استمرت التحركات الشعبية أمس في عدد كبير من المناطق اللبنانية رفضاً للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وللمطالبة بإجراءات إصلاحية سريعة، في مؤشر إلى أن دعوات التهدئة التي أطلقها مسؤولون لم تجد آذاناً صاغية لدى المحتجين. وكما حصل أول من أمس، تكرّر المشهد أمس، حيث توحدت الشعارات المناهضة للسلطة والرافضة لاستثناء أي من المسؤولين.
ومنذ صباح أمس حضر آلاف المواطنين إلى الساحات بوسط بيروت حاملين الأعلام اللبنانية، كما نُظّمت تجمعات في مختلف المناطق حيث أقفلت طرقات وسجّلت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية.
وفيما يؤكد المتظاهرون الاستمرار بتحركاتهم، كان شبه إجماع من قبلهم على التعبير عن عدم ثقتهم بالمسؤولين والوعود القديمة - الجديدة التي أطلقوها، والتي لم تجد طريقها إلى التنفيذ بعد مرور ثلاث سنوات على عهد الرئيس ميشال عون. ولوحظ إصرار شرائح واسعة من المشاركين في احتجاجات أمس على «إسقاط الحكومة واستقالة المسؤولين» الذين يتهمهم المتظاهرون بالفساد.
وبعد ساعات على توقيف عشرات الشبان، أعلن أمس عن إطلاق سراح معظمهم، فيما أفادت معلومات بمقتل شاب نتيجة لإطلاق نار بعد خلاف بين شخص ومتظاهرين على طريق المطار في بيروت. وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أمس، إلى أن مواطناً حاول إحراق نفسه أمام ثكنة الحلو في بيروت، حيث تجمّع الأهالي للاطمئنان على أولادهم المحتجزين خلال مشاركتهم في الاحتجاجات. وذكرت الوكالة الوطنية أن عدداً من المحامين دخلوا إلى ثكنة الحلو لمقابلة الموقوفين. وأكد المحامي واصف الحركة أنهم «لن يبرحوا المكان قبل أن يخرجوا» الموقوفين، معلناً عن تلقيه وعداً من القوى الأمنية بالثكنة بأنه سيتم الإفراج عن كل خمسة منهم على فترات.
وأعلنت وزيرة الداخلية ريا الحسن في تغريدة عبر «تويتر» أنها اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز الذي أبلغها أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك «لاستكمال التحقيقات لاحقاً للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية حول إقدامهم عمداً على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة».
في غضون ذلك، دعت قيادة الجيش «المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير في شكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة». وأكدت في بيان «تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة»، ودعتهم «إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين».
وكما يوم أول من أمس تكرر مشهد المظاهرات في مناطق عدة من العاصمة بيروت إلى الشمال والجنوب والبقاع، وسجل تحركات في منطقة بريتال في بعلبك والنبطية وصور، وغيرها من المناطق ذات الغالبية الشيعية حيث رفعت شعارات مناهضة للمسؤولين بمن فيهم نواب ووزراء من «حزب الله» وحركة «أمل».
وفي بعبدا، قطع المحتجون لبعض الوقت طريق القصر الرئاسي قبل أن تعيد القوى الأمنية فتحها.
وفي الجنوب ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن المحتجين انطلقوا بمسيرة من أمام السراي الحكومي في النبطية، وألقيت كلمات نددت بفرض الضرائب والسياسة التي أوصلت البلد لهذه الأوضاع الصعبة.
وفي إقليم الخروب (جنوب بيروت)، توافدت حشود من الأهالي إلى موقع قطع الطريق على الأوتوستراد في منطقة الجية، حيث نصب المعتصمون الخيم في وسط الطريق على المسرب الشرقي ووضعوا الكراسي في داخلها وجلسوا عليها، فيما وضعوا أيضا حواجز حديدية في وسط الطريق، مقابل عناصر من الجيش اللبناني الذين تمركزوا على الطريق وكانوا يراقبون الوضع ويعملون على التهدئة.
وفي جبيل (شمال بيروت)، استقدم المتظاهرون شاحنات مليئة بالأتربة، وأفرغوا حمولتها في الطريق لتعزيز عملية قطع الأوتوستراد في الاتجاهين.
وفي شمال لبنان، قطع محتجون الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بعكار بالإطارات المشتعلة والعوائق الحديدية. وبعد الظهر سجل تزايد في أعداد المتظاهرين في ساحة النور بمدينة طرابلس، ولوحظ انضمام أساتذة وطلاب إلى المعتصمين.
مظاهرات لبنان تتمدد وإصرار على «إسقاط الحكومة واستقالة المسؤولين»
الآلاف ملأوا الساحات في بيروت والمناطق
مظاهرات لبنان تتمدد وإصرار على «إسقاط الحكومة واستقالة المسؤولين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة