رسائل مصرية غاضبة للاتحاد الأوروبي رداً على انتقادات حقوقية

مطالب بجلسة برلمانية طارئة

TT

رسائل مصرية غاضبة للاتحاد الأوروبي رداً على انتقادات حقوقية

جددت مصر، أمس، رفضها انتقادات وجهها البرلمان الأوروبي إليها، تتعلق بانتهاكات حقوقية. وقال كريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان)، إن بلاده «ترفض محاولات الإملاء والتقييم لأوضاع وطنية خالصة، خصوصاً إذا كانت تلك التقييمات مدفوعة بحملات ممنهجة ومكذوبة ومسيسة»، مشيراً إلى أن «هناك خطاً رفيعاً بين تبني حقوق الإنسان ودعم الإرهابيين».
وطالب البرلمان الأوروبي في قرار أصدره الخميس الماضي، السلطات المصرية، بوضع حد لما عدّه «انتهاكات طالت مدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين وصحافيين»، على خلفية مظاهرات محدودة وقعت في سبتمبر (أيلول) الماضي بمصر، داعياً للإفراج عن المعتقلين منهم.
ورد مجلس النواب المصري، في بيان الجمعة، معلناً رفضه القرار، وعدّه «استمراراً لنهج (غير مقبول) من القرارات المشابهة التي لا يعيرها مجلس النواب، أو الشعب المصري أي اعتبار». وتواصل الرفض المصري أمس، خلال لقاء رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بالوزير مفوض مارينا فرايلا رئيس القسم السياسي بسفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، الذي طالبه بنقل رسائل تتعلق بحقيقة الأوضاع الحقيقية في مصر إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وفي رسائله، عاتب درويش البرلمان الأوروبي، الذي ذكر أنه لم يبدأ عمله بتشكيله الجديد إلا في يوليو (تموز) الماضي، قائلاً: «كان على أعضائه عدم التسرع في إصدار قرارات ترتبط بالدول الصديقة والشريكة إلا بعد دراسة وافية لمقررات الشراكة وثوابتها ثم إجراء حوارات سياسية ولقاءات فعلية بممثلي مجلس النواب، فهذه مبادئ الشراكة وقواعدها القانونية، ولا تجوز مخالفتها بهذه القرارات الصارخة المتعجلة التي تعبر عن عدم التفهم لطبيعة المنطقة ولقضاياها ولقضايا التعاون المصري - الأوروبي وللمصالح المشتركة بينهما».
ونوه بأن «قضية حقوق الإنسان قضية وطنية مصرية وجزء من مخطط التنمية الشاملة»، معلناً ترحيبه بـ«الحوار وتبادل الرؤى والخبرات مع كل شركاء مصر فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وتعزيز المبادرات الرامية لتحسين حقوق الإنسان عالمياً».
وأعلن أن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان سوف تعقد اجتماعاً يوم الأحد المقبل، لمناقشة أطر التحرك الخارجي للجنة مع الشركاء الدوليين في ضوء «الفهم غير الصحيح للبعض وترويج المغالطات»، على حد قوله.
وفيما عُدّ تفنيد عملي للانتقادات الأوروبية، زار أعضاء بلجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، أمس، منطقة سجون المنيا الجديدة (جنوب القاهرة)، مؤكدين في بيان عقب الزيارة «كذب الافتراءات والأكاذيب التي يحاول بعض المنظمات الحقوقية نشرها حول حالة حقوق الإنسان في مصر».
وقال النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان إن أعضاء اللجنة استمعوا لنزلاء السجن فرادى في عدم وجود القيادات الأمنية، ولم يقدم منهم أي شكوى بشأن سوء المعاملة. وأضاف: «هذه الزيارات تكشف زيف الادعاءات التي يقولها بعض المنظمات الحقوقية أو التي جاءت في بيانات البرلمان الأوروبي بشأن حالة حقوق الإنسان في مصر، ولا تتعدى كونها محاولات لهدم الدولة المصرية».
وتابع أنه سيتقدم بطلب لرئيس البرلمان علي عبد العال، بصفته رئيساً للجنة، لعقد جلسة طارئة للرد على ادعاءات البرلمان الأوروبي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.