«أدوات خصوصية» جديدة من «غوغل» للحذف التلقائي للبيانات الشخصية

تقلل عمليات تعقّب الآثار الرقمية

«أدوات خصوصية» جديدة من «غوغل» للحذف التلقائي للبيانات الشخصية
TT

«أدوات خصوصية» جديدة من «غوغل» للحذف التلقائي للبيانات الشخصية

«أدوات خصوصية» جديدة من «غوغل» للحذف التلقائي للبيانات الشخصية

قدمت غوغل أخيرا لمستخدميها خياراً يتيح لهم ضبط البيانات المتعلّقة بالبحث، وكذلك الموقع الجغرافي، بوضعها على وظيفة الحذف التلقائي (الأوتوماتيكي) بعد مرور فترة من الزمن، ويجب علينا جميعاً أن نستخدمها.
ولأن أذواق واهتمامات الناس تتغير مع الوقت. لذا، لا حاجة لأن يكون حفظ تواريخ بياناتنا على غوغل أبدياً. وقد احتفظت شركة غوغل لسنوات بسجل لأبحاثنا على الإنترنت دون أن نعلم. وتحتفظ الشركة بهذه البيانات حتّى تتمكّن من بناء ملفّات شخصية مفصّلة عنّا تساعدها في طرح توصيات للمحتوى المتوافق مع شخصيتنا، ولتتيح في الوقت نفسه للمسوّقين استهدافنا بإعلاناتهم.
- أدوات جديدة
لطالما وفّرت الشركة عدة أدوات نستطيع استخدامها لحذف تاريخ بحثنا على مواقعها يدوياً، ولكن قلّة منّا كانوا يستفيدون منها. لهذا السبب، أنصحكم اليوم بتجربة أدوات غوغل الجديدة للخصوصية. وفي مايو (أيار)، قدّمت الشركة خياراً يتيح لزبائنها الحذف التلقائي للبيانات المرتبطة بأبحاثهم على غوغل، وطلباتهم عبر مساعدها الافتراضي، وتاريخ مواقعهم.
كما عمدت غوغل إلى توسيع إمكانية الحذف تلقائيا لتشمل موقع «يوتيوب». وفي الأسابيع المقبلة، ستطرح «وظيفة شخصية خاصة» جديدة تستخدم عند البحث عن وجهة محدّدة على تطبيق «غوغل مابس»، لتستفيدوا منه عندما تقصدون مكاناً لا تريدون أن يعلم به أحد، كعيادة الطبيب النفسي مثلاً.
وفي تعليقٍ له حول ميّزات الخصوصية الجديدة، قال إريك ميراغليا، المسؤول عن قسم حماية البيانات في غوغل، إنّ «هذه الخصائص تهدف لضمان تقديم التجربة الأفضل للمستخدم. ويعتمد جزء كبير من هذه التجربة على كيفية شعور المستخدم تجاه السيطرة التي يملكها».
إذن، كيف يمكننا تحقيق الفائدة القصوى من أدوات غوغل الجديدة للخصوصية؟ قدّمت لنا الشركة أخيراً عرضاً مفصّلاً حول هذه الأدوات، وأنا شخصياً اختبرت الأدوات التي صدرت في أوائل هذا العام، وإليكم ما يجب أن تعرفوه عنها.
- حذف البيانات
- حذف تاريخ البحث بشكل أوتوماتيكي. تندرج معظم ضوابط الخصوصية الجديدة من غوغل في أداة إلكترونية اسمها «نشاطي» My Activity.
عندما تجدون الأداة وتنقرون على «ضوابط النشاط»، سيظهر أمامكم خيار «نشاط الشبكة والتطبيقات» Web & App Activity. انقروا على «إدارة النشاط» ومن ثمّ على الزرّ الموجود أسفل رمز المفكّرة. هنا، يمكنكم ضبط تاريخ نشاطكم في الكثير من منتجات غوغل ليحذف نفسه تلقائياً بعد ثلاثة أو ثمانية عشر شهراً.
تتضمّن تلك البيانات عمليات البحث التي تمّت على محرّك غوغل، والطلبات الصوتية التي يتلقّاها مساعد غوغل، والوجهات التي بحثتم عنها على تطبيق الخرائط، والأبحاث التي قمتم بها على متجر «غوغل بلاي» للتطبيقات.
ولكن أي مدّة من الاثنتين يجب أن تختاروا؟ يتوقّف هذا الأمر على مدى اهتمامكم بالحصول على توصيات تناسب شخصيتكم.
لنقل أنّكم في الآونة الأخيرة قمتم بالكثير من الأبحاث حول المشاهير والأفلام. في هذه الحالة، ستعرض لكم خدمة «غوغل نيوز»، بناءً على هذه الأبحاث، مقالات جديدة حول هذه المواضيع لتقرأوها. لذا، في حال كنتم مهتمّين بمتابعة أخبار المشاهير والأفلام، لعلّ ضبط حذف تاريخ البحث كلّ ثمانية عشر شهراً هو الخيار الأفضل بالنسبة لكم. أمّا في حال كانت اهتماماتكم دائمة التغيّر، قد تكون فترة الثلاثة أشهر أفضل في هذه الحالة.
وإذا كنتم غير مهتمّين بالحصول على أي توصيات خاصّة حول منتجات غوغل، فيمكنكم ببساطة أنّ تعطّلوا حفظ تاريخ البحث في حسابكم. لهذه الغاية، انقروا على الزرّ الموجود إلى جانب خيار «نشاط الشبكة والتطبيقات» وحوّلوه إلى تعطيل.
- «يوتيوب ومابس»
- حذف تاريخكم على يوتيوب تلقائياً. أضافت غوغل هذا الأسبوع إلى جديدها من ضوابط الخصوصية إمكانية الحذف التلقائي لتاريخكم على يوتيوب، والذي يضمّ الأبحاث والفيديوهات التي شاهدتموها.
في أداة «نشاطي»، انقروا على ضوابط «نشاط» وابحثوا عن زرّ تاريخ يوتيوب. انقروا على «إدارة» التاريخ وسترون رمز مفكّرة مشابه سيتيح لكم ضبط تاريخ يوتيوب ليحذف نفسه بعد ثلاثة أو ثمانية عشر شهراً.
- استخدام وضع الخصوصية والحذف التلقائي في خرائط «غوغل مابس».
ستشهد الأسابيع المقبلة أيضاً إضافة ما يعرف بوضع «الإخفاء» (Incognito) في «غوغل مابس». واستخدام هذا الوضع سيتيح لكم البحث عن وجهات محدّدة دون حفظ تاريخ للموقع. كما أنّه سيمنع الآخرين من الاطلاع على الأبحاث الماضية.
لتشغيل هذا الوضع، افتحوا تطبيق «غوغل مابس» وانقروا على رمز الحساب في الزاوية اليمنى العليا، ومن ثمّ انقروا على «تشغيل وضع الإخفاء».
وسيفيدكم الوضع الجديد في الحالات التالية:
- في حال كنتم ستلتقون بأحدهم لمناقشة قضية أعمال حسّاسة، سيمنع وضع «الإخفاء» تسجيل وحفظ موقع الاجتماع.
- يتيح لكم تطبيق «غوغل مابس» مشاركة موقعكم بشكل دائم مع أي شخص، كالزوجة. ولكن في حال رغبتم بإبقاء موقعكم سرّيا، عندما تذهبون لشراء هدية لها، يمكنكم تشغيل «وضع الإخفاء».
- لنقل أنّكم تقودون السيارة بينما يستخدم أحد أفراد العائلة تطبيق الخرائط على هاتفكم للحصول على الطريق المؤدّي لعنوان جديد. في هذه الحالة، يمكنكم تشغيل الوضع الجديد لحجب أبحاثكم الماضية عن هذا الشخص.
يضمّ غوغل اليوم خيار الحذف التلقائي لتاريخ البحث. في أداة «نشاطي»، انقروا على ضوابط «نشاط»، وابحثوا عن خيار «تاريخ الموقع» وانقروا على «إدارة النشاط». في الصفحة التالية، اعثروا على رمز يشبه حبّة المكسّرات ومن ثمّ انقروا على «حذف تلقائي لتاريخ الموقع». يمكنكم أيضا ضبط البيانات لتحذف نفسها بعد ثلاثة أو ثمانية عشر شهراً.
أمّا بالنسبة لأولئك الذين لا يريدون من غوغل أن تحتفظ بأي سجل لتواريخ مواقعهم، فإنهم سيجدون زراً مخصّصاً لذلك. في صفحة «نشاطي»، انقروا على ضوابط «نشاط» وابحثوا حتى تجدوا خيار «تاريخ الموقع» وحوّلوا الزرّ إلى إيقاف التشغيل.
- استخدموا أدوات الخصوصية
بإدراجها لأدوات الخصوصية الجديدة، تقدّمت شركة غوغل خطوة سبقت فيها عمالقة الإنترنت الآخرين كفيسبوك وتويتر، ممن لا يزوّدون مستخدميهم بأدوات تتيح لهم حذف مجموعات كبيرة من البيانات بسهولة.
ولكن استخدام ضوابط الخصوصية الجديدة من غوغل لن يكون نفسه بالنسبة للجميع، على اعتبار أنّ أسلوب الحياة ودرجة الرهاب حول الخصوصية تختلف من شخص إلى آخر.
في حال كنتم تريدون التعرّف إلى كيفية استخدامها، إليكم الأفكار التالية بناءً على تجربتي الخاصّة:
- ضبط تاريخ البحث على الحذف الأوتوماتيكي: نادراً ما أستخدم مساعد غوغل، ولا أزور خدمة «غوغل نيوز»، ما يعني أنني لا أستفيد من التوصيات الخاصّة. ولكنّني غالباً ما أتحقّق من خرائط غوغل، وأفضّل الاحتفاظ بتاريخ الأبحاث الأخيرة عليها في حال أردت زيارة المكان نفسه مرّة أخرى. لهذا السبب، ضبطتُ أداة «نشاط الشبكة والتطبيقات» على الحذف الأوتوماتيكي للبيانات كلّ ثلاثة أشهر.
- ضبط تاريخ اليوتيوب على التدمير الذاتي: أجرّب من وقت إلى آخر طهي أنواع مختلفة من الأطباق، وأحبّ فكرة البحث عن وصفات جديدة مرتبطة بأبحاثي الأخيرة على يوتيوب. لذا، ضبطت تاريخ يوتيوب على الحذف التلقائي بعد ثلاثة أشهر.
- ضبط تاريخ الموقع الجغرافي على الحذف الأوتوماتيكي أيضاً: أستخدم خرائط غوغل بشكل دوري، وأسافر في رحلتين كل عام. صحيح أنّ معرفة غوغل بالأماكن التي ذهبت إليها مفيد بالنسبة لي ليقوم التطبيق بتحميل عناوين ذات صلة تذكرني بأماكن قصدتها، ولكنّ معرفة الشركة بأنني كنت في هاواي الشهر الفائت مثلاً عبر متابعتي بشكل متواصل ليس بالأمر المريح. لهذا السبب، ضبطت تاريخ موقعي ليحذف نفسه أوتوماتيكياً بعد ثلاثة أشهر.
من الصعب أنّ نتخيّل أنّ أحداً ما قد لا يودّ الاستفادة من أدوات غوغل الجديدة للحذف التلقائي، لا سيما أن السماح لغوغل بالاطلاع الدائم على تاريخ نشاطاتنا الإلكترونية والتي تعود لسنوات ماضية ليس بالأمر العملي. لهذا السبب، يجب ألّا تؤجّلوا إخفاء بعض من آثاركم الرقمية.

- خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

تكنولوجيا صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم نظّم بعض موظفي «غوغل» اعتصامات في مكتبين للشركة منتقدين مشروع «نيمبوس» في أبريل الماضي

«غوغل» قلقة من انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عقدها التقني مع إسرائيل

ظلّت شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» تدافع عن صفقتها مع إسرائيل أمام الموظفين الذين يعارضون تزويد الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا، ولكنها كانت تخشى أن يضر…

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).