70 قتيلاً حوثياً في مواجهات مع الجيش اليمني في صعدة وحجة

TT

70 قتيلاً حوثياً في مواجهات مع الجيش اليمني في صعدة وحجة

اشتدت ضراوة المعارك بين قوات الجيش اليمني المسنود بتحالف دعم الشرعية من جهة، والميليشيات الحوثية من جهة أخرى، في عدد من جبهات محافظتي صعدة وحجة، في ظل تأكيدات لمصادر يمنية ميدانية عن سقوط 70 حوثيا على الأقل خلال يومين.
وفي هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر. نت) بأن 16 حوثيا قتلوا وجرحوا أمس (الثلاثاء) بقصف لمدفعية الجيش الوطني، في جبهة محور رازح بمحافظة صعدة أقصى شمال البلاد.
ونقل الموقع عن قائد مدفعية محور رازح العقيد عدنان جسار تأكيده «أن مدفعية الجيش الوطني استهدفت صباح أمس، تجمعا لميليشيات الحوثي في بني معين بمديرية رازح».
وأوضح العقيد جسار أن مدفعية الجيش الوطني أصابت التجمع الحوثي بدقة عالية، وذلك خلال استعدادهم للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني التي حررها يوم الاثنين.
وبحسب قائد مدفعية محور رازح، فإن القصف أسفر عن مصرع أكثر من ستة عناصر من الميليشيا الحوثية، وإصابة 10 آخرين.
وقال العقيد جسار إن «الخسائر التي لحقت بالحوثيين تمثل ضربة كبيرة لهم تضاف إلى سجل الضربات الموجعة التي تلاحق تجمعاتهم من وقت لآخر وعلى مختلف الجبهات».
وأضاف أن قوات الجيش الوطني أحبطت خلال الأيام الماضية القليلة محاولات تسلل عديدة نفذتها الميليشيا باتجاه مواقع الجيش الوطني، لكنها باءت بالفشل.
في السياق ذاته، أشاد قائد محور رازح اللواء حمود الخرام بجهود قوات الجيش الوطني المرابطين في مواقع الشرف والبطولة للتصدي لعصابات الحوثي الإجرامية المدعومة من إيران.
وأكد اللواء الخرام أهمية الاستعداد والجاهزية التامة والثبات أمام كل التحديات مهما كان حجمها، موضحا أن قوات الجيش الوطني مستمرة في عملية استكمال تحرير ما تبقى من مديرية رازح.
في غضون ذلك أفاد الموقع بأن عددا من عناصر الميليشيات قتلوا وأصيب آخرون بينهم قيادي كبير، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني وضربات جوية لتحالف دعم الشرعية، جنوب غربي محافظة صعدة.
وحاولت عناصر من ميليشيات الحوثي التسلل باتجاه مواقع الجيش الوطني في مدينة الملاحيظ التابعة لمديرية الظاهر، غير أن قوات الجيش أفشلت المحاولة وأجبرتها على التراجع.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 30 حوثيا بينهم قائد الحوثيين في محور الملاحيظ، ويدعى علي محمد والمكنى «أبو ربيعة»، وجُرح آخرون.
وكان الموقع الرسمي للجيش أفاد بأن عددا من عناصر ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران قتلوا الاثنين، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني، في منطقة الملاحيظ بمحافظة صعدة، مشيرا إلى أن الموجهات اندلعت أثناء محاولة مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي، التسلل باتجاه مواقع محررة، في جبلي «توليق، و«القمامة»، في قطاع الملاحيظ.
إلى ذلك، أوضحت المصادر العسكرية الرسمية أن قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات ومدفعية تحالف دعم الشرعية، استهدفت، رتلاً عسكرياً للميليشيات الحوثية في سلسلة جبال رشاحة الاستراتيجية في جبهة كتاف - البقع شمال محافظة صعدة بعد محاولتها التسلل داخل التباب والمرتفعات أمس (الثلاثاء).
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن قوات الجيش الوطني كسرت هجوماً للميليشيات في جبال رشاحة الاستراتيجية والمليل التابعة لمديرية كتاف البقع، مشيراً إلى أن الميليشيات تكبدت عشرات القتلى والجرحى وتدمير عشرات الآليات القتالية دون إحراز أي تقدم يذكر.
وفي سياق ميداني آخر، أفادت المصادر بأن عددا آخر من عناصر الميليشيات قتلوا بنيران قوات الجيش الوطني، في محافظة حجة شمال غربي البلاد، أمس (الثلاثاء).
وذكر الموقع الرسمي للجيش بأن قتلى الجماعة سقطوا أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش في قرية «الشبكة» التابعة لعزلة بني حسن شمال مديرية عبس.
وأوضح الموقع أن قوات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة، تصدت لمحاولة الميليشيات الحوثية، وأجبرتها على التراجع، وذلك بعد أن تكبدت عشرات القتلى والجرحى خلال محاولات التسلل الفاشلة خلال الأيام الماضية.
وتشهد جبهات محافظتي حجة وصعدة مواجهات مستمرة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، كما تشهد جبهات محافظتي الضالع وتعز معارك مماثلة.
وعلى صعيد عسكري متصل، شدد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي على أهمية التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية لتعزيز الأمن وحفظ الاستقرار في محافظة مأرب وسائر المحافظات المحررة، والتعامل بحزم مع أي محاولات لإقلاق السكينة والإخلال بالاستقرار.
وقال إن «القوات المسلحة تقوم بواجباتها الدستورية في مساندة الأجهزة الأمنية للحفاظ على مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية وتأمين الطرق العامة وحماية المصالح العامة والخاصة».
وأشاد المقدشي خلال اجتماعه باللجنة الأمنية في محافظة مأرب بجهود الأمن والجيش في ملاحقة العناصر التخريبية وقطاع الطرق والخارجين عن النظام والقانون، مشدداً على ضرورة اليقظة والاستعداد الدائم وبذل مزيد من الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر وعدم التهاون مع أي محاولات للمساس بالأمن الذي يمثل أهم ركائز التنمية وضمانات استكمال تحرير ما تبقى من تراب اليمن من الميليشيات الحوثية.
وأفادت المصادر الرسمية بأن المقدشي وجه «بتفعيل عمل غرفة العمليات المشتركة والتبادل المعلوماتي العسكري والأمني لملاحقة وتعقب المطلوبين والمخربين وتعميم أسمائهم على النقاط الأمنية والمطارات والمنافذ وتقديمهم للعدالة لينالوا الجزاء الرادع والعادل».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.