أكد العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، أن «قوات الجيش الوطني تمكنت، في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، من إحراز تقدم ميداني جديد خلال مواجهات عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية في المحور الغربي لتعز (جنوب غرب)، حيث اندلعت المعارك العنيفة عقب هجوم الجيش على مواقع الميليشيات الانقلابية.
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة القوز والمدافن وتبة وهوب الراعي والمحجر بالكامل في جبهة الأشروح، غرب تعز، وطهرت المناطق من الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية فيها، وتم تأمينها أمام السكان».
وأضاف أن «معارك ضارية خاضتها قوات الجيش في اللواء 17 مشاه، الليلة الماضية، لقن فيها الجيش ميليشيات الحوثي دروساً قاسية عقب شنه هجوماً عنيفة على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وأوضح أن «مدفعية الحيش في اللواء 17 مشاه دكّت مواقع متفرقة للميليشيات الانقلابية، وتمكّنت من استهداف عدد من المواقع المحصنة، وتدميرها بالكامل»، مشيراً إلى أن «المواجهات لا تزال مستمرة بين الجيش وميليشيات الحوثي في عدة مناطق غرب المدينة بمختلف أنواع الأسلحة».
وأكد البحر في مجمل تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن «المواجهات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الميليشيات وإصابة آخرين، علاوة على تدمير عدة آليات قتالية»، وأن «قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه قرية القاعدة، وسط انهيار وفرار للميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً، وخسائر فادحة في صفوفها».
ونوه بأن «الميليشيات قامت بقصف المنطقة بعدد من القذائف المدفعية الثقيلة من مسافات بعيدة، وسط تخوف الأهالي من انتقام الميليشيات لخسائرها بقصف المدنيين والقرى الآهلة بالسكان كما هي عادتها دائماً عقب كل خسارة ميدانية تمناها». وكانت جبهة البرح، غرب تعز، شهدت، مساء الخميس، اشتباكات عنيفة، بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، في هجوم مضاد نفذته قوات الجيش لإفشال محاولة تسلل مجاميع حوثية لمواقع الجيش في وادي رسيان في البرح، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين، وإجبار مَن تبقى على الفرار.
وكعادتها تواصل ميليشيات الانقلاب الرد على خسائرها من خلال استهداف المواطنين، بمختلف الأسلحة ورصاص قناصيها، في المناطق في الأحياء السكنية لمدينة تعز وريفها، واستهداف المواطنين، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الأطفال، خلال الثلاثة الأيام الماضية.
وأفاد مصدر محلي في تعز لـ«الشرق الأوسط» بـ«مقتل الطفلة شروق حسين قيزع (12 عاماً)، الخميس، جراء انفجار لغم حوثي في مديرية موزع، أثناء جمعها للحطب ما أسفر عن مقتلها على الفور».
يأتي ذلك بعد 48 ساعة من مقتل الطفلة لؤلؤة مهيوب (5 أعوام)، الثلاثاء، برصاص قناصة حوثي في قرية بيشعة بعزلة بلاد الوفي في مديرية جبل حبشي، غرباً، وذلك عندما كانت تلعب أمام منزلها، ومقتل الطفل عبد الرحمن حبيب، الذي قُتل بقذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية وسقطت بجوار مبنى السجن المركزي، غرباً.
الجدير بالذكر أن فرق مشروع «مسام» أتلفت، وفجرت، خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 3500 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة في عدن والمخا.
كما أتلفت وحدة الهندسة العسكرية التابعة للقوات المشتركة الأربعاء الماضي، 3 آلاف لغم (500 لغم فردي، و2500 لغم مضاد للآليات والدروع)، انتزعتها خلال الأشهر الماضية من مديريات المخا، وموزع والوازعية غرب محافظة تعز.
على صعيد متصل، شددت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، على «رفع مستوى اليقظة والجاهزية القتالية لجميع الوحدات العسكرية في مختلف جبهات القتال».
جاء ذلك خلال لقاء استثنائي عقدته اللجنة الأمنية، أول من أمس (الجمعة)، للوقوف على الأوضاع العسكرية والأمنية، ومناقشة الإجراءات المتعلقة بملف جرحى المحافظة.
وخلال الاجتماع، وفقاً لما أورده مكتب إعلام المحافظة، ثمنت اللجنة عالياً «مستوى الانضباط لدى الأجهزة الأمنية بجميع قياداتها والضباط والأفراد»، مشيدة في الوقت ذاته «بمستوى الكفاءة لدى ضباط وأفراد الحملة الأمنية، وما يحققونه من نجاحات في مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة».
وبينما أكدت اللجنة الأمنية على «احترام حق التعبير عن الرأي، بما في ذلك حق التظاهر السلمي»، شددت في الوقت نفسه على أنها «لن تتهاون أو تتردد في الضرب بيد من حديد على أي محاولات للمساس بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية أو قطع الطرقات أو حمل السلاح وإقلاق السكينة العامة أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وعرقلة مصالح المواطنين».
وأشارت إلى «ضرورة قيام السلطة المحلية باتخاذ إجراءات فاعلة لمكافحة الفساد وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة لمحاسبة الفاسدين، وإحالة كل من يثبت تورطه بقضايا فساد إلى القضاء ونيابة الأموال العامة».
وأهابت «بالأخوة المواطنين إلى اليقظة والوعي، وتفويت الفرصة على المتربصين وأي جهات تسعى إلى النيل من السلم المجتمعي وأمن واستقرار المحافظة».
كما وقفت اللجنة، خلال اجتماعها، أمام ما سطره جرحى الجيش في مختلف جبهات القتال مع الميليشيات الانقلابية، مؤكدة «متابعتها لجميع التطورات المتعلقة بملف الجرحى». وشددت على «أهمية ملف الجرحى، وضرورة إيلائه كل الجهد والاهتمام، وإيجاد الحلول الجذرية لمعاناتهم المستمرة».
ونوهت بـ«الاتفاق مع قيادة وزارة الدفاع لصرف مبلغ 250 مليون ريال يمني بشكل عاجل واستثنائي، إضافة إلى ما تم تخصيصه من قبل السلطة المحلية وقيادة المحور، المقدر بـ(300) مليون ريال يمني» (الدولار الواحد يعادل نحو 550 ريال يمني والأسعار متذبذبة حول هذا الرقم منذ أشهر).
وأقرت اللجنة «خصم 1000 ريال يمني من مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين لشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لصالح الجرحى»، وقالت إنها «رفعت بمذكرة للرئيس هادي لتوجيه الجهات المعنية في وزارة المالية والبنك المركزي بسرعة صرف مخصصات جرحى محافظة تعز التي تم التوجيه بها سابقاً، والمقدرة (بمليار ريال يمني)».
اتهام للحوثيين بقتل 3 أطفال في تعز ولجنة المحافظة الأمنية تتوعد قطّاع الطرق
اتهام للحوثيين بقتل 3 أطفال في تعز ولجنة المحافظة الأمنية تتوعد قطّاع الطرق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة