نفذت وحدة القوات الخاصة الأميركية «دلتا فورس»، أمس (السبت)، عملية رفيعة المستوى، بعد تلقي معلومات استخباراتية، أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وتُعدّ وحدة «دلتا فورس»، المعروفة رسمياً باسم «فرقة العمليات الأولى»، إحدى وحدات المهمات الخاصة في الجيش الأميركي، التي تركز على ملاحقة التهديدات الإرهابية. وبحسب عسكريين أميركيين، تقوم «دلتا فورس» أيضاً بالتعقب والتخطيط، وشن هجمات على الخلايا الإرهابية حول العالم. ومن أبرز مساهمات «دلتا فورس»، المشاركة في الغارة التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مايو (أيار) 2011، بحسب مجلة «نيوزويك» الأميركية.
وتشارك قوات «دلتا فورس» بشكل خاص في قتل أو اعتقال أفراد خطرين، بالإضافة إلى عمليات إنقاذ الرهائن، إذ تولت مهمة تحرير سجناء احتجزهم «داعش» في سجن «حوايجة» شمال العراق، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، حسبما أعلن وزير الدفاع الأميركي آنذاك آشتون كارتر. كما نفذت «دلتا فورس» عملية تحرير الرهائن من السفارة الأميركية في طهران عام 1979، التي أدَّت إلى قتل 8 أميركيين وتدمير طائرتين.
و«دلتا فورس» مدعومة إدارياً من قيادة العمليات الخاصة للجيش الأميركي، وتخضع للرقابة التشغيلية من قيادة العمليات الخاصة المشتركة، كما تشترك «دلتا فورس» في مهام سرية مع وكالة الاستخبارات المركزية، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وتُعتَبَر «دلتا فورس» بمثابة «أسطورة شعبية» في الولايات المتحدة؛ إذ تشارك في كل عمل عسكري أميركي كبير تقريباً منذ ثمانينات القرن الماضي، مثل محاولة إنقاذ السياسيين في أحد السجون بغرينادا، إضافة إلى عمليات في العراق والصومال، وحتى القبض على «إل تشابو» إمبراطور المخدرات المكسيكي الشهير، بحسب مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية.
وتُعتبر عمليات ومواقع «دلتا فورس»، التي تُعرف أيضاً بـ«وحدة المهمات رقم 20» من الأمور السرية، وتبعث تلك القوات بتقاريرها لدائرة ضيقة من المخططين وصانعي السياسات في الإدارة الأميركية، كما شاركت في محاولات البحث عن أسلحة دمار شامل داخل العراق عقب الغزو الأميركي في عام 2003، حسب وسائل إعلام أميركية.
وكانت أولى العمليات الخاصة بـ«دلتا فورس» في سوريا، في مايو (أيار) 2015، عندما دخل فريق تابع لها لسوريا على متن مروحيات «بلاك هوك» و«في 22 أوسبراي» قادمين من العراق، وتمكنوا من قتل أبو سياف، الذي وصفته الولايات المتحدة بـ«أمير النفط والغاز» بتنظيم «داعش»، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».
وأسس «دلتا فورس» قائدها الأول العقيد تشارلز بيكويث، بعد سنوات من العمل مع الخدمة الجوية البريطانية الخاصة، وذلك أثناء مشاركته في حملة مكافحة التمرد الطاحنة والناجحة ضد المقاتلين الشيوعيين في ماليزيا. وكان بيكويث مقتنعاً بأن الجيش الأميركي يحتاج إلى وحدة أكثر نشاطاً تتميز بالثبات العقلي والجسدي للعمل بشكل مستقل في الميدان، وأن الوحدة يجب أن تتألف فقط من ضباط ذوي خبرة وضباط صف أثبتوا بالفعل مهاراتهم في هذا المجال.
وفي مهمة القضاء على «داعش»، أدت المعلومات التي حصلت عليها القوات «دلتا فورس» من أجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف الجوالة، وغيرها من الأجهزة خلال تلك الغارات الأولية إلى تكوين الفكرة الأولى عن الهيكل التنظيمي لتنظيم «داعش»، وعن عملياته المالية وأساليب تأمينه.
وشاركت «دلتا فورس» مع قوات خاصة بريطانية بجانب القوات العراقية لتحرير الجانب الغربي من الموصل في فبراير (شباط) 2017، ونجحت في تحرير الضفة الغربية للموصل واستعادة نحو 15 قرية على الطرق الرئيسية إلى الغرب من المدينة، بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش»، حسب صحيفة «التايمز» البريطانية.
«دلتا فورس»... الوحدة الأميركية التي استهدفت بن لادن والبغدادي
«دلتا فورس»... الوحدة الأميركية التي استهدفت بن لادن والبغدادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة