أبعدت عناصر قوى الأمن الداخلي أمس مجموعة من أنصار «حزب الله» تسللت إلى موقع الاعتصام في وسط بيروت، وكانوا يهتفون تأييداً لأمين عام الحزب حسن نصر الله، وضد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في وقت تواصلت الاحتجاجات في عدة مناطق لبنانية، فيما واصل بعض المحتجين إغلاق طرق رئيسية باتجاه المدن الرئيسية في لبنان.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قوى الأمن الداخلي دفعت بتعزيزات إلى ساحة رياض الصلح لإبعاد مناصرين لـ«حزب الله» عن مكان الاعتصام، مؤكدة التزامها بحماية المعتصمين. واعتبر كثير من المعتصمين أن الهتافات التي أطلقها مناصرو الحزب «استفزازية»، حيث ظهروا بالقمصان السود، ورأى آخرون أن هذا النزول «ترهيبي للمتظاهرين بهدف إبعادهم عن مكان المظاهرات».
ورفض مناصرو الحزب الاتهامات الموجهة لنصر الله بالفساد، وأنهم موجوعون مثل بقية اللبنانيين لكن نصر الله ليس فاسداً، كما أن الحزب لم يشارك بالفساد. ورددوا هتافات تأييداً لنصر الله وللضاحية، ما دفع كثيرا من المحتجين للخوف والانسحاب إلى مواقع مجاورة. وشاركت القوى الأمنية أمس بحماية المتظاهرين الذين تدفقوا بكثافة إلى وسط بيروت بعد خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون، رغم الطقس الماطر، للتعبير عن عدم ثقتهم بالسلطة وأركانها. وترددت هتافات تطالب برحيل الطبقة السياسية تحت شعار: «كلن يعني كلن» مطالبين بأن يسقط النظام.
وحوّلت المسيرة التي كانت مقررة نحو وزارة الداخلية تضامنا مع النبطية، مسارها إلى ساحة رياض الصلح، وأوضح منظمو التحرك أن ذلك أتى «في ظل محاولات لتحوير شعارات وأهداف التحرك من قبل جهات منظمة».
من جهتها، دعت السفارة البريطانية في بيروت إلى الاستماع إلى مطالب الشعب اللبناني الذي أعرب عن شعوره المشروع بالإحباط. وقالت على حسابها على موقع «تويتر»: «بعد أسبوع على بدء الاحتجاجات، أعرب الشعب اللبناني عن شعوره المشروع بالإحباط، الذي يجب الاستماع إليه. هذه لحظة مهمة للبنان: يجب تنفيذ الإصلاحات الضرورية بشكل عاجل».
وأكدت: «ستواصل المملكة المتحدة دعم أمن لبنان واستقراره وسيادته وازدهاره، بما في ذلك اقتصاد أقوى وأكثر إنصافا، وفرص تعليم نوعية للجميع، وتحسين الخدمات وتعزيز الأمن».
وتواصلت الاحتجاجات في المناطق، ففي المتن في جبل لبنان، وغداة انتشار الجيش بكثافة على مسلكي الأوتوستراد في جل الديب، سجل توافد عدد كبير من المتظاهرين للتعبير عن الإصرار على المضي في التحرك، علما بأن ساحة جل الديب كانت جهزت بشاشة عملاقة لمتابعة كلمة عون. أما في جونية، فعلت هتافات المعتصمين المنددة بالسلطة وأركانها على أوتوستراد زوق مصبح - جونية، لدى سماعهم الكلمة، حيث جددوا الدعوات إلى استمرار الثورة.
وفي الشمال، أعلن المحتجون في البترون المضي في تحركهم، وفي طرابلس، قطع محتجون الطريق الدولية بين طرابلس بيروت بعد جسر البالما، وحضرت دورية من الجيش في محاولة لفتحها.
جنوباً، انطلقت مسيرة للمحتجين في صيدا من أمام ساحة تقاطع إيليا، مكان الاعتصام المركزي للمتظاهرين، في اتجاه مصرف لبنان، حمل خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات النواب والمسؤولين، داعين إلى إسقاط الحكومة. ولدى وصولهم أمام بوابة المصرف، أدوا النشيد الوطني اللبناني وعمدوا إلى كتابة شعارات على جدران المصرف الخارجية.
من جهة ثانية، أعلن المحتجون في ساحة تقاطع إيليا في مدينة صيدا، بعد سماعهم خطاب رئيس الجمهورية «فقدان الثقة بهذه السلطة»، ودعوها إلى «إثبات صدقيتها من خلال انتخابات مبكرة والذهاب إلى تأليف حكومة جديدة». وفي صور، جدد المعتصمون في صور تأكيدهم مواصلة التحرك، ودعوا الجميع للخروج من السلطة.
أنصار «حزب الله» بالقمصان السود ينزلون إلى ساحة الاعتصام... وقوى الأمن تبعدهم
هتفوا ضد جعجع ورفعوا شعارات مؤيدة لنصر الله... ولندن تدعو إلى الاستماع لمطالب المحتجين
أنصار «حزب الله» بالقمصان السود ينزلون إلى ساحة الاعتصام... وقوى الأمن تبعدهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة