مصر تدين وقطر تدافع عن «العدوان» التركي على سوريا

خلال الاجتماعات التحضيرية لقمة «عدم الانحياز»

TT

مصر تدين وقطر تدافع عن «العدوان» التركي على سوريا

جددت مصر إدانتها لـ«العدوان» التركي على سوريا، وذلك خلال الاجتماعات التحضيرية لقمة «عدم الانحياز». وفيما شددت القاهرة، خلال الفعالية الدولية التي تستضيفها أذربيجان، على ضرورة إدراج فقرة تتعلق بموقف مناوئ لتحركات أنقرة باعتبارها «تنتهك» سيادة سوريا العضوة في «عدم الانحياز»، لجأ الوفد القطري إلى الدفاع عن موقف إدارة إردوغان، معتبراً أنه «ممارسة لحق الدفاع الشرعي عن النفس».
وبحسب ما نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، أمس، فإن «الاجتماعات التحضيرية لقمة دول عدم الانحياز شهدت سجالاً ونقاشاً مطولاً حول الفقرة الخاصة بإدانة العدوان التركي على سوريا»، منوهة بأن «وفد مصر تمسك بإدانة هذا العدوان ووصفه بأنه انتهاك لسيادة دولة عضو في حركة عدم الانحياز وخرق لميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي، بما يستوجب الاستنكار والإدانة الشديدة من جانب الحركة».
في المقابل، سعى وفد قطر إلى «الدفاع عن العدوان التركي على سوريا وهو النهج الذي تبنته أيضاً وفود من باكستان وماليزيا وزامبيا»، وفق ما أوردت الوكالة المصرية التي نقلت أن الوفد المصري رفض أن يتحدث ممثل عن تركيا كدولة مدعوة أمام القمة باعتبارها دولة معتدية على إحدى دول الحركة. وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، دعا، أمس، إلى «الوقف الفوري للعدوان الذي تتعرض له سوريا، واحتلال شمالها»، معتبراً أنه «يعد انتهاكاً للقانون الدولي والمبادئ التي تأسست عليها حركة عدم الانحياز، ويجب أن تنسحب القوات المعتدية». وجاءت تصريحات شكري، في بيان ألقاه، أول من أمس، ضمن أعمال «القمة الـ18 لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في حركة عدم الانحياز» المنعقدة في باكو، تحت عنوان «التمسك بمبادئ باندونج لضمان استجابة مشتركة ملائمة لتحديات العالم المعاصر».
ولفت شكري إلى «ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة من تحديات، مشيراً إلى أن أخطرها تلك التي تستهدف مفهوم الدولة الوطنية»، مؤكداً «ضرورة التصدي لأي مساعٍ لتقسيم الدول أو هدم مؤسساتها، ورفض محاولات إذكاء الولاءات الطائفية أو المذهبية، والالتزام بمقومات الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وخيارات الشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض الاحتلال الأجنبي، وضرورة المحاسبة على الجرائم الجسيمة، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، ودعم الإرهاب».
وفي سياق متصل، أدان المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، التحركات التركية ضد الأراضي السورية، واصفاً إياها بـ«العدوان الصارخ» على دولة عربية ذات سيادة. ودعا المكتب الدائم، في توصياته الصادرة، أمس، الجامعة العربية لإعادة سوريا لمقعدها بمجلس الجامعة العربية، لتمارس دورها الطبيعي في مواجهة التحديات الخارجية التي تتعرض لها الأمة العربية، وكذلك تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، تأكيداً لوحدة الأمة، وحفاظاً على استقلالها ووجودها.
وفي حين دعا مكتب «المحامين العرب» إلى مقاضاة تركيا، ورئيسها، أمام المحاكم الدولية، والمطالبة بالتعويضات الناجمة عن الأضرار، أوصى اتحاد المحامين العرب المنظمات الحقوقية العربية والدولية بـ«إدانة العدوان التركي، وتنظيم مؤتمر دولي لفضح العدوان في حدود القانون الدولي والمواثيق الدولية».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.