ارتياح واسع في الأوساط المصرفية الروسية لقرار تخفيض سعر الفائدة

رأت أنه سيساهم في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات

ارتياح واسع في الأوساط المصرفية الروسية لقرار تخفيض سعر الفائدة
TT

ارتياح واسع في الأوساط المصرفية الروسية لقرار تخفيض سعر الفائدة

ارتياح واسع في الأوساط المصرفية الروسية لقرار تخفيض سعر الفائدة

عبرت شخصيات كبرى من القطاع المالي الروسي عن ارتياحها لقرار البنك المركزي الروسي بتخفيض سعر الفائدة بقدر 50 نقطة أساس لأول مرة منذ نهاية عام 2017. ورأى بعضهم أن القرار سيساهم في تحسين وتيرة نمو الاقتصاد الروسي، وسيحفز الاستثمارات في المشروعات القومية، التي يرى فيها الكرملين والحكومة الروسية «حجر أساس» في نمو الاقتصاد الروسي وانضمامه إلى قائمة أكبر خمسة اقتصادات عالميا خلال السنوات القادمة.
وكان البنك المركزي الروسي أعلن في أعقاب اجتماعه الأخير يوم الجمعة الماضي، في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عن قراره بتخفيض حاسم على سعر الفائدة الأساسي بقدر 50 نقطة أساس، من مستوى 7 حتى 6.5 في المائة. وفي عرضه الظروف التي دفعته لاتخاذ هذا القرار أشار، بما في ذلك، إلى تباطؤ التضخم بوتيرة أسرع مما كان متوقعا.
وتوالت ردود الفعل سريعة في الوسط المصرفي والمالي الروسي على ذلك القرار، إذ أجمع الخبراء الذين استطلع موقع «مستقبل روسيا. المشروعات القومية» وجهات نظرهم، على وصف التخفيض بقدر 50 نقطة أساس أنه «قياسي»، وعبروا عن قناعتهم بأن المركزي سيتخذ قرار تخفيض مماثلا وأن يهبط سعر الفائدة حتى 6 في المائة قبل نهاية العام الجاري.
وقالت صوفيا دونيتس، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة «رينسانس كابيتال»، إن إمكانية المزيد من التخفيف في السياسة النقدية-الائتمانية يبقى قائما، بالنظر إلى خلفية التضخم المتدنية، وأضافت: «نتوقع أن نرى سعر فائدة بمعدل 6 في المائة في عام 2020». وأشار خبير من مصرف «سبير بنك» إلى أنه «مع اقتراب التضخم من الحدود الدنيا ضمن نطاق ما بين 3.2 إلى 3.7 في المائة في شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم، وفي ظل عدم تنفيذ المخاطر من جانب الظروف المحلية والخارجية، ورد الفعل عليها، فإن البنك المركزي، كما نتوقع، سيقرر تخفيضا ثانياً على سعر الفائدة بقدر 50 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في ديسمبر (كانون الأول)».
وخلف قرار التخفيض ارتياحا واضحا في الأوساط المصرفية والمالية. وقال أناتولي أكساكوف، رئيس مجلس رابطة البنوك الروسية إن سياسة «المركزي» في مجال سعر الفائدة، ستؤثر بصورة إيجابية على النمو الاقتصادي، موضحا أن تخفيض سعر الفائدة الأساسي سيؤدي إلى تخفيض البنوك سعر الفائدة على القروض، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على القروض من القطاع الحقيقي، وتنشيط عمل البنوك الروسية، وهذا كله سيساهم في المحصلة في النمو الاقتصادي، وسيحفز نمو الإنتاج والعمليات الاستثمارية.
من جانبه، عبر كيريل دميتريف، مدير الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، عن قناعته بأن تخفيض سعر الفائدة الأساسي سيساهم في جذب الاستثمارات في المشروعات القومية، وقال إن «قرار البنك المركزي سيفتح على إمكانيات إضافية لجذب الاستثمارات، بما في ذلك في المشروعات القومية».
وبرزت سريعة كذلك النتائج الفعلية لقرار التخفيض الحاسم على سعر الفائدة، إذ أعلن عدد من البنوك الروسية عن تخفيض فائدة الرهن العقاري، وتوقع خبراء أن يتراجع كذلك سعر فائدة القروض الاستهلاكية لكن بوتيرة غير مستقرة. وأعلن بنك «دوم. آر إف» الحكومي العامل في مجال تطوير سوق الرهن العقاري وسوق الأوراق المالية المدعومة به، وسوق الإسكان الإيجاري، على موقعه الرسمي تخفيض فائدة الرهن العقاري لجميع الفئات، وأشار إلى أن المؤسسات الائتمانية الرئيسية توقعت قرار التخفيض القياسي، وخفضت فائدة الرهن العقاري حتى مستويات بين 9.4 إلى 9.2 في المائة،
وقال البنك إن «الاستمرار في تخفيض سعر الفائدة الأساسي، سيخلق ظروفا مناسبة لتحقيق المستوى المستهدف (الذي حدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لسعر الفائدة بموجب المشروع القومي للإسكان، بقدر 8.7 في المائة سنويا عام 2020».
وأعلن بنك موسكو الائتماني عن خطة لتخفيض سعر فائدة الرهن العقاري اعتبارا من يوم 28 أكتوبر الجاري، وقال أليكسي أوخرزين، مدير التطوير في البنك: «في البرنامج المشترك (تحصل البنوك على تعويضات من الحكومة بموجبه لدعم توفير السكن للأسرة) يبدأ سعر الفائدة من 5 في المائة، وللفئات الأخرى من 8.7 في المائة». كما أكد «في تي بي بنك» أنه يراقب الوضع في السوق عن كثب، وسيتخذ قرار التخفيض في وقت لاحق. وكذلك أكد «بنك أوتكريتي» أنه يستعد لتخفيض سعر فائدة الرهن العقاري «على أساس الوضع في السوق» بعد قرار المركزي. وقال عدد آخر من البنوك الروسية إنه قام مسبقا، قبل أيام على اجتماع مجلس إدارة المركزي، بتخفيض سعر الفائدة على القروض، لأن قرار تخفيض سعر الفائدة الأساسي كان متوقعاً.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.