ليبيا: «الجيش الوطني» يناشد مؤتمر برلين «نزع سلاح الميليشيات»

السفير الأميركي يعلن تطلع بلاده للمشاركة في اجتماعاته

TT

ليبيا: «الجيش الوطني» يناشد مؤتمر برلين «نزع سلاح الميليشيات»

استبق المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، الذي أكد أن «حسم المعارك في العاصمة طرابلس قد اقترب»، المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه ألمانيا قبل نهاية العام الحالي حول الأزمة الليبية، بدعوته إلى إعطاء الأولوية لنزع سلاح الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، وإنهاء حكمها.
ووجهت قيادة «الجيش الوطني» برقية تعزية رسمية إلى العميد ميلود التميمي، في مقتل أفراد أسرته على أيدي من وصفتهم بميليشيات الغدر والإرهاب، أكدت فيها أن «القصاص للشهداء اقترب، والحسم بات قاب قوسين أو أدنى». وكانت قيادة الجيش قد ثمنت في بيان لها مساء أول من أمس، «كل جهد دولي يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار، والقضاء على الإرهاب، وتفكيك الميليشيات ونزع السلاح، والوصول إلى حكومة تحظى بالشرعية الدستورية، وتمتلك قرارها، ولا تخضع لسلطة العصابات والميليشيات والمجموعات الإرهابية، وتكون ممثلة لكل الشعب الليبي، وتنال ثقته»، عادّةً أن «هذا هو ما تفتقده ليبيا منذ سنوات في ظل حكم الميليشيات على العاصمة طرابلس، حتى وصل الأمر إلى حد تكليف شخصيات عاقبها مجلس الأمن الدولي لتقلد مناصب أمنية وعسكرية»؛ في إشارة إلى تعيين السراج للمطلوب اعتقاله دولياً صلاح بادي، آمر ميليشيات الصمود المنتمية إلى مدينة مصراتة (غرب) على رأس جهاز الاستخبارات العسكرية.
وشدد البيان على أن «أي عملية سياسية ما لم تتوافر لها الشروط الأمنية الضامنة لنجاحها، واحترام نتائجها، سيكون من العبث الحديث عنها، وهو ما تأكد طيلة الأربع سنوات الماضية، التي جاهدنا فيها للوصول إلى توافق يحقق السلام، ويقضي على الإرهاب، وينهي حكم الميليشيات»، لافتاً إلى أنه في كل مرة «كانت الميليشيات والمجموعات الإرهابية تُفشل كل الجهود بهذا الاتجاه، الأمر الذي جعل من المحتم إزالة هذه العوائق لتسير العملية السياسية للأمام».
كما أكد البيان أن «العملية العسكرية ليست غاية في حد ذاتها، بقدر أن الغاية هي القضاء على الإرهاب الذي يحاربه العالم أجمع، وليبيا ليست استثناءً».
في سياق ذلك، خاطب البيان الأطراف المنخرطة في المحادثات الدولية، التي سيتم إجراؤها بشأن ليبيا في برلين، تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة، بدعوتها إلى «التأكيد على أهمية القضاء على الإرهاب، وحل التنظيمات والميليشيات المسلحة، ونزع جميع أسلحتها، حتى يتمكن الليبيون من إيجاد حوار وطني شامل، يضمن السير بالبلاد نحو عملية سياسية عادلة، ومتوافق عليها في ظل بناء دستوري، يكون محل اتفاق كل الشعب الليبي».
وبعدما أكد البيان «ضرورة التزام المؤسسات الاقتصادية بالحياد، كونها مؤسسات لكل الليبيين ولا يُقبل أن تُستغل في دعم طرف بعينه، بما يتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة والضرورية لمنع استعمال عائداتها في تمويل الإرهاب، ودعم الميليشيات المسلحة»، طالب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بـ«استكمال التزاماتها السابقة بتكليف مكتب مراجعة وتدقيق لحسابات البنك المركزي، ومنها العائدات الضريبية على بيع العملة، والتأكيد من أن عائدات النفط يجب أن توزع على الشعب الليبي بشكل عادل».
وتمنى البيان مع ذلك «التوفيق للجهود الدولية المتعلقة بمؤتمر برلين في الوصول إلى ما عساه أن يسهم في القضاء على الإرهاب، ونزع سلاح الميليشيات، وصولاً إلى عملية سياسية حرة ونزيهة».
بدورها، قالت السفارة الأميركية بليبيا في بيان مقتضب عبر موقع «تويتر» إن الولايات المتحدة تتطلع إلى المشاركة في الجولة المقبلة من اجتماعات عملية برلين، تحت رعاية رئيس البعثة الأممية غسان سلامة.
ميدانياً، أعلن «الجيش الوطني» في بيان لمركزه الإعلامي، أول من أمس، أنه أصبح بإمكان قواته الجوية تدمير أي تمركزات أو تحركاتٍ مشبوهة، لافتاً إلى أن طياريه يقومون بدورهم على أكمل وجه، ويُنفذون التعليمات بشكل مثالي في الرصد واستنزاف قدرات العدو.
وأكد البيان أن «القوات الجوية تُحكِم السيطرة على كامل المجال الجوي، وبكفاءاتها العالية تمكنت من تغطية كل مناطق العمليات، وجعلها تحت أنظار مقاتلاتها».
وكان الجيش الوطني قد أعلن أنه استهدف مجدداً ما تبقى من ذخائر للميليشيات، لافتاً إلى تدمير مخزن ذخائر بغريان، وتجمع عسكري في مصراتة بمنطقة الحامية أمس.
في المقابل، نشرت عملية «بركان الغضب»، التابعة لحكومة السراج، لقطات فيديو لما وصفته ببقايا حُطام طائرة من دون طيار، أسقطتها خلال قصفها أهدافاً مدنية في مدينة مصراتة أول من أمس.
من جهة ثانية، قالت القوات البحرية الموالية لحكومة السراج إنها أنقذت 148 مهاجراً غير شرعي، أمس، كانوا على متن 3 قوارب مطاطية شمال غربي طرابلس.
وأضاف المتحدث باسم هذه القوات في بيان أنه تم تسليم المهاجرين، وهم من جنسيات عربية وأفريقية مختلفة، بعد تقديم المساعدات الإنسانية والطبية إلى جهاز مكافحة الهجرة بطرابلس.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».