تقرير: بكين تعتزم إقالة رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ

كاري لام (أ.ب)
كاري لام (أ.ب)
TT

تقرير: بكين تعتزم إقالة رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ

كاري لام (أ.ب)
كاري لام (أ.ب)

تعتزم بكين إقالة رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام، التي تواجه صعوبات متزايدة في السيطرة على زمام الأمور وسط احتجاجات غير مسبوقة منذ 5 أشهر، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» اليوم (الأربعاء).
وتواجه الزعيمة الموالية لبكين انتقادات متواصلة من المحتجين في هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وحتى الآن، قدّمت الحكومة المركزية في بكين دعماً غير مشروط للام ولشرطة هونغ كونغ، منددة بأعمال العنف، وواصفة المتظاهرين بـ«مثيري الشغب».
لكن الصحيفة المالية نقلت عن مصادر مطلعة على المداولات لم تسمها أن الحكومة الصينية وضعت خطة لاستبدال كاري لام برئيس سلطة تنفيذية مؤقت.
وأشارت في الوقت نفسه إلى أن تنفيذ هذه الخطة يبقى رهناً باستقرار الوضع في المدينة، كي لا تفسر الخطوة على أنها رضوخ من جانب بكين للعنف.
وبحسب الصحيفة اللندنية فإنه في حال قرر الرئيس الصيني شي جينبينغ المضي قدما في خطة إقالة لام، فسيتم ذلك بحلول مارس (آذار) المقبل.
ومن أبرز المرشحين الرئيسيين لخلافة لام الرئيس السابق لهيئة النقد في هونغ كونغ نورمان تشان، ووزير المال في حكومة المنطقة هنري تانغ.
وتشهد هونغ كونغ أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها للصين في 1997 مع مظاهرات وتحركات شبه يومية للتنديد بتراجع الحريات، وأيضا بتدخل بكين المتنامي في شؤون هذه المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وبعدما منعت السلطات المتظاهرين من وضع أقنعة مطلع الشهر الحالي خلال الاحتجاجات، شهدت المستعمرة البريطانية السابقة أعمال تخريب طالت شركات متهمة بدعم الحكومة المحلية الموالية للسلطة المركزية في الصين.
واندلعت المظاهرات في المدينة التي تعد مقرا ماليا عالميا، احتجاجا على مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين، لكن تم إلغاؤه بعد ذلك، غير أن الاحتجاجات لم تتوقف بل توسعت، وطالب المشاركون فيها بالديمقراطية ومعاقبة الشرطة.
وتتمتع المدينة بحقوق خاصة بموجب اتفاق تسليمها من بريطانيا إلى الصين في عام 1997، من بينها حق التعبير، وقضاء مستقل. لكن كثرا يرون أن هذه الحقوق مهددة بضغط من بكين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.