اتهام للحوثيين بقتل 3 أطفال في تعز ولجنة المحافظة الأمنية تتوعد قطّاع الطرق

TT

اتهام للحوثيين بقتل 3 أطفال في تعز ولجنة المحافظة الأمنية تتوعد قطّاع الطرق

أكد العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، أن «قوات الجيش الوطني تمكنت، في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، من إحراز تقدم ميداني جديد خلال مواجهات عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية في المحور الغربي لتعز (جنوب غرب)، حيث اندلعت المعارك العنيفة عقب هجوم الجيش على مواقع الميليشيات الانقلابية.
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة القوز والمدافن وتبة وهوب الراعي والمحجر بالكامل في جبهة الأشروح، غرب تعز، وطهرت المناطق من الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية فيها، وتم تأمينها أمام السكان».
وأضاف أن «معارك ضارية خاضتها قوات الجيش في اللواء 17 مشاه، الليلة الماضية، لقن فيها الجيش ميليشيات الحوثي دروساً قاسية عقب شنه هجوماً عنيفة على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وأوضح أن «مدفعية الحيش في اللواء 17 مشاه دكّت مواقع متفرقة للميليشيات الانقلابية، وتمكّنت من استهداف عدد من المواقع المحصنة، وتدميرها بالكامل»، مشيراً إلى أن «المواجهات لا تزال مستمرة بين الجيش وميليشيات الحوثي في عدة مناطق غرب المدينة بمختلف أنواع الأسلحة».
وأكد البحر في مجمل تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن «المواجهات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الميليشيات وإصابة آخرين، علاوة على تدمير عدة آليات قتالية»، وأن «قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه قرية القاعدة، وسط انهيار وفرار للميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً، وخسائر فادحة في صفوفها».
ونوه بأن «الميليشيات قامت بقصف المنطقة بعدد من القذائف المدفعية الثقيلة من مسافات بعيدة، وسط تخوف الأهالي من انتقام الميليشيات لخسائرها بقصف المدنيين والقرى الآهلة بالسكان كما هي عادتها دائماً عقب كل خسارة ميدانية تمناها». وكانت جبهة البرح، غرب تعز، شهدت، مساء الخميس، اشتباكات عنيفة، بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، في هجوم مضاد نفذته قوات الجيش لإفشال محاولة تسلل مجاميع حوثية لمواقع الجيش في وادي رسيان في البرح، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين، وإجبار مَن تبقى على الفرار.
وكعادتها تواصل ميليشيات الانقلاب الرد على خسائرها من خلال استهداف المواطنين، بمختلف الأسلحة ورصاص قناصيها، في المناطق في الأحياء السكنية لمدينة تعز وريفها، واستهداف المواطنين، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الأطفال، خلال الثلاثة الأيام الماضية.
وأفاد مصدر محلي في تعز لـ«الشرق الأوسط» بـ«مقتل الطفلة شروق حسين قيزع (12 عاماً)، الخميس، جراء انفجار لغم حوثي في مديرية موزع، أثناء جمعها للحطب ما أسفر عن مقتلها على الفور».
يأتي ذلك بعد 48 ساعة من مقتل الطفلة لؤلؤة مهيوب (5 أعوام)، الثلاثاء، برصاص قناصة حوثي في قرية بيشعة بعزلة بلاد الوفي في مديرية جبل حبشي، غرباً، وذلك عندما كانت تلعب أمام منزلها، ومقتل الطفل عبد الرحمن حبيب، الذي قُتل بقذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية وسقطت بجوار مبنى السجن المركزي، غرباً.
الجدير بالذكر أن فرق مشروع «مسام» أتلفت، وفجرت، خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 3500 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة في عدن والمخا.
كما أتلفت وحدة الهندسة العسكرية التابعة للقوات المشتركة الأربعاء الماضي، 3 آلاف لغم (500 لغم فردي، و2500 لغم مضاد للآليات والدروع)، انتزعتها خلال الأشهر الماضية من مديريات المخا، وموزع والوازعية غرب محافظة تعز.
على صعيد متصل، شددت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، على «رفع مستوى اليقظة والجاهزية القتالية لجميع الوحدات العسكرية في مختلف جبهات القتال».
جاء ذلك خلال لقاء استثنائي عقدته اللجنة الأمنية، أول من أمس (الجمعة)، للوقوف على الأوضاع العسكرية والأمنية، ومناقشة الإجراءات المتعلقة بملف جرحى المحافظة.
وخلال الاجتماع، وفقاً لما أورده مكتب إعلام المحافظة، ثمنت اللجنة عالياً «مستوى الانضباط لدى الأجهزة الأمنية بجميع قياداتها والضباط والأفراد»، مشيدة في الوقت ذاته «بمستوى الكفاءة لدى ضباط وأفراد الحملة الأمنية، وما يحققونه من نجاحات في مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة».
وبينما أكدت اللجنة الأمنية على «احترام حق التعبير عن الرأي، بما في ذلك حق التظاهر السلمي»، شددت في الوقت نفسه على أنها «لن تتهاون أو تتردد في الضرب بيد من حديد على أي محاولات للمساس بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية أو قطع الطرقات أو حمل السلاح وإقلاق السكينة العامة أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وعرقلة مصالح المواطنين».
وأشارت إلى «ضرورة قيام السلطة المحلية باتخاذ إجراءات فاعلة لمكافحة الفساد وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة لمحاسبة الفاسدين، وإحالة كل من يثبت تورطه بقضايا فساد إلى القضاء ونيابة الأموال العامة».
وأهابت «بالأخوة المواطنين إلى اليقظة والوعي، وتفويت الفرصة على المتربصين وأي جهات تسعى إلى النيل من السلم المجتمعي وأمن واستقرار المحافظة».
كما وقفت اللجنة، خلال اجتماعها، أمام ما سطره جرحى الجيش في مختلف جبهات القتال مع الميليشيات الانقلابية، مؤكدة «متابعتها لجميع التطورات المتعلقة بملف الجرحى». وشددت على «أهمية ملف الجرحى، وضرورة إيلائه كل الجهد والاهتمام، وإيجاد الحلول الجذرية لمعاناتهم المستمرة».
ونوهت بـ«الاتفاق مع قيادة وزارة الدفاع لصرف مبلغ 250 مليون ريال يمني بشكل عاجل واستثنائي، إضافة إلى ما تم تخصيصه من قبل السلطة المحلية وقيادة المحور، المقدر بـ(300) مليون ريال يمني» (الدولار الواحد يعادل نحو 550 ريال يمني والأسعار متذبذبة حول هذا الرقم منذ أشهر).
وأقرت اللجنة «خصم 1000 ريال يمني من مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين لشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لصالح الجرحى»، وقالت إنها «رفعت بمذكرة للرئيس هادي لتوجيه الجهات المعنية في وزارة المالية والبنك المركزي بسرعة صرف مخصصات جرحى محافظة تعز التي تم التوجيه بها سابقاً، والمقدرة (بمليار ريال يمني)».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».