»... وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن (الأحد) الماضي، عن مقتل البغدادي في عملية عسكرية أميركية شمال غربي سوريا.
وأكد أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمصر، أنه «قد يظهر تنظيم جديد يضم بقايا تنظيم (داعش) عقب مقتل البغدادي، ووقتها سنكون أمام عنوان جديد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحديث عمن سيخلف البغدادي؛ وهل سيحظى بنفوذه نفسه؟، وهل سيكون له التأثير نفسه؟، أسئلة تتردد كثيراً الآن... لكن لا أتصور أن خليفة البغدادي سوف يحظى بنفوذه نفسه، خصوصاً مع حالة الانقسام التي ضربت تنظيم (داعش) عقب هزائمه في سوريا والعراق خلال الأشهر الماضية».
من جهته، قال أحمد زغلول، المخصص في شؤون الحركات الأصولية بمصر، إن «الحديث عمن سيخلف البغدادي ليس بهذه السهولة، لأن وجود البغدادي على رأس التنظيم، كان له مواءمات وتوازنات وشبكة علاقات شخصية وقبلية، وكان من نتيجة تفاعلات هذه التوازنات، وجود شخصية البغدادي، وبالتالي العوامل التي صدرته للمشهد قادرة على أن تصدر غيره، يملك قبولا ورضا من مختلف مراكز القوى داخل التنظيم، سواء القتالية، الذين لديهم قدرات قتالية مختلفة، أو العسكرية من أفراد الجيش العراقي المنحل».
وأضاف زغلول لـ«الشرق الأوسط»، «هناك أسماء كثيرة تتردد لخلافة البغدادي، مثل أبو عبد الله قرداش، وشخص آخر تونسي، وثالث فرنسي، ومن سيتصدر المشهد منهم سيكون بناء على توازنات قبلية بشكل كبير جداً، رغم مخالفتها لفكرة أمة إسلامية؛ لكن التنظيم عندما نشأ كانت الفكرة القبلية والطائفية موجودة»، موضحاً أن «هذه التوازنات هي من ستعطي للزعيم الجديد القدرة على ضبط وإدارة التنظيم وعناصره، وقد يكون هناك هامش من التمرد بطبيعة الأشياء في مختلف التنظيمات على الزعامة الجديدة، لكن الثقل سيكون لأصحاب القوى الحقيقية في التنظيم في حال الدفع بشخص ما لديه هذا القبول من مراكز القوى، وسيكون هامش التمرد محدودا بشكل أو بآخر، والتنظيم فيه سوابق فيما يخص (حازمون) وهي مجموعة أكثر تشدداً خرجت من (داعش)، واستمر التنظيم واستمرت هذه المجموعة بشكل أو بآخر».
وقال زغلول إن «فكرة الانشقاقات أمر متوقع جداً في مختلف التنظيمات، وتاريخ (الحركات الجهادية) عبارة عن سلسلة أو متوالية من الانشقاقات، وحجم هذه الانشقاقات وتأثيرها على التنظيمات الأم مرتبط بسياقات تنظيمية داخلية، ومرتبط بـ(كاريزما) الشخص الذي يتزعم مثل هذه الانشقاقات، ومرتبط بالسياق الاجتماعي المحلي والدولي، ولذلك قد تكون هناك انشقاقات بطبيعة الأشياء، وبطبيعة قراءة مختلف التجارب (الجهادية) السابقة، لكن وزن هذه الانشقاقات وإمكانية أن تحقق بعضها زخما على حساب تنظيم (داعش) مرتبط بسياقات خاصة بقدرات شخصية هذه الأفراد، وشبكة علاقاتهم مرتبط بوجود حلفاء إقليميين يدفعون لإحداث ثقل ما للانشقاق عن التنظيم الأم، ووجود سياق دولي يحفز ويجعل الأنظار متجهة إلى مثل هذه الانشقاقات، مما يترجم في بعض مصادر القوى التي قد تحظى بها».
وحول تغيير شكل خريطة التنظيمات الإرهابية عقب مقتل البغدادي. قال الخبير الأصولي أحمد بان: «لاشك سوف تتغير خريطة التنظيمات الإرهابية، بعد أفول نجم تنظيم (داعش)... وأتصور أننا قد نكون أمام تنظيم جديد، يجمع شتات أو بقايا عناصر (داعش)، الذين قد ينضم بعضهم من جديد إلى تنظيم (القاعدة)»، مضيفاً أن «(داعش) هو الابن الشرعي لتنظيم (القاعدة)، وفي تاريخ هذه التنظيمات هي تختلف وتتفق، وبالتالي فكرة اندماج العناصر المتبقية من (داعش) إلى (القاعدة) احتمال وارد طوال الوقت، خصوصاً أن البغدادي كان مختبأ لدى قيادات (أنصار الإسلام) وهي مجموعة محسوبة على (القاعدة)، بما يشير إلى أننا ربما أمام اتفاق بين البغدادي، وهذا التنظيم (أي القاعدة) من أجل الانضواء تحت لواء واحد، وبالتالي فرص ظهور كيان جديد أو تنظيم جديد يجمع الطرفين أمر وارد طوال الوقت»، موضحاً أن «تنظيم (داعش) منقسم طوال الوقت».
بينما أكد أحمد زغلول، أنه على «مدار السنوات الماضية كانت هناك حركة ذهاب وإياب من (القاعدة) تجاه (داعش) والعكس، بشكل أو بآخر، صحيح فيه خلافات كبيرة بين التنظيمين، لكن بينهما قواسم مشتركة، قد تكون التجارب السلبية لبعض المنتمين لـ(داعش) دفعتهم إلى النكوص عن توجههم، وفرصة غياب زعيم التنظيم قد تكون مدخلاً للعودة إلى (القاعدة)».



تحذيرات من موجات نزوح جديدة في اليمن جراء التصعيد

نازحون يمنيون ينصبون خيمة قرب الخوخة جنوب محافظة الحديدة (رويترز)
نازحون يمنيون ينصبون خيمة قرب الخوخة جنوب محافظة الحديدة (رويترز)
TT
20

تحذيرات من موجات نزوح جديدة في اليمن جراء التصعيد

نازحون يمنيون ينصبون خيمة قرب الخوخة جنوب محافظة الحديدة (رويترز)
نازحون يمنيون ينصبون خيمة قرب الخوخة جنوب محافظة الحديدة (رويترز)

مع استمرار الضربات الأميركية في استهداف مواقع الحوثيين رداً على تصعيدهم ضد الملاحة الدولية واستئنافهم الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل بمزاعم نصرة غزة، حذرت تقارير دولية حديثة من تصاعد جديد في موجة النزوح الداخلي في اليمن، متوقعة أن يصل عدد النازحين بحلول نهاية العام الجاري إلى 5.1 مليون شخص.

ولفت المجلس الدنماركي للاجئين، في تقرير حديث بعنوان: «توقعات النزوح العالمي لعام 2025»، إلى أن اليمن يحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث حجم أزمة النزوح الداخلي، مع وجود 4.8 مليون نازح حالياً، مُعظمهم من النساء والأطفال، يعيشون في حالة نزوح متكرر وممتدة لسنوات، مع فرص شبه معدومة للعودة إلى ديارهم.

وتوقع المجلس الدنماركي أن تتصاعد أزمة النزوح الداخلي في اليمن ليبلغ عدد النازحين بحلول نهاية 2025 نحو 5.1 مليون شخص، وسط استمرار الصراع الدامي والانهيار الاقتصادي الذي يدفع البلاد نحو أوضاع إنسانية أكثر تدهوراً.

وطبقاً للتقرير، فإن استمرار العنف وتداعيات الحرب التي طالت عقداً من الزمن، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات الأساسية... لا تزال تُغذي حلقة مفرغة من النزوح والمعاناة، مع تأكيد أن 80 في المائة من النازحين يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

كثير من مخيمات النازحين اليمنيين تفتقد كثيراً من الخدمات الإنسانية (إعلام محلي)
كثير من مخيمات النازحين اليمنيين تفتقد كثيراً من الخدمات الإنسانية (إعلام محلي)

وحذر التقرير من تفاقم الكارثة الإنسانية، مبيناً أن عدد النازحين قد يرتفع بنحو 400 ألف شخص إضافي بحلول نهاية 2026، وسط تدهور متسارع للأوضاع.

ويحتاج نحو 19.5 مليون يمني (ما يقارب 55 في المائة من السكان) إلى مساعدات إنسانية عاجلة خلال العام المقبل، في حين يُعاني 17 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 5 ملايين على شفا المجاعة.

وجاءت هذه التحذيرات في حين تُواجه جهود الإغاثة تحديات جسيمة، أبرزها نقص التمويل الدولي وتصاعد العقبات اللوجستية؛ ما يهدد بتحويل اليمن إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

نزوح في أسبوع

رصدت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير حديث لها، نزوح عشرات الأسر اليمنية، خلال الأسبوع الماضي، تضم 150 فرداً، وذلك نتيجة التصعيد الحوثي العسكري الذي أحدث تدهوراً أمنياً واقتصادياً وصحياً في البلاد.

وأوضحت المنظمة أن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها رصدت في الفترة من 16 إلى 22 مارس (آذار) الجاري، نزوح 25 أسرة يمنية من منازلها بمحافظات الحديدة وتعز وصنعاء إلى مناطق أخرى.

وذكرت أن 68 في المائة من النازحين الجُدد؛ أي ما يعادل 17 أسرة، فروا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن، في حين نزحت 8 أسر؛ ما يشكل 32 في المائة، بفعل تصاعد حدة الضغوط المعيشية والاقتصادية المرتبطة بالصراع المستمر.

النازحون داخلياً في اليمن يعيشون في مخيمات تفتقر لأبسط المقومات (إعلام محلي)
النازحون داخلياً في اليمن يعيشون في مخيمات تفتقر لأبسط المقومات (إعلام محلي)

وأكد التقرير وجود تحديات إنسانية كبيرة تواجه الأسر اليمنية النازحة حديثاً، وذكر أن 40 في المائة منها بحاجة إلى خدمات المأوى، و28 في المائة تحتاج إلى مساعدات نقدية، في حين تفتقر 24 في المائة إلى المواد الغذائية، و8 في المائة إلى خدمات غير غذائية.

وبحسب المنظمة الأممية، فإن إجمالي عدد حالات النزوح قد ارتفع منذ بداية العام الجاري إلى 458 أسرة، تشمل 2748 فرداً، الأمر الذي يعكس استمرار الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد، وسط استمرار الصراع الدامي والانهيار الاقتصادي الذي يدفع البلاد نحو هاوية إنسانية غير مسبوقة.

يشار إلى أن التصعيد الحوثي الأخير واستدعاء الجماعة للضربات الأميركية، إلى جانب جرائمها المتكررة بحق المدنيين بمناطق سيطرتها، دفعت مئات من الأسر اليمنية إلى الفرار والنزوح حفاظاً على سلامتها، وبحثاً عن أماكن يتوافر فيها بعض من مقومات السلامة والمأوى.