«الاشتراكي»: بقاء وزرائنا في الحكومة مشروط ومؤقت

TT

«الاشتراكي»: بقاء وزرائنا في الحكومة مشروط ومؤقت

ربط «الحزب التقدمي الاشتراكي» بقاء وزرائه في الحكومة بالإصلاحات تنفيذاً وتوقيتاً، موضحاً أن المطلب باستقالة الحكومة هو «مشروع ومحق»، لكنه توقف عند مخاوف من «أن رحيل الحكومة وسط كل التحذيرات المالية سيقود البلاد إلى الانهيار المالي»، وهذا «مبرر بقائنا الوحيد والمشروط» والمؤقت، بحسب ما أعلن وزير الصناعة وائل أبو فاعور.
وقال أبو فاعور، بعد الاجتماع مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري: «نحن في مرحلة مصيرية تحتاج إلى قرارات جريئة، وإلى أن نصغى إلى الصوت في الشوارع والمطالبات في أكثر من منطقة»، مضيفاً: «لذلك أجرينا بتكليف من جنبلاط جولة مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والقوى السياسية واطّلعنا من الحريري على الورقة الإصلاحية وهي متقدمة وإصلاحية بالفعل وأضفنا إليها بعض الأمور النوعية الجذرية الضرورية»، مشيراً إلى أن الحريري «تلقّف أفكار الحزب بإيجابية وهي تعبّر بشكل واضح على أن السياسيين في لبنان قد أصغوا جيداً إلى المطالبات الشعبية».
ومن المقترحات التي أعلن عنها أبو فاعور: «رفض فرض أي ضرائب جديدة، عدم المس برواتب الموظفين الحاليين والمتقاعدين، عدم المس بالمكتسبات لا بل فرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء، إقرار قانون الضريبة التصاعدية الموحّدة، إيجاد فرص السكن للشباب عبر إعادة العمل بالقروض الإسكانية، عدم إخضاع القروض السكنية لمزاج المصارف التجارية، وكذلك وقف كل أشكال الهدر والفساد في المناقصات العمومية والمصالح المستقلة عبر إخضاعها للمراقبة، وإلغاء جميع المجالس والصناديق، وإلغاء كل الامتيازات المعطاة للرؤساء والوزراء والنواب والعاملين في القطاع العام، ووقف كل أشكال السفر في الوزارات والإدارات إلا عند الضرورة القصوى وإلغاء كل الوفود».
وتُضاف إلى هذه المقترحات «ملاحقة المعتدين على الأملاك البحرية والنهرية قانونياً ورفع التخمينات ورفع الغرامات والرسوم على الاعتداءات، وتلزيم معامل الكهرباء عبر إدارة المناقصات منعاً لأي شكل من الأشكال السابقة، وتعيين مجلس إدارة وهيئة ناظمة للكهرباء في أول جلسة لمجلس الوزراء بعيداً عن المحاصصة والتبعية السياسية، ودعم مشروع الأسر الأكثر فقراً بمبلغ 50 مليار ليرة، وإيجاد فرص عمل للشباب عبر فرض نسبة ملزمة من الصناعات اللبنانية في المشتريات، وفرض مزيد من الرسوم الجمركية حماية للإنتاج المحلي ووقف غرق السوق اللبناني بالبضائع المستوردة، وتوقيع مراسيم الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، كذلك اعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات عبر العودة إلى آلية التعيين السابقة، وإقفال كل المعابر غير الشرعية، ودعم الجامعة اللبنانية ومطالب أساتذتها». ولفت أبو فاعور إلى أن «الإجراءات قدمناها للحريري ولمسنا منه تفهماً وتجاوباً، وأنه تلقفها بشكل إيجابي، ووعد بالأخذ بها وهي غير كافية لكنها مقدمات إصلاحية». وأكد أن «بقاءنا في الحكومة موقّت مشروط بالإصلاحات تنفيذاً وتوقيتاً، مشيراً إلى أن مطلب رحيل الحكومة مشروع ومحق لكن الخوف أن رحيل الحكومة وسط كل التحذيرات المالية سيقود البلاد إلى الانهيار المالي وهذا مبرر بقائنا الوحيد والمشروط». وأشار أبو فاعور إلى أن «بقاءنا ليس تمسكاً بمنصب وإنما للسعي خلف الإصلاح، ومحاولة لإنقاذ الوضع، وعدم الذهاب باتجاه الانهيار الكامل اقتصادياً ومالياً». وأوضح: «إننا لسنا على وفاق مع الفريق الأساسي الحاكم والمتحكم وهو فريق رئيس الجمهورية الذي مارس الاستبداد الفعلي بالمحاصصة والقرارات والتصرف بالدولة كأنها ملكية خاصة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.