الجزائر: بدء العد التنازلي لإعداد أوراق الترشيحات لانتخابات الرئاسة

TT

الجزائر: بدء العد التنازلي لإعداد أوراق الترشيحات لانتخابات الرئاسة

تنتهي في السادس والعشرين من الشهر الحالي في الجزائر فترة إعداد أوراق الترشيحات لانتخابات الرئاسة، المقررة في 12 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لتبدأ بعدها «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، عملية مطابقة الملفات مع شروط الترشيح. وفي غضون ذلك أعلن عبد القادر بن قرينة، الوزير السابق، بأحد حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أن الخميس المقبل سيكون موعد إيداع أوراق ترشحه لدى «السلطة».
وقال قياديون بـ«حركة البناء الوطني» (إسلامية)، التي يرأسها بن قرينة، لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد التوقيعات التي جمعوها للأشخاص الذين بلغوا سن الانتخاب، فاق الحد المطلوب قانونا، وهو 50 ألف توقيع. مؤكدين أن ملف ترشحه «يستوفي كل الشروط». وصرح بن قرينة للصحافة الأسبوع الماضي بأن صندوق الاقتراع «سيفرز اسمي رئيساً للجمهورية لا محالة». كما قال إن الجيش «لا يملك مرشحا» بعكس الاعتقاد السائد.
ويشترط القانون أيضا جمع الإمضاءات من 25 ولاية (من أصل 48 ولاية) على الأقل. لكن بعض المترشحين اشتكوا من «عراقيل» واجهتهم أثناء التصديق على استمارات اكتتاب التوقيعات بالبلديات. واتهم المرشح المذيع التلفزيوني سليمان بخليلي، مسؤولين إداريين بـ«الانحياز» لوزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، ومرشح حزب السلطة «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي كان من ركائز حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأفاد مسؤولون بـ«التجمع» بأن ميهوبي سينقل أوراق ترشحه إلى مقر «سلطة الانتخابات»، قبل نهاية موعد إيداع الملفات. وبحسب المسؤولين أنفسهم، فإن الانتشار الواسع للحزب بالولايات مكنه من جمع التوقيعات في ظرف قصير. وما يلفت الانتباه في الترشيحات أن أربعة راغبين في كرسي الرئاسة فقط، يملكون تغطية حزبية، وهم بن قرينة وميهوبي، ورئيس «طلائع الحريات» علي بن فليس، ورئيس «جبهة المستقبل» عبد العزيز بلعيد مرشح رئاسية 2014، الذي كان أمس بمنطقة تندوف (جنوب غربي) في حملة انتخابية مبكرة، حيث التقى بعض أنصاره.
وقال عبد العزيز إن «ما يقال عن مرشحين يحظون بتزكية الجيش غير صحيح، بل مضلل ويدفع الجزائريين إلى العزوف عن الانتخاب». في إشارة ضمنا إلى المرشح المستقل رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، الذي يقول أنصاره إنه لم يصادف صعوبة في جمع التوقيعات.
يشار إلى أن قانون الانتخابات كان يشترط قبل مراجعته مؤخرا 65 ألف إمضاء لمسجلين على لوائح الانتخاب، أو 600 إمضاء لمنتخبين بالبرلمان أو المجالس المحلية. لكن تم إلغاء الخيار الثاني وتقليص عدد التوقيعات بالنسبة للخيار الأول.
وبخصوص «الوزن الثقيل»، بحسب ما تقول بعض وسائل الإعلام، فإن رئيس الوزراء السابق علي بن فليس حسم قضية التوقيعات منذ مدة، ودخل أنصاره المعترك بثقة كبيرة، على أساس أن مرشحهم خاض تجربتين انتخابيتين (2004 و2014)، وأن الجزائريين يعلمون، بحسبهم، أنه «ضحية تزوير شامل نظمه بوتفليقة»، الرئيس السابق الذي حكم البلاد مدة 20 عاما.
وأصدر بن فليس بعد الانتخابات السابقة «كتابا أبيض عن التزوير»، شرح فيه من وجهة نظره «الأساليب التي استعملها نظام بوتفليقة للتمديد له». وغاب بوتفليقة عن حملة «رئاسية» 2014 بسبب المرض، ومع ذلك حصل على أغلبية الأصوات. وستغيب عن استحقاق نهاية العام أسماء كبيرة، أهمها الشيخ عبد الله جاب الله رئيس «جبهة العدالة والتنمية»، بوصفه أحد أبرز وجوه التيار الإسلامي، ورئيس الوزراء السابق مولود حمروش، ووزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي، والثلاثة ترشحوا لانتخابات 1999. لكنهم انسحبوا في آخر لحظة بذريعة أن الجيش كان داعما لـ«المترشح المستقل» عبد العزيز بوتفليقة.
كما سيغيب عن الموعد الانتخابي وزير الإعلام والسفير السابق عبد العزيز رحابي، الذي أصبح أحد أهم رموز المعارضة، والمحامي أيقونة الحراك الشعبي مصطفى بوشاشي، إلى جانب غياب قادة أكبر الأحزاب، وهي «جبهة القوى الاشتراكية»، و«حركة مجتمع السلم»، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.