مقتل 25 انقلابياً في حجة... وقطع إمدادات بصفراء صعدة

TT

مقتل 25 انقلابياً في حجة... وقطع إمدادات بصفراء صعدة

أعلن الجيش الوطني اليمني مقتل 25 انقلابياً وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي في معارك مع الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة شمال عبس بمحافظة حجة، شمال غربي صنعاء، أول من أمس (الأربعاء)، علاوة على أسر عدد من الانقلابيين.
وأكد مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام المنطقة الخامسة، «مصرع أكثر من 25 من عناصر الميليشيات الحوثية الإيرانية وجرح آخرين في هجوم شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على جنوب منطقة الطينة شمال مديرية عبس فيما وقع عدد من الأسرى في قبضة الجيش الوطني بينهم جرحى».
وقال إن «طيران التحالف العربي شن عشر غارات استهدفت العربات العسكرية التابعة للميليشيات وتجمعاتهم في محاذاة منطقة الطينة شمال عبس، فيما استهدفت إحدى الغارات مخزناً للألغام في مزارع الجر وشوهدت الانفجارات لبعض دقائق عقب استهداف المخزن».
وأوضح أنه «يعد اليوم الثالث عشر على التوالي، الخميس، الذي تشن فيه الميليشيات هجماتها المكثفة على مواقع الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة وسقوط العشرات من مقاتليها دون أن تتمكن من إحداث أي اختراق في مواقع الجيش»، وأن «الميليشيات شيّعت عدداً من قتلاها في مديريات حجة بينهم قياديان من أبناء مديرية وشحة كانوا قد لقوا حتفهم في معارك عبس ومستبا وحرض خلال الأيام الماضية، فيما لا تزال عشرات الجثث مصدراً للروائح الكريهة في مناطق التماسّ مع قوات الجيش بمختلف محاور المنطقة بعد أن تركتها الميليشيات ولاذت بالفرار».
ومنذ سيطرة الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، في مارس (آذار) الماضي، على قرية الطينة، تستميت الميليشيات الانقلابية في إعادة السيطرة.
وتسببت ميليشيات الانقلاب، خلال الأيام الماضية، في تهجير العشرات من سكان قرية الطينة شمال مديرية عبس في حجة بعد قصف منازلهم بشكل عشوائي، بالتزامن مع إجبار العشرات من المواطنين على النزوح من مناطقهم شمال المديرية بعد أن حوّلتها إلى ثكنات عسكرية.
صحياً، في محافظة حجة، أيضاً، نفت منظمة «أطباء بلا حدود»، الأخبار التي تناولها عدد من وسائل الإعلام المحلية، بإغلاق مستشفى تابع لها في عبس بحجة. وأكدت في تغريدة لها عبر «تويتر»، تابعتها «الشرق الأوسط»، أن «مستشفى (عبس) الريفي المدعوم من (أطباء بلا حدود) بقي ولا يزال مفتوحاً لعلاج المدنيين الذين يعانون من حمى الضنك والأمراض الأخرى والإصابات».
وقالت: «منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، استقبلت فرق (أطباء بلا حدود) في مستشفى (عبس) الريفي أكثر من 5000 حالة في غرفة الطوارئ وساعدت أكثر من 600 حالة ولادة». مضيفة أنه «بسبب محدودية توفر مرافق الرعاية الصحية الأساسية في المنطقة، يشكّل ارتفاع عدد حالات حمى الضنك ضغطاً إضافياً على قسم الطوارئ في مستشفى (عبس)، الذي يستقبل من قبل ما معدله 5 آلاف مريض شهرياً».
وأوضحت أن «عدد الحالات المشتبهة من حمى الضنك في مستشفى (أطباء بلا حدود) في عبس خلال الأسابيع الستة الماضية ارتفع وتم تسجيل ما مجموعه 900 حالة، منها أكثر من 200 حالة سُجِلت في قسم الطوارئ في الأسبوع الماضي وحده».
وعلى وقع المعارك العنيفة في معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، شمال غرب، وتكبيد الانقلابيين في عقر دارهم الخسائر البشرية والمادية، منذ مطلع الأسبوع، في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، أعلنت قوات الجيش الوطني قطع خطوط إمداد الانقلابيين في جبهة الرزامات بالصفراء، شمال صعدة، وتحقيقه، الأربعاء، بإسناد من مقاتلات ومدفعية التحالف، تقدمات واسعة على جبهة الرزامات في النقعة بصعدة.
وقال قائد «لواء حرب 1» العميد محمد الغنيمي، إن «قوات الجيش الوطني حققت تقدمات استراتيجية بقطع خط الإمداد الواصل بين مفرق قرى عار والنقعة، ودك تحصينات الميليشيا وتكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد».
وأضاف، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن «مروحيات التحالف قصفت معسكر تحشيد وتدريب تابعاً للميليشيا في النقعة بقصف مكثف، فيما تقدمت قوات اللواء تحت غطاء المدفعية والطيران، ودمرت المواقع التي كانت تتخذها الميليشيات مركزاً للتدريب والإسناد»، منوهاً إلى أن «العمليات العسكرية لا تزال مستمرة بين قوات الجيش الوطني وميليشيا الحوثي الانقلابية في الخط الفاصل بين النقطة وعار».
تزامن ذلك مع إحباط قوات الجيش الوطني من اللواء التاسع حرس حدود، الأربعاء، عملية التفاف وتسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية بمديرية الحشوة، شرق صعدة، وكبّدت الانقلابين الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد في عملية إحباط الالتفاف وبقصف مدفعية التحالف التي استهدفت مواقع الميليشيات وتعزيزاتها.
وبالانتقال إلى الضالع، بجنوب البلاد، تجددت المواجهات، أمس (الخميس)، بين القوات المشتركة من الجيش الوطني، وميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة الفاخر، شمال غرب، وذلك عقب هجوم شنته مجاميع من الميليشيات الانقلابية على مركز مدينة الفاخر في محاولة منها لإحراز أي تقدم.
وفي تعز، المحاصرة من ميليشيات الحوثي منذ خمس سنوات، تواصل الميليشيات قصفها بمختلف الأسلحة على الأحياء السكنية في المدينة والريف، واستهداف المواطنين، وبخاصة الأطفال، بمختلف الأسلحة ورصاص قناصيها الأمنيين.
وفي أقل من 48 ساعة، قتلت قذيفة حوثية طفلاً، الأربعاء، وذلك بعد مقتل طفل آخر برصاص قناص حوثي، وفقاً لما أفاد به سكان محليون بمدينة تعز، إذ قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن «الطفل عبد الرحمن حبيب، قُتل بقذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية وسقطت بجوار مبنى السجن المركزي، غرباً».
وكانت الطفلة لؤلؤة مهيوب 5 أعوام، قد قُتلت، الثلاثاء، برصاص قناصة حوثي في قرية بيشعة بعزلة بلاد الوفي في مديرية جبل حبشي، غرباً، وذلك عندما كانت تلعب أمام منزلها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.