«سيّارة أجرة مائية» تتزلّج محلقة فوق سطح المياه

أحدث الحلول لمحاربة الازدحام على الطرقات

«سيّارة أجرة مائية» تتزلّج محلقة فوق سطح المياه
TT

«سيّارة أجرة مائية» تتزلّج محلقة فوق سطح المياه

«سيّارة أجرة مائية» تتزلّج محلقة فوق سطح المياه

بتصميمها الزجاجي المستطيل، وقدرتها على التزلّج على المياه دون أي صوت، تبدو مركبة «سي بابلز» SeaBubble (فقاعة البحر) وكأنّها واحدة من سيّارات أفلام جيمس بوند.
ولكن على الرّغم من شبهها بأفلام الخيال العلمي الهوليوودية، تعتبر المركبة الجديدة شكلاً جديداً ومحتملاً لوسائل النقل الكهربائية والمدنية التي قد تقدّم للباريسيين بديلاً مائياً لسيّارات الأجرة أو المركبات الخاصّة، أو الدراجات الكهربائية المنتشرة. وتدّعي الشركة المنتجة لها أنّ زبائنها سيتمكّنون من طلب السيّارة الكهربائية كما يفعلون مع «أوبر» مع بداية العام المقبل.
سيارة مائية
تًعرف المركبة الجديدة بـ«التاكسي الطائر»، وهي عبارة عن مركب بحري قادر على الإبحار بسرعة 32 كلم في الساعة والارتفاع لـ30 بوصة تقريباً عن سطح المياه بواسطة هياكل تشبه الأجنحة تعرف بـ«الزعانف المحلّقة» المصممة لتقليل طاقة السحب. وتتسع مقصورة المركبة لأربعة ركّاب يجلسون مواجهين لبعضهم البعض وكأنّهم يركبون في «تاكسي لندن»، حسب تقرير نشرته صحيفة «لو باريزيان»، تمكّن معدّه من الجلوس في المركبة الجديدة وتجربتها في رحلة قصيرة.
يقول المصممون إنّ سيّارة الأجرة، والتي جرى اختبارها على مياه نهر، وفوقه، في قلب العاصمة الفرنسية، يمكن استدعاؤها عبر تطبيق على الهاتف الذكي، كاشفين أنّها بانتظار الترخيص للبدء بالعمل مع بداية العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أنّ سيّارة الأجرة الطائرة الجديدة، المجهّزة ببطارية تعمل بمادّة الليثيوم وبأبواب تفتح إلى الأعلى كجناح الفراشة، قد جذبت فعلاً اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حديث له مع وكالة «رويترز» للأنباء، قال آلان ثيبولت، الشريك المؤسس لـ«سي بابلز» إنّ «مركبته فريدة من نوعها ومختلفة عن نماذج المركبات المائية الحديثة الأخرى، لأنّها لا تصدر أصواتاً ولا تسبب التلوّث، ما يجعلها بديلاً فعّالاً عن المراكب التي تعمل بالغاز، لجهة فعالية الطاقة»، واصفاً إيّاها بأنها «مركبة المستقبل».
يرى ثيبولت مستقبلاً يعمل فيه أسطول من مركبات «سي بابلز» في باريس وغيرها من المدن، تتعاون جميعها لتخفيف «شبكة الازدحام العالمية» التي تسببها مليارات السيارات على الطرقات.
مبدأ العمل
ولكن كيف ستعمل المركبة؟ لهندسة قلب المركبة، استعانت الشركة بمهندسي ديكور داخلي. بعد إقفال الأبواب بإحكام ومغادرة الرصيف، يبدأ المركب بـ«الطيران» فوق المياه بسرعة 12 كلم في الساعة بواسطة زعانفه الطائرة، وبطريقة تقي الركّاب «أي دوار بحري، وحركات مفاجئة، أو موجات صاعدة». وهذه الزعانف، المنتشرة منذ عقود والتي لا تشبه أجنحة الطائرات الصغيرة، قادرة على الاتصال بهيكل السفينة، لتتيح للمركبة التزلّج على سطح المياه بمقاومة أقلّ وسرعة أكبر.
وكانت الشركة المصنّعة قد نشرت بياناً على موقعها جاء فيه: «بعد انتهاء الرحلة، تعود المركبة ببطء إلى مستوى سطح المياه وتسير حتى تصل إلى الرصيف، لتتيح للركّاب الخروج وتنتظر صعود آخرين».
تخطّط الشركة المصنّعة لـ«سي بابلز» (المصممة كمزيج من مركب مائي وطائرة) للانتشار والعمل في 50 مدينة حول العالم خلال خمس سنوات. وفي مقابلته مع «لو باريزيان»، قال ثيبولت إنّ شركته بدأت بالفعل الإجابة عن استفسارات وأسئلة الكثير من الفنادق الفخمة والبلديات حول مركبتها الجديدة، دون تسمية أي منها.
يشير التقرير إلى أنّ سعر المركبة الواحدة يصل إلى 150 ألف دولار. ولا أحد يدري، ولكنّنا قد نشهد في المستقبل على منافسة سيارات الأجرة المائية مع آلات هجينة تشبهها في السماء.

سيارة أجرة كهربائية جوية ألمانية
> في سياق متصل، كشفت شركة «ليليوم» الناشئة والتي تأسست عام 2015 في ميونيخ، النقاب عن نموذج لمركبة أجرة جوية كهربائية تتسع لخمسة ركّاب، تدّعي أنّها تستهلك كمية الكهرباء نفسها التي تستهلكها السيارة الكهربائية. تستمدّ هذه السيارة طاقتها من 36 محرّكا نفّاثا، ولكنّها تفتقر إلى ذيل، وموجّه، ومراوح دافعة. وقد صممت «ليليوم» مركبتها للإقلاع والهبوط العمودي، وبنطاق طيران يصل إلى 279 كلم في الساعة في شحنة واحدة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النموذج أتمّ اختباره الأوّل بنجاح في بداية العام الجاري.



تقنيات التجميل المنزلية: ترويج تجاري أم فوائد صحية؟

تقنيات التجميل المنزلية: ترويج تجاري أم فوائد صحية؟
TT

تقنيات التجميل المنزلية: ترويج تجاري أم فوائد صحية؟

تقنيات التجميل المنزلية: ترويج تجاري أم فوائد صحية؟

لسنوات عديدة، كانت أجهزة التجميل في المنزل تقتصر على مجفف للشعر أو ربما فرشاة أسنان كهربائية.

ترويج أجهزة التجميل المنزلية

أما اليوم، فإنها أضحت موجودة في كل مكان أو أكثر تقدماً من أي وقت مضى، مع تسويق منتجات يتم ترويجها بكثافة تتراوح من أقنعة مصابيح «ليد» LED التي تكلف 500 دولار التي تعد بتخفيف الخطوط الدقيقة في الوجه و تقليل التبقّع والاحمرار... إلى عصي الليزر التي تزيل الشعر غير المرغوب فيه من الجسم بشكل دائم (أو هكذا يزعمون).

تجميل منزلي أرخص

تكمن جاذبية هذه الأدوات، جزئياً، في فكرة القدرة على إحضار الرعاية الذاتية الطبية إلى المنزل دون الحاجة إلى الذهاب إلى عيادة طبيب الأمراض الجلدية (أو جراح التجميل). ففي سلسلة مراكز المنتجعات الطبية Ever/Body، على سبيل المثال، تبلغ تكلفة إزالة الشعر بالليزر ما يصل إلى 300 دولار لكل جلسة؛ وتنصح الشركة بستة إلى عشرة علاجات بالإضافة إلى ضرورة «الصيانة» السنوية.

زيادة حادة في أدوات العناية المنزلية

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قدر تقرير صادر عن Beauty Tech Group وPricewaterhouse Coopers أن أجهزة التجميل المنزلية تنمو بمعدل أربعة أضعاف في فئة العناية بالبشرة، وتوقع أن تصل المبيعات إلى 92.55 مليار دولار بحلول عام 2028.

وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم أجهزة «اصنعها بنفسك» نوعاً آخر من «العملات المرئية» أيضاً: فهي تميل إلى أن تكون براقة ومكلفة وفي صور السيلفي تجعلك تبدو رائعاً أو مخيفاً، مثل بطل خارق صغير أو شخصية من أفلام الخيال العلمي.

قبعات ضوئية وعصي ليزرية

وتنبع جاذبية هذه الأدوات جزئياً من الصفقات الأرخص نسبياً التي يبدو أنها تقدمها، عندما يتعلق الأمر بأحدث الابتكارات التكنولوجية في الرعاية الشخصية.

* قبعة الضوء الأحمر من Higher DOSE تكلف 449 دولاراً. وتتعهد القبعة كما يذكر موقع الشركة على الإنترنت: «بتنشيط فروة رأسك ودعم نمو الشعر الصحي بقوة الضوء الأحمر (بطول موجي) 650 نانومترا»

* مجموعة أولية لأدوات الليزر من LYMA تكلف 2695 دولاراً: «تعالج العصا LYMA وهي على شكل مصباح يدوي كل شيء من ندبات الجسم وطبقات السيلوليت والأوردة العنكبوتية إلى حب الشباب وترهل الجلد ووردية الوجه rosacea».

تحول ثقافي للاستخدام المنزلي

وتقول ليلي تويلفتري من Barefaced، وهي شركة تحليل تجميل أسترالية لها حساب شهير على «تيك توك» أن ظهور جراحة الوجه التجميلية والاستخدام الواسع النطاق للمرشحات وأدوات التجميل مثل «فايستيون» Facetune أدى إلى إعادة تعريف معايير الجمال.

وأضافت: «لقد أدى هذا التحول الثقافي إلى رفع توقعات المستهلكين، حيث أصبح الناس على استعداد لدفع أسعار باهظة مقابل منتجات التجميل التي تقدم نتائج مرتفعة. ومن المتوقع الآن أن تكرر منتجات التجميل نتائج الإبرة أو السكين (التي يستخدمها الجراحون). والمستهلكون على استعداد لدفع أعلى سعر للحصول على هذه النتائج في المنزل».

منتجات بأسس علمية

لم يعد إخفاء البثور بالمكياج كافياً؛ تتابع تويلفتري: «إذ يريد المستهلكون الآن القدرة على إزالتها بالليزر بالكامل». ومقابل 19.50 دولار، تدعي رقعة علاج حب الشباب بالضوء من «l.a.b». أنها تفعل ذلك تماماً.

إن أنواع العلاجات التي يتم تسويقها عبر هذه الأجهزة لها جذور حقيقية في العلوم. إذ تم اكتشاف العلاج بالضوء الأحمر، أو التعديل الضوئي الحيوي photobiomodulation (PBM)، من قبل الطبيب المجري إندري ميستر في عام 1967 في جامعة سيميلويس الطبية في بودابست، عندما لاحظ أن ضوء الليزر يساعد في تعزيز نمو الشعر وشفاء الجروح لدى الفئران. ومنذ ذلك الحين، أصبح علاجاً لمشكلات الجلد بما في ذلك الالتهاب والندبات والتجاعيد.

تقييم متأخر للفاعلية

ومع ذلك، فإن تقييم فعالية هذه العلاجات في المنزل لم يبدأ إلا الآن. ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، في دراسة نُشرت في JAMA Dermatology، وجد باحثون من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا أن المرضى يمكنهم تحسين حالات الصدفية لديهم بنفس القدر في المنزل باستخدام أجهزة العلاج الضوئي المصممة لسهولة الإدارة الذاتية.

ولكن كان ذلك على وجه التحديد للصدفية، مع مجموعة محدودة من 783 مريضاً. وقال الدكتور جويل جيلفاند، أستاذ الأمراض الجلدية وعلم الأوبئة في كلية بيرلمان، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن أجهزة العناية بالبشرة الشائعة في المنزل تميل إلى أن تكون خاضعة للتمحيص بشكل أقل من اللازم. وأضاف: «إذا لم تتم دراستها في تجربة تحكم عشوائية، فهذا يجعلني متشككاً».

وتابع جيلفاند: «هل أجريت دراسة من قبل الشركة المصنعة من منطلق الاستفادة مالياً، أم كانت الدراسة كبيرة مع مئات المرضى؟ نظراً لأنه مجال غامض للغاية، فمن الأفضل لمعظم الناس التحدث إلى طبيب أمراض جلدية ومعرفة ما إذا كانت الطريقة الخفيفة سيكون لها بعض التأثير على بشرتهم».

منتجات بين «المسموح» و«المُجاز»

وقال الدكتور إيفان ريدر، وهو طبيب معتمد في الأمراض الجلدية والطب النفسي يمارس في مدينة نيويورك، إن العديد من الأجهزة التي يتم تسويقها للاستخدام المنزلي «مسموحة الاستعمال» cleared من قبل إدارة الغذاء والدواء، وهو ما يختلف عن كونها «مجازة أو مصادق عليها» Approved أي معتمدة من إدارة الغذاء والدواء. وأضاف: «إن كلمة المجاز تعني (مصادق عليه) أي أن الجهاز أو الدواء قد خضع لتجارب سريرية صارمة مقارنة بالدواء الوهمي، وأن النتائج ليست مجرد صدفة وقد تم تكرارها في دراسات أخرى أيضاً».

الترويج لنتائج مضللة

إن «موافقة» إدارة الغذاء والدواء، المسماة 510 (كيه) FDA 510 (k) Clearance هي غالباً ما تراه في المنزل، ما يشير فقط إلى أن الجهاز تم تقييمه من قبل إدارة الغذاء والدواء وليس خطيراً للاستخدام غير المهني.

ورفض رايدر تسمية أجهزة معينة، لكنه قال إن العديد منها تحتوي على صور على مواقعها الإلكترونية لنتائج قبل وبعد «مضللة بشكل صارخ»، مع إضاءة وظلال غير متسقة تجعل النتائج أكثر صعوبة في رؤيتها. وأضاف أن النتيجة التي يمكن للمرء أن يتوقعها خفيفة في أفضل الأحوال، لأولئك الذين لديهم «بشرة جيدة أو مخاوف بسيطة (من تدهور حالتها)».

العيادة أولاً ثم التجميل المنزلي

وتابع أنه قد يكون من الحكمة التعامل مع الرعاية المنزلية كأداة لدعم أو استكمال العلاجات في العيادة.

ومقابل تكلفة جهاز الليزر المنزلي، يمكن للمريض مثلاً - اعتماداً على المكان الذي يعيش فيه والطبيب الذي يزوره - الحصول على اثنين أو ثلاثة علاجات مجزأة بالليزر.

* خدمة «نيويورك تايمز».

حقائق

92.55

مليار دولار: توقعات مبيعات أدوات العناية المنزلية بالبشرة بحلول عام 2028