مواطن لبناني يسقط «درون» إسرائيلية ببندقية صيد

تحقيقات تكشف: خطأ «حزب الله» منع حرباً قبيل الانتخابات

TT

مواطن لبناني يسقط «درون» إسرائيلية ببندقية صيد

اعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بسقوط طائرة صغيرة مسيرة (درون)، أمس الأربعاء، عندما أطلق مواطن لبناني النار عليه من بندقية صيد عادية.
وقال الناطق العسكري إنه «في ساعات الصباح أمس، وخلال عمليات روتينية يقوم بها الجيش لحماية الحدود، سقطت طائرة مسيرة بالقرب من الحدود في الجانب اللبناني». وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسريبات من الجيش أكدت الرواية اللبنانية لما جرى، ومفادها أن صياداً لبنانياً أسقط الدرون بطلقة من بندقيته.
المعروف أن الجيش الإسرائيلي يملأ الأجواء الحدودية مع لبنان بالدرونات التي تراقب وتصور طول الوقت. وقد حذر رئيس حزب الله، حسن نصر الله، عدة مرات من هذه الظاهرة لكنه قال إنه لن يتم إسقاط كل هذه الدرونات، فيما كان الجيش اللبناني يرصد حركة الدرونات ويتقدم بشكاوى إلى قوات اليونيفيل ضد اختراق إسرائيل الأجواء اللبنانية.
من جهة ثانية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء التحقيقات التي أمر بإجرائها قائد اللواء الشمالي، الجنرال أمير برعام، حول الصدام مع حزب الله اللبناني في الشهر الماضي، ودلت على أن خطأ في الضربة على الجيش الإسرائيلي هو الذي منع نشوب حرب عشية الانتخابات الإسرائيلية. وفندت التحقيقات ما كان نشر في حينه من أنه كان بمقدور حزب الله أن يدمر ناقلة جنود ولكنه امتنع عن ذلك بشكل متعمد، وقالت، إن «سبب عدم تدمير الناقلة وعدم سقوط جنود قتلى في العملية قرب بلدة أفيفيم، كان من قبيل الصدفة، وإنه خلافاً لتقديرات إسرائيلية سابقة بأن مقاتلي الحزب تعمدوا عدم قتل جنود، فإن العملية كانت تهدف إلى قتل جنود إسرائيليين، و(لحسن الحظ) لم يُقتلوا».
ويجري الحديث هنا عن مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أعلنت القوات الإسرائيلية عن حالة تأهب قصوى، وسط توقعات بأن حزب الله سينفذ عملية رداً على الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، في شهر أغسطس (آب)، التي جرى خلالها تدمير جهاز للحزب يستخدم لتحسين دقة الصواريخ، ورداً على هجوم آخر قتل فيه عدد من مقاتلي الحزب في الأراضي السورية. ففي حينه كان حسن نصر الله قد هدد علناً في خطاب له بأن الحزب سيرد على الغارات الإسرائيلية.
وفي إطار التأهب الإسرائيلي عند الحدود الشمالية وفي منطقة أفيفيم خصوصاً، نقل الجيش الإسرائيلي قواته في شمال البلاد ونقل قوات من القاعدة العسكرية في أفيفيم، وأصدر تعليمات بشأن المناطق التي يسمح أو لا يسمح تواجد قوات فيها. وشمل التأهب أيضاً إخراج جنود من عدة مواقع حدودية كي لا يشكلوا هدفا، ومنع السفر في طرق يمكن مراقبتها من الأراضي اللبنانية. وجرى وضع هذه الأوامر العسكرية بناء على تجارب سابقة، قُتل فيها جنود إسرائيليون بعمليات نفذها حزب الله. وحسب التحقيقات الإسرائيلية، فإنه رغم هذه التعليمات، دخلت سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية مصفحة، وبداخلها طبيب عسكري وأربعة جنود، إلى طريق ممنوع السير فيه في منطقة أفيفيم. ورصد مقاتلو حزب الله السيارة وأطلقوا صواريخ مضادة للمدرعات باتجاهها.
واعتبرت التحقيقات أنه «لحسن الحظ، أخطأت صواريخ حزب الله الهدف، وذلك خلافاً للحرفية التي ميّزت مقاتلي الحزب عادة». وجاء في تلخيص التحقيقات: «استنتاجات التحقيقات هي أن الهدف كان قتل الجنود. فلو قُتل ركاب السيارة العسكرية لكان الأمر سيدهور الحدود الشمالية كلها إلى تصعيد - وربما لحرب أيضاً - سعت إسرائيل إلى الامتناع عنها».
وقد حملت التحقيقات التي أجراها برعام الكتيبة المدفعية 402 «ريشف» المسؤولية الأساسية عن عدم الانصياع للتعليمات، على عكس تحقيقات أخرى كانت أجريت في هيئة رئاسة الأركان العامة، التي ألقت بمسؤولية هذا الإخفاق على اللواء 300 المسؤول عن تلك الجبهة. ولهذا فإن الملف سيحال إلى رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ليحسم النتيجة ويتخذ الإجراءات الملائمة.



مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.