«الشغف بالفسفور» يدفع مطاعم مصرية لابتكار مأكولات بحرية

ابتكر كثير من مطاعم المأكولات البحرية في مصر، أصنافاً ومسميات جديدة لمواجهة حالة من الشغف لدى قطاع عريض من المواطنين بـ«السي فود»، ليحتل «الحواوشي» بذلك مكانة بارزة على «منيو» الطعام، ويقفز السجق كأولوية لا يمكن الاستهانة بها على قوائم الطلب.
وتتركز محاولات التجديد والابتكار في مطاعم المأكولات البحرية على اتجاهين رئيسيين: الأول استحداث أطباق جديدة بخلطات مختلفة، والثاني يعمل على الاستفادة من الشهرة الدولية لأصناف تتمتع بمكانة خاصة لدى الزبائن في معظم دول العالم، من خلال صناعتها كاملة من «السي فود».
ويعد «البرغر» المصنوع كاملاً من «السي فود» أحدث هذه الابتكارات، ويُصنع من أنواع متعددة من الأصناف البحرية، منها الجمبري والإستاكوزا والكاليماري، وأنواع محددة من السمك «الفيليه»، وتعد نسبة كل مكون سراً من أسرار الخلطة.
الشعبية الواسعة لرغيف «الحواوشي» أدخلته إلى دائرة المنافسة الفسفورية، ليستبدل بحشوته التقليدية التي تُصنع من اللحم المفروم، أخرى جديدة تحوي أنواعاً كثيرة من «السي فود» تتخللها خلطة خاصة من التوابل والبهارات للحفاظ على نكهته المميزة، داخل رغيف الخبز البلدي الذي يرتبط بشكله الأصلي.
ومن بين الأصناف الشهيرة التي دخلت دائرة المنافسة الفسفورية، «السجق النقانق»؛ حيث يتم «سلق» الإستاكوزا صغيرة الحجم، وفرم لحمها كما يحدث مع اللحوم العادية، وتضاف إليها أنواع أخرى من «السي فود» وتُنقع الخلطة كاملة في حساء الإستاكوزا، لتتحول إلى عجينة من «السي فود»، ثم تضاف إليها التوابل والبهارات اللازمة.
وطالت محاولات الابتكار في عالم المأكولات البحرية كثيراً من الأصناف التقليدية الشهيرة، بينها «الفتة» التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى طبقات كثيرة من المصريين؛ حيث أصبحت تُصنع من «السي فود» بدلاً من اللحوم، وبخلطات تحافظ على نكهتها التاريخية، وأيضاً الدجاج المحشو بالجمبري.
مؤمن الشامي، مدير مطعم «بلد الغريب» للمأكولات البحرية، بحي مدينة نصر (شرق القاهرة) يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن شغف الزبائن بالفسفور وأطعمة (السي فود)، يدفعنا كمطعم للبحث عن ابتكارات جديدة»، متابعاً: «بدأنا مؤخراً تقديم أصناف تقليدية شهيرة تتمتع بشعبية كبيرة؛ لكننا نصنعها كاملة من (السي فود)، واستقبلتها الزبائن بترحاب شديد».
وتمثل القواقع البحرية أحد أسرار منتجات عالم البحار، والتي تُعد بطرق مختلفة؛ حيث تُقدم في «ساندويتش» أو تستخدم كمقبلات، ومن أشهر هذه القواقع «سريديا، ولوجز، ودراجولا، وصرمبات، ومنجة البحر»، ويتم سلق كل قوقعة على حدة، وتُقدم باردة في «ساندويتش» وتضاف إليها «الطحينة» والليمون، كما يمكن تقديمها معاً في «ساندويتش» يسمى «ميكس محاريات» يحتوي على قواقع مختلفة.
ولفت الشامي إلى أن استخدام شهرة وشعبية بعض الأصناف المعروفة من «السي فود»، وإعادة صنعها، يعد اتجاهاً جديداً في مطاعم المأكولات البحرية. ويخضع الصنف الجديد لفترة تجريبية قبل طرحه على الزبائن، ويمر بمراحل اختبار لتحديد نسب مكوناته من المنتجات البحرية المختلفة، كي يحافظ في جانب منه على نكهة الطبق الأصلي، بجانب الوصول إلى مذاق جديد يجذب الزبائن.
ويشير الشامي إلى أن «تحديد نسب كل صنف بحري في الطبق الجديد سر من أسرار كل مطعم، فالأمر يتعلق بالأساس بتحديد نسبة الجمبري أو الإستاكوزا والكاليماري مثلاً في صناعة (البرغر)، فهو يُصنع من هذه المنتجات بنسبة مائة في المائة دون إضافة أي نوع من اللحوم، ويأتي بعد ذلك تحديد الخلطة المثالية، وما سيُضاف إليها من توابل وبهارات تحافظ على أصالة الصنف، وتُعطي في الوقت نفسه نكهة فسفورية، وبالطبع تختلف النسب مع كل صنف، فـ(البرغر) يختلف عن (السجق) أو (الحواوشي)، وهكذا».
ويتخذ التنافس بين مطاعم المأكولات البحرية اتجاهاً آخر من التجديد في طرق تقديم وطهي الأصناف البحرية المعروفة، منها تقديم «بلح البحر» بالزبدة، وصينية الكاليماري بالخلطة، وأصناف مشويات الفسفور، وطواجن الكابوريا، وإستاكوزا مشوية بالموتزاريلا، وطاجن الفسفور الكامل، كما دخلت أنوع متعددة من الجبن، لتصبح جزءاً من «ساندويتش» الجمبري المعروف.