خادم الحرمين للأمة الإسلامية: ماضون باستئصال الإرهاب بلا هوادة

شدد في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير سلمان على دور العلماء وأصحاب الفكر في تبيان سماحة الإسلام وأهمية المعلمين والمناهج الدراسية في تعويد الطالب على التحاور

ولي العهد السعودي احتفى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.بوفود الحج لهذا العام.. ويبدو متوسطا رؤساء السودان والصومال وبنغلاديش (واس)
ولي العهد السعودي احتفى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.بوفود الحج لهذا العام.. ويبدو متوسطا رؤساء السودان والصومال وبنغلاديش (واس)
TT

خادم الحرمين للأمة الإسلامية: ماضون باستئصال الإرهاب بلا هوادة

ولي العهد السعودي احتفى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.بوفود الحج لهذا العام.. ويبدو متوسطا رؤساء السودان والصومال وبنغلاديش (واس)
ولي العهد السعودي احتفى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.بوفود الحج لهذا العام.. ويبدو متوسطا رؤساء السودان والصومال وبنغلاديش (واس)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن لا سبيل إلى التعايش في هذه الدنيا «إلا بالحوار»، وشدد على أن بالحوار «تحقن الدماء وتنبذ الفرقة والجهل والغلو، ويسود السلام في عالمنا»، وقال: «لن يصل المسلمون والعالم أجمع إلى هذا الهدف النبيل إلا بأن تكون الأجواء كلها مهيأة لذلك»، داعيا علماء الأمة الإسلامية ودعاتها وأصحاب الفكر، إلى أن يكونوا قدوة للشباب «بإعطائهم النموذج الأمثل في الحوار والتعامل» وأن يبينوا للمسلمين جميعا ما ينطوي عليه الدين الإسلامي من سماحة ووسطية كما عاشها السلف الصالح «حينما كان منهجهم السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم».
جاء ذلك ضمن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها للأمة الإسلامية وألقاها نيابة عنه الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، خلال حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذي أقيم بالقصر الملكي في مشعر منى بعد ظهر أمس والذي رعاه ولي العهد نيابة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وشدد خادم الحرمين الشريفين في كلمته، على أن بلاده «لا تزال ماضية في حصار الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو»، وقال: «لن تهدأ نفوسنا حتى نقضي عليه وعلى الفئة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسرا تعبر به نحو أهدافها الشخصية، وتصم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم».
وبين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن الغلو والتطرف وما نتج عنهما من الإرهاب «يتطلب منا جميعا أن نتكاتف لحربه ودحره»، محذرا من أنه «ليس من الإسلام في شيء، بل ليس من الأديان السماوية كلها، فهو عضو فاسد ولا علاج له سوى الاستئصال، وإنا ماضون في استئصاله بلا هوادة بعزم وبعون من الله عز وجل».
وفيما يلي نص الكلمة الملكية:
«الحمد لله القائل في كتابه الكريم (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). والصلاة والسلام على خير الأنام المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله القائل: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).
أيها الإخوة والأخوات، ضيوف الرحمن، حجاج بيت الله الحرام.. الإخوة والأخوات، أبناء أمتنا الإسلامية في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فأحييكم من جوار بيت الله العتيق، من مهبط الوحي ومنبع خاتم الرسالات، الرسالة الإسلامية الداعية إلى التسامح والتحاور. أهنئكم في مشعر منى، وأهنئ الأمة الإسلامية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك الذي وصفه الله - عز وجل - في محكم التنزيل بيوم الحج الأكبر، بعد أن وقف المسلمون يوم عرفة ملبين ومهللين ومكبرين.
وأسأل المولى لإخواني الحجاج أن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، إنه هو الغفور الودود. وأحمد الله جلت قدرته على ما أنعم به علينا جميعا من العيش في هذه الأجواء المفعمة بحلاوة الإيمان، الزاهدة في مباهج الحياة وزخرف الدنيا، وقد اتجه الجميع إلى ربهم الواحد الأحد رافعين أكف الضراعة والابتهال والتذلل بين يديه يرجون دعوة مستجابة وتجارة لن تبور ويسألون المولى أن يتقبل حجهم وصالح أعمالهم، فأسأل الله العلي القدير أن يجيب دعاءكم ويتقبل منكم حجكم وسعيكم ونسككم.
إخواني وأخواتي المسلمين: إن فريضة الحج - وقد جاءت آخر أركان الإسلام ومطهرة للإنسان مما ران على قلبه من الذنوب والأدران – لَتشير، بجلاء ووضوح، إلى ما يعقبها من حياة جديدة يعمرها العبد بالأعمال الصالحة، وبتوثيق عرى الأخوة الإسلامية الحقة بين المسلم والمسلم، وذلك لما عاشه المسلمون خلال أيام الحج من تآخ فيما بينهم، بعد أن جاءوا من أصقاع المعمورة بثقافات وعادات ومذاهب مختلفة، فكانت قبة المشاعر تظللهم جميعا؛ لا فرق بين عربي وعجمي ولا بين أبيض وأسود، وعاشوا جميعا في أيام معدودات تجمعهم عقيدة الإيمان بالله، فاجتمعوا عليه ويفترقون عليه بإذن الله، لا تشوب صفاء نفوسهم شائبة، ولا توغل صدورهم نزعة من نزعات الشيطان والعياذ بالله، فكانوا عباد الله إخوانا، فالمسلم - كما قال نبي الأمة عليه الصلاة والسلام - (أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره).
أيها الإخوة والأخوات: في نسك الحج نموذج واضح لمعنى الأمة الحقة، في أسلوب التآخي والتواد والتراحم فيما بين المسلمين، والمساواة والعدل في ظل شرع الله القويم، وهدي رسوله الأمين، وكأنما دعوة الإسلام الجوهرية تتجلى في هذا التجمع الكبير وفي مكثهم وقد اتحدوا في زمان واحد ومكان واحد، وهو ما يظهِر إلى أي حد حرص هذا الدين العظيم على الدعوة إلى العيش في سلام، متفقا في ذلك مع جوهر الديانات السماوية الأخرى في السعي إلى صيانة الإنسانية من نزق التطرف، وحقن الدم الإنساني الثمين، فقد صح عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو يطوف بالكعبة: (ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك؛ ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا).
ولا سبيل إلى التعايش في هذه الحياة الدنيا إلا بالحوار، فبالحوار تحقن الدماء وتنبذ الفرقة والجهل والغلو، ويسود السلام في عالمنا.
وإن الأمل ليحدونا - أيها الإخوة - بأن يؤتي مركز الحوار بين أتباع الأديان أكله في دحر الإرهاب الذي اشتكى منه العالم كله ورزئ به عالمنا الإسلامي اليوم. وإني لأرى - وترون بإذن الله تعالى - بوادر نجاح دعوتنا للحوار بين أتباع الأديان بأن غدا ثقافة عالمية، ونهجا يدعو إليه الكثيرون، نسأل الله أن يحقق لنا مرادنا فيصبح الحوار والنقاش أساس التعامل فيما بين الأمم والشعوب.
ونعلن، كما نعلن على الدوام، أن المملكة لا تزال ماضية في حصار الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو، ولن تهدأ نفوسنا حتى نقضي عليه وعلى الفئة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسرا تعبر به نحو أهدافها الشخصية، وتَصِم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم.
أيها الإخوة والأخوات: لا يخفى عليكم ما للحوار من أهمية، ولن يصل المسلمون والعالم أجمع إلى هذا الهدف النبيل إلا بأن تكون الأجواء كلها مهيأة لذلك، وهذا الأمر يتوقف على التنشئة الأساسية للأبناء والأجيال ورعاية الشباب، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
إني لأرجو أن يكون علماء هذه الأمة ودعاتها وأصحاب الفكر قدوة للشباب بإعطائهم النموذج الأمثل في الحوار والتعامل، وأن يبينوا للمسلمين جميعا ما ينطوي عليه الدين الإسلامي من سماحة ووسطية كما عاشها سلفنا الصالح حينما كان منهجهم السير على قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إلا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا).
كما على المعلمين والمربين في مدارسهم أن يهيئوا أبناءهم الطلبة لخوض حياة تقبل الآخر؛ تحاوره وتناقشه وتجادله بالتي هي أحسن، فالمنهج المدرسي بيئة مناسبة لتعويد الطالب على التحاور، وتعويده على أن الخلاف مهما كان يُحَل بالنقاش والحوار، وتدريبه على الأسس الشرعية التي دعا إليها ديننا في تلقي الآخر. وإنه لَيَحسن هنا أن أذكّر الأم بعظم الرسالة الملقاة على عاتقها، فالأم المدرسة الأولى التي يعي منها الأبناء منذ نعومة أظفارهم ما لا يعونه من الآخرين؛ فإن أحسنت الرعاية أينع غرسها وأثمر، بل ينبغي لكل من استُرعي أحدا من أبنائنا أن يغرس في نفوسهم أن الدين الإسلامي دين محبة وتحاور وتعايش لا دين نبذ وبغض، وقد أعطانا المصطفى صلى الله عليه وسلم وصفة إسلامية في الحياة حين قال: (والذي نفس محمد بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم.. أفشوا السلام بينكم).
إن الغلو والتطرف وما نتج عنهما من الإرهاب يتطلب منا جميعا أن نتكاتف لحربه ودحره، فهو ليس من الإسلام في شيء، بل ليس من الأديان السماوية كلها، فهو عضو فاسد ولا علاج له سوى الاستئصال، وإنا ماضون في استئصاله بلا هوادة بعزم وبعون من الله عز وجل، وتوفيق منه بإذنه تعالى، حماية لأبنائنا من الانزلاق في مسارب الأفكار المتطرفة والانتماءات الخاصة على حساب الأخوة الإسلامية.
إخواني المسلمين: إن ما يعيشه العالم من تناحر وتباغض وتباعد وفرقة لَيندى له جبين الإنسانية، وتفرق له النفوس السوية، وسيشهد التاريخ في يوم ما على هذا الصمت الدولي بكل مؤسساته ومنظماته، حينما يدون ما يحدث في بعض أجزاء هذا العالم من سفك للدماء البريئة وتشريد للمستضعفين في الأرض وانتهاك للحرمات.
ولا سبيل إلى حقن دماء إخواننا وأبناء أمتنا وصون أعراضهم إلا بالوقوف في وجه الظلم، وجهر الصوت بالحق لرأب الصدع الذي أصاب الصف الإسلامي، ولمّ شتات الأمة والإبحار بها نحو بر الأمان ووحدة الموقف وجمع الكلمة، وإخماد بؤر الصراع والتناحر، وإطفاء مشاعل الفتنة، ومكامن التشرذم، ليحيا هذا العالم في أمن وسلام ومحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وكان ولي العهد السعودي استقبل في بداية الحفل، كلا من: الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس محمد عبد الحميد رئيس جمهورية بنغلاديش، والرئيس عبد الله يمين عبد القيوم رئيس جمهورية المالديف، ورئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخا نوف، وحمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية الأسبق، والدكتور مولاي ولد محمد الأغطف الوزير الأول السابق في موريتانيا، وجميل تشينيك رئيس البرلمان التركي، ونير حسين بخاري رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية.
وألقى الدكتور بندر حجار، وزير الحج السعودي، كلمة عبر فيها عن خالص الشكر وعظيم الامتنان للقيادة على ما توليه من دعم غير محدود لتوفير سبل الراحة والطمأنينة والأمن والأمان لضيوف الرحمن لكي يؤدوا نسكهم بكل سهولة ويسر، وبين أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين تشهد مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مشروعات عملاقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ من حيث المساحة، والجودة وسرعة الإنجاز، وشمولها جميع مناحي التطوير.
وقال الوزير حجار: «إن المجتمع الدولي يثق بحكمة خادم الحرمين الشريفين وحنكته ورؤيته في التعامل مع كل ما يهدد الأمن والسلام والاستقرار العالمي»، مشيدا بالجهود التي يبذلها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
فيما ألقى الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمة تحدث خلالها عن ما آلت إليه أحوال كثير من الأوطان العربية والإسلامية، من الاضطراب الذي تسبب في التدهور الأمني والاقتصادي، والاجتماعي، وقال: «في هذه الظروف العصيبة، تتجه الأنظار إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد، أملا في تكثيف الجهود لحقن الدماء البريئة التي أصبح السكوت عن سفكها، فضلا عن اقترافها، ينذر بعواقب وخيمة على الأمة بأسرها، لا يقدر قدرها إلا ذوو الحكمة والنظر الثاقب».
وأكد التركي أن «آمال المخلصين تتطلع إلى جهود المملكة في رأب الصدع العربي والإسلامي، والإسهام في إيجاد مخارج عاجلة وعادلة للأزمات التي وقعت فيها بعض الأوطان المسلمة، والتي أنهكت اقتصادها ودمرت بنيتها التحتية، وأحدثت بين أبنائها جوا مشحونا بالخوف والحذر والفتن والضغائن، من الصعب تصفيته، لتعود النفوس إلى رشدها، وتتهيأ للتعاون على البر والتقوى وتصريف الطاقات في مشاريع إصلاح الأمة وتنميتها تنمية شاملة». وأشار إلى أن مكانة السعودية المرموقة «تمكنها من أن تقدم أفضل الحلول لمعضلات العرب والمسلمين العويصة، وعلى أهل العلم والدعوة والإعلام وقادة الرأي التجاوب مع جهودها العظيمة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية وإصلاح أحوالها، ورأب الصدع الذي أصابها».
وأشار إلى أن «الرابطة بذلت ما تستطيع من جهود، في إبراز سماحة الإسلام وعدالته ورحمته، وحاجة العالم إليه، وأسهمت في معالجة الإرهاب والتطرف والغلو والتكفير، وفي التصدي لكل ما يثير الصراع بين فئات الأمة، من الفتن والنعرات الحزبية والطائفية والعرقية، والتخفيف من آثارها السيئة».
من جانبه، ألقى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، كلمة نيابة عن رؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج، ثمن خلالها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خدمة الحرمين الشريفين، وسهر السعودية وقيادتها على راحة حجاج بيت الله الحرام، وتيسير أدائهم المناسك «بما يشهد به القاصي والداني، مما يعد صفحة بيضاء نقية في ميزان حسناتكم وسجل تاريخكم الناصع».
وأوضح وزير الأوقاف المصري، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للعلماء والمفكرين لعقد مؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب «تستحق كل التقدير»، وأن «تحذيره للشرق والغرب من خطر الإرهاب، بأنه لا دين له ولا وطن له، ولا عهد له - كان واضحا وشجاعا»، مشددا على أن الأمر «ما زال يحتاج إلى جهود خادم الحرمين الشريفين المتواصلة حتى نقتلع معا هذا الإرهاب الأسود من جذوره، ولا سيما إرهاب تلك الجماعات التي تتخذ من الدين ستارا، فتقتل وتخرب وتدمر باسم الدين، وتحت صيحات التهليل والتكبير وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن والإنسانية السوية براء من كل هذا».
وأضاف الدكتور محمد جمعة أن تبني خادم الحرمين الشريفين حوار الحضارات وترسيخه أسس التعايش السلمي والعيش المشترك، في ضوء الاحترام المتبادل بين الأديان والشعوب، «لخير دليل على استيعابه روح الحضارة الإسلامية السمحة»، وإنه لَلمنهج نفسه الذي يسير عليه الأزهر «الذي شرف بقبول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واستحقاقه الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية تقديرا لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين»، كما أن «توجيهاته الكريمة بترميم الجامع الأزهر لاقت تقدير العالم الإسلامي، شرقه وغربه، لما للأزهر الشريف من مكانة راسخة في نفوسهم».
وفي ختام الحفل، تشرف الحضور بالسلام على الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ثم تناول الجميع طعام الغداء مع ولي العهد.
بعد ذلك، ودع ولي العهد السعودي الضيوف من الرؤساء وكبار المسؤولين ورؤساء وفود الحج لهذا العام، متمنيا لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا، حيث غادر بعدها الحفل ومشعر منى متوجها إلى جدة، بعد أن أشرف نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، على راحة حجاج بيت الله الحرام، وتنقلاتهم في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة وما قدم لهم من خدمات وتسهيلات مكنتهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.
حضر الاستقبال، الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز المستشار بمكتب وزير الدفاع، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن هذلول بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
فيما كان في وداع ولي العهد لدى مغادرته مشعر منى، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير فواز بن ناصر الفرحان مستشار رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز.
وغادر في معية ولي العهد، الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن هذلول بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، بينما كان في استقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى وصوله إلى جدة ، الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، وعدد من المسؤولين.



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».