أكدت وزارة الداخلية التونسية أنّ العنصر الإرهابي الذي قضت عليه قوات مشتركة بين الأمن والجيش التونسيين بجبل السيف بمنطقة القصرين (وسط غربي تونس)، هو الجزائري مراد الشايب المُكنى بـ«عوف أبو المهاجر» وهو يبلغ من العمر 36 سنة، وهو كذلك شقيق الإرهابي الجزائري خالد الشايب المعروف باسم «لقمان أبو صخر» الذي تم القضاء عليه في تونس سنة 2015، وهما ينتميان إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب».
وأضافت المصادر ذاتها أن الوحدات الأمنية تمكنت في إطار هذه العملية التي تعد من أكبر العمليات الأمنية نجاحا، وذلك بالنظر إلى خطورة وأهمية العنصر الإرهابي الذي تم القضاء عليه، يعدّ {خطيراَ جداً} بعد ضبط قطعة سلاح من نوع «فال» كانت بحوزة الإرهابي. وأكد أن المجموعة الإرهابية التي استهدفها كمين القوات الأمنية والعسكرية بجبل «السيف»، تتكون من عنصرين إرهابيين، وقد تم القضاء على أحدهما، وهو مراد الشايب، فيما لا يزال مصير الثاني مجهولا مع تأكيد مصادر أمنية تونسية خبر إصابته بطلق ناري.
وأشارت الداخلية التونسية إلى أن الإرهابي مراد الشايب أحد أهم القيادات في تنظيم {القاعدة في بلاد المغرب}، قد تسلل إلى الجبال الغربية التونسية المحاذية للحدود الجزائرية منذ سنة 2012، وهو من أخطر العناصر الإرهابية المورطة في معظم العمليات التي استهدفت قوات الجيش والأمن منذ ذلك التاريخ.
من ناحيته، أكد سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهابي أن الإرهابي مراد الشايب يعتبر من أخطر قيادات كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية المتمركزة بجبال القصرين، وهو متورط في أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها مرتفعات الكاف وجندوبة والقصرين على غرار هجومي هنشير التلة سنتي 2013 و2014 اللذين استهدفا الوحدات العسكرية التونسية وأديا إلى مقتل وإصابة عدد كبير من العسكريين، والهجوم على منزل وزير الداخلية الأسبق لطفي بن جدو الذي خلف مقتل أربعة عناصر أمنية علاوة على زرع الألغام في طريق الوحدات الأمنية والعسكرية وانفجار الكثير منها في وجه سكان منطقة القصرين، وأضاف أن الإرهابي الجزائري مراد الشايب يعد مدبر أكبر العمليات الإرهابية بالبلاد التونسية منذ سنة 2016 وهو مطلوب لدى الوحدات الأمنية والقضائية في كل من تونس والجزائر.
وفي السياق ذاته، أفاد بأن المتهم من أكثر العناصر الإرهابية تخطيطا للعمليات، فقد استهدف سنة 2014 دورية عسكرية بجبال ورغة ولاية - محافظة - الكاف، كما تعمد خلال نفس السنة استهداف دورية عسكرية بنبر من نفس ولاية الكاف، وفي سنة 2015 استهدف دورية تابعة للحرس الوطني بمنطقة بولعابة ولاية - محافظة - القصرين، ونصب كمينا لتشكيلتين عسكريتين بجبل المغيلة وذلك خلال شهري أبريل (نيسان) ونوفمبر (تشرين الثاني) من سنة 2015، واستهدف سنة 2016 مدرعة عسكرية بجبل سمامة، ونفذ سنة 2018 عملية تصفية التونسي الأمجد القريري، وخلال السنة الحالية، هاجم مدرعة عسكرية، هذا إضافة إلى مهام زرع الألغام بجبال «محافظة القصرين» ومداهمة المنازل المتاخمة لجبال القصرين والاستيلاء على الأغذية بقوة السلاح.
وأضاف المصدر ذاته أن الوحدات الأمنية تمكنت اليوم في إطار هذه العملية التي تعد من أكبر العمليات الأمنية نجاحا لطبيعة الطرف الذي تم القضاء عليه، من حجز قطعة سلاح من نوع «فال» كانت بحوزة هذا الإرهابي. وتواصلت العملية الأمنية لساعات متتالية، وقد وصلت تعزيزات عسكرية لمعاضدة مجهودات الوحدات الأمنية المتمركزة بعدد من النقاط بهدف منع تسلل أي إرهابي إلى المناطق القريبة من مرتفع جبل «السيف»، وتقديم المساعدة للعناصر الإرهابية التي استهدفها الكمين.
يذكر أن منطقة القصرين الجبلية الحدودية الواقعة وسط غربي تونس تعد خلال السنوات الأخيرة معقلا مهما لمجموعات متطرفة من بينها خلية «أجناد الخلافة» المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي وكتيبة عقبة بن نافع المرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب».
تونس: قيادي «القاعدة» الجزائري القتيل خطير جداً ودبّر أكبر العمليات الإرهابية
تونس: قيادي «القاعدة» الجزائري القتيل خطير جداً ودبّر أكبر العمليات الإرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة