الإدارة الذاتية تطالب بـ«قوة دولية محايدة» لمراقبة وقف النار

TT

الإدارة الذاتية تطالب بـ«قوة دولية محايدة» لمراقبة وقف النار

دعت الإدارة المدنية في شرق الفرات المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى إرسال قوة دولية محايدة، لمراقبة وقف النار وإفساح المجال للمنظمات الدولية الإنسانية بالوصول إلى المناطق التي انتزعها الجيش التركي وفصائل سورية موالية بهدف مساعدة النازحين والفارين من العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم، في وقت أبدى فيه مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، استعداد قواته لدعم اقتراح ألماني يقضي بنشر قوات دولية لإقامة «منطقة آمنة» في شمال شرقي سوريا.
وقال الرئيس المشترك للإدارة المدنية عبد حامد المهباش: «قبلنا بالهدنة بهدف تجنيب المنطقة كوارث الحرب، لكن تركيا وحتى اللحظة لم توقف هجماتها وتعمل تحت غطاء الهدنة على احتلال قرى جديدة في ريف سري كانيه»، وهي الاسم الكردي لمدينة رأس العين الواقعة أقصى شمال سوريا التي انتزعها الجيش التركي وفصائل سورية موالية قبل 7 أيام من قبضة «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأضاف المهباش: «تركيا مستمرة في خيار الحرب ضد شعبنا، وعلى الضامن الأميركي أن يتدخل فوراً لوقف هذا العدوان».
وعن انتشار الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية الموالية لدمشق في مناطق شرق الفرات، أخبر المهباش لمنع التوغل التركي والسيطرة على المزيد من الأراضي السورية، وقال: «اتفقنا مع الحكومة السورية لإدخال الجيش للدفاع عن سيادة ووحدة الأراضي السورية، فحماية الحدود هو واجب أصيل يقع على كاهل الجيش السوري»، منوهاً بأن الاتفاق بضمانة روسيا الاتحادية لتجنب المنطقة: «التطهير العرقي وإفراغها من مكوناتها الأصلية، حيث بدأت تركيا وفصائلها الموالية منذ اليوم الأول بتطبيقها بعد انسحاب قواتنا»، بحسب عبد المهباش، رئيس الإدارة المدنية بشرق الفرات.
من جهته، قال مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» تحفظ قواته على «بعض» بنود الاتفاق الروسي - التركي، وقال: «أخبرنا الروس طلباتنا والنقاط التي نتحفظ عليها في اتفاق سوتشي؛ كونها تهدد مصلحة شعبنا وتضع أمننا ومكتسباتنا في خطر»، ونفى إبرام اتفاق بين قواته والإدارة المدنية الخاضعة لها، مع الجانب التركي، وعلق قائلاً في المؤتمر الصحافي: «لا يوجد أي اتفاق مع تركيا، بل هناك وقف لإطلاق النار، لكن الفصائل المدعومة منها مستمرة في هجماته، ونطالب الدول الضامنة لوقف إطلاق النار بأن تتحمل مسؤولياتها».
وكشف عبدي بأن فرنسا وألمانيا وبريطانيا يعملون على مبادرة جديدة للحد من الهجمات التركية، وقال: «المشروع لم يتبلور بشكل كامل ويحتاج إلى دعم أميركي وروسي، لكنه يهدف لتموضع قوات دولية في المنطقة الآمنة».
ولم يستبعد انضمام قواته للجيش السوري بمجرد تسوية الأزمة في سوريا سياسياً، وقال: «موقف قواتنا واضح، نحن مع الحل السياسي في سوريا شريطة أن تكون لقواتنا خصوصيه ضمن منظومة الجيش السوري».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.