ماكس آرونز... من لاعب بلا فريق إلى المنتخب الإنجليزي للشباب

مدافع نوريتش سيتي يمكن أن ينافس أرنولد وبيساكا على مكان في تشكيلة إنجلترا قريباً

آرونز مدافع نوريتش في مواجهة مانشستر يونايتد الأحد الماضي
آرونز مدافع نوريتش في مواجهة مانشستر يونايتد الأحد الماضي
TT

ماكس آرونز... من لاعب بلا فريق إلى المنتخب الإنجليزي للشباب

آرونز مدافع نوريتش في مواجهة مانشستر يونايتد الأحد الماضي
آرونز مدافع نوريتش في مواجهة مانشستر يونايتد الأحد الماضي

كان الطريق الذي سلكه الظهير الأيمن الإنجليزي الشاب ماكس آرونز في عالم كرة القدم غير عادي بالمرة، ولم يكن من المؤكد أن يصل هذا اللاعب إلى المستوى الاحترافي في يوم من الأيام. فقد بدأ اللاعب البالغ من العمر 19 عاما مسيرته الكروية في نادي لوتون، لكنه اتخذ قرارا غير مدروس بالرحيل عن النادي وهو في الرابعة عشرة من عمره.
يقول آرونز: «تلقيت عرضاً جديداً في نادي لوتون، لكنني كنت أريد أن أذهب إلى ناد من الفئة الأولى، حيث يحصل اللاعبون الشباب في أكاديميات الناشئين على مزيد من ساعات التدريب. ذهبت لإجراء اختبار في نادي توتنهام هوتسبير، لكن الأمور لم تسر على ما يرام». وبعدما رفض عرض لوتون، وجد آرونز نفسه من دون ناد. وبينما كان يتساءل عما سيفعله بعد ذلك، ظهرت فرصة مثيرة للاهتمام، حيث تلقى اتصالا هاتفيا من إيزاكسون هورست، المدرب الذي عمل من قبل في نادي تشيلسي، وسأله عما إذا كان يريد أن يقوم ببعض التدريبات الفردية. وقضى آرونز عاماً بعيداً عن كرة القدم التقليدية، وكان يجمع بين الحصص التدريبية على يد إيزاكسون هورست وبين دراسته. يقول آرونز عن ذلك: «لقد ساعدتني هذه التدريبات على أن أصل إلى مستوى آخر. لقد شعرت بأنني أستفيد من هذه التدريبات أكثر من التدريبات الجماعية».
ولا يعرف آرونز أي شخص قام بشيء مماثل. وقد أمضى زميله في نادي نوريتش سيتي، جمال لويس، عاماً في ممارسة ألعاب القوى، لكن الأمر كان مختلفا تماما عما حدث مع آرونز، الذي غامر بشكل كبير، وكان من الممكن أن يجد نفسه بعيدا عن كرة القدم تماما. يقول آرونز: «لقد حدث ذلك تقريباً. لقد ذهبت إلى عدد من الأندية المختلفة للاختبار هنا وهناك، ولم يكن هناك شيء ملموس. كانت الأمور صعبة للغاية لأنني كنت صغيرا في السن وأذهب إلى أماكن لا يعرفني فيها أحد».
وازدادت الأمور صعوبة بعدم المشاركة في المباريات. ويتذكر آرونز أنه شعر بالإرهاق الشديد عندما عاد للمشاركة في المباريات للمرة الأولى، لكنه سرعان ما استعاد عافيته. ويقول عن ذلك: «قبل آخر مرة أجيء فيها إلى نوريتش سيتي، كنت أتدرب فقط مع نادي ميلتون كينز دونز. لقد كنت هناك لمدة ستة أسابيع فقط، من أجل التدريب. لعبت نحو ست مباريات هناك، وهو الأمر الذي أعاد لي مستواي بعض الشيء».
وكان والده قد اتصل بجريج بروتون، الذي رحل عن لوتون وانضم إلى أكاديمية الناشئين في نوريتش سيتي في عام 2014 يقول آرونز عن ذلك: «كنت في اختبار لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع قبل التوقيع. وعندما جئت إلى هنا، شعرت كأنني في المنزل لأنني كنت أعرف الكثير من العاملين هنا والكثير من اللاعبين الذين لعبت معهم في لوتون والذين جاءوا إلى هنا مع جريج».
وينظر آرونز حوله بإعجاب لمجمع أكاديميات الناشئين الجديد في نوريتش سيتي، والذي تم الكشف عنه خلال فصل الصيف. وعندما وصل آرونز إلى أكاديمية الناشئين بنوريتش سيتي للمرة الأولى كان هناك الكثير من المباني المؤقتة في كل مكان. وتطور مستوى آرونز بسرعة هائلة، ولم يكن هو اللاعب الوحيد الذي تم تصعيده من صفوف الناشئين إلى الفريق الأول، حيث أصبح كل من تود كانتويل وبن غودفري ولويس عناصر أساسية في الفريق الأول.
ويعتمد نوريتش سيتي، الذي استضاف مانشستر يونايتد على ملعبه يوم الأحد الماضي وخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، على بناء الهجمات من الخلف للأمام، وهي الطريقة التي ساعدت الفريق على الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى والصعود للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. ولم يفقد الفريق ثقته في اللعب بهذه الطريقة، بعد خسارته أمام ليفربول بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في الجولة الافتتاحية للموسم. ومع ذلك، لم يحقق الفريق أي انتصار منذ فوزه على مانشستر سيتي على ملعب «كارو رود» الشهر الماضي. وظهر دفاع الفريق بشكل هش للغاية في المباراة التي خسرها أمام أستون فيلا بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، وهبط الفريق للمراكز الثلاثة الأخيرة في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومع ذلك، يعتقد آرونز أن المدير الفني لنوريتش سيتي، دانييل فارك، محق تماما في الالتزام بالفلسفة التي يلعب بها، ويضيف: «كانت هناك بعض الأوقات العام الماضي التي لم تكن فيها الأمور على ما يرام، لكننا التزمنا بطريقتنا المعهودة وتمكنا من الحصول على لقب البطولة في نهاية المطاف. إننا جميعا نتعلم، لكن تركيزنا الأساسي هو ألا نحيد عن الطريقة التي قادتنا للوصول إلى هنا. وسيكون ذلك جيداً على المدى الطويل».
وتطور مستوى آرونز بشكل ملحوظ منذ أول ظهور له مع الفريق الأول في أغسطس (آب) 2018 وتم اختياره ضمن فريق الموسم في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. وتم استدعاؤه لقائمة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، وأشارت بعض التقارير إلى اهتمام مانشستر يونايتد بالحصول على خدماته خلال الصيف الماضي. ومن المرجح أن يحتاج توتنهام هوتسبير إلى التعاقد مع ظهير أيمن جديد قريباً.
وربما لن يمر وقت طويل قبل أن ينافس آرونز، الذي أعرب عن إعجابه بقدرات الظهير الأيمن لمانشستر سيتي كايل ووكر، كلا من ترينت ألكسندر أرنولد وآرون وان بيساكا على مكان في تشكيلة المنتخب الإنجليزي. ويحب آرونز القيام بواجباته الهجومية، ولذا لم يكن من المفاجئ أن نسمع أنه بدأ مسيرته الكروية في مركز الجناح. يقول آرونز: «أي فريق بحاجة إلى ظهيري الجنب من أجل صناعة الأهداف وخلق الفرص والقيام بالواجبات الهجومية. لكن المهام المطلوبة من اللاعب الذي يلعب في هذا المركز أصبحت أكثر صعوبة من أي وقت مضى، لكنها تمنح اللاعب الكثير من المميزات أيضا».
وبمناسبة الحديث عن المنتخب الإنجليزي فإن ذلك يقودنا إلى الإشارة إلى الهتافات العنصرية ضد لاعبي المنتخب الإنجليزي في المباراة التي فاز فيها على منتخب بلغاريا بسداسية نظيفة هذا الشهر. وكان آرونز في قائمة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما وشاهد هذه المباراة مع لاعب ليستر سيتي جيمس جاستن. وشعر آرونز بالصدمة والغضب عندما سمع الهتافات العنصرية من الجمهور البلغاري. ويقول عن ذلك: «لا يجب أن تحدث مثل هذه الأمور في العصر الحالي. إنه شيء مثير للاشمئزاز. لم أكن أصدق ما كان يجري». ولدى آرونز خلفية متعددة الثقافات، حيث جاء والداه إلى بريطانيا قادمين من جامايكا ولديه أقارب هناك. كما أنه ما زال على اتصال بموطنه الأصلي ولم ينس نضالاته المبكرة. وما زال يتحدث إلى إيزاكسون هورست بشكل منتظم، ويؤكد على أنه لن يسمح للنجاح بأن يغير شخصيته. يقول آرونز: «أحياناً تجلس وتقول لنفسك: يا إلهي، لقد مررت بـ18 شهراً رائعة، لكني بحاجة إلى الاستمرار. أريد أن أواصل التقدم والتطور طوال الوقت».


مقالات ذات صلة

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بافيل نيدفيد في صورة بملعب نادي الشباب (نادي الشباب)

بافل نيدفيد: ألوان نادي الشباب تعكس «اللون الذي أفضّله»

أبدى التشيكي بافيل نيدفيد، المدير الرياضي الجديد لنادي الشباب، سعادته البالغة لوجوده في منصبه الجديد مع «الليث»، مقدماً شكره لمحمد المنجم رئيس النادي.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام للإنجليز: احموا قدسية اللعبة من الـ«فار»

تساءل أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، عن سبب عدم استجواب الجمهور الإنجليزي تقنية «حكم الفيديو المساعد (فار)».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.