مباحثات مع البنك الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار

TT

مباحثات مع البنك الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار

ذكرت مصادر يمنية رسمية أن الحكومة الشرعية عقدت في الرياض أمس جلسة مباحثات رسمية بين الحكومة والبنك الدولي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، ورئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس.
وأوضحت المصادر أنه «جرى خلال المباحثات، استعراض مجالات التعاون بين الحكومة والبنك الدولي في عدة مجالات والخطط المستقبلية بما في ذلك في جوانب إعادة الإعمار وتنفيذ مشاريع حيوية تساهم في تخفيف الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية». ونقلت وكالة «سبأ» أن المباحثات تمت بحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية الدكتور نجيب العوج ووزير المالية سالم بن بريك ورئيس الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين علاء قاسم، ونائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج ونائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية سيرجيو بيمنتا، ومساعد رئيس البنك الدولي هانيا داود.
وأشارت إلى أن المباحثات تطرقت إلى «نتائج تنفيذ مخرجات زيارة وفد البنك الدولي إلى العاصمة المؤقتة عدن برئاسة المدير التنفيذي للبنك ميرزا حسن، وجوانب التنسيق والتعاون بين الحكومة والبنك في تنفيذ المشاريع وتقديم التسهيلات لتسيير عمل وأنشطة البنك في كافة المناطق اليمنية». ونقلت المصادر الرسمية عن وزير الحكومة اليمنية تأكيده أن البنك الدولي شريك فاعل منذ عقود طويلة في مسيرة اليمن التنموية ودعم الإصلاحات، وأنه نوه بالدعم المستمر للبنك في اليمن عبر وكالة التنمية الدولية منذ بداية الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وقال إن «ذلك يجسد السياسة الحديثة للبنك في التدخل في الدول التي تشهد صراعات وتنفيذ مشاريع حيوية تساهم في تخفيف الأزمات الإنسانية».
وشدد رئيس الحكومة اليمنية - بحسب وكالة «سبأ» الرسمية على أهمية البناء على ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية، والعمل على بناء شراكة حقيقية بين البنك الدولي ومؤسسات الدولة، خاصة البنك المركزي والمالية والصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق صيانة الطرق.
وتطرق عبد الملك إلى الإصلاحات التي نفذتها حكومته أخيرا رغم الظروف والتعقيدات الراهنة في المالية العامة للدولة اليمنية والقطاع المصرفي وأسواق المشتقات النفطية، وقال إن تلك الإصلاحات ساعدت على تفادي الانهيار الشامل للاقتصاد الوطني، وضبط ورفع موارد الدولة، والحفاظ على استقرار مقبول لسعر صرف العملة الوطنية، ودفع ما يقارب 65 في المائة من رواتب موظفي القطاع العام، بما في ذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين.
وأوضح أن الحكومة اليمنية تتطلع «إلى مزيد من آليات الدعم من قبل البنك الدولي والمؤسسات المانحة لمساندة إجراءات الحكومة في استمرار الإصلاحات، وتحقيق التعافي الاقتصادي، وإطلاق عجلة إعادة الإعمار».
وقال إن «الزيارة التي قام بها وفد رفيع من البنك الدولي إلى العاصمة المؤقتة عدن برئاسة المدير التنفيذي عميد مجلس إدارة البنك ميرزا حسن ونائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، عكست ثقة المجتمع الدولي في الإجراءات التي نفذتها الحكومة»، مؤكدا أن «أولويات الحكومة هي تعزيز أداء مؤسسات الدولة وتحسين الموارد العامة، وتحريك عجلة مشاريع إعادة الإعمار والتنمية».
وحض عبد الملك «البنك الدولي على اعتماد مخصصات إضافية لتمويل مشاريع في قطاع التعليم والثروة السمكية والنقل خلال العام الجاري، ورفع حصة اليمن من التمويل في الأعوام القادمة»، وقال إن «هذا التوجه سيكون له أثر بالغ في عملية السلام، وسيساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.