الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية ـ شمال» توقعان وثيقة قضايا التفاوض

تشمل مسائل سياسية وإنسانية وترتيبات أمنية

TT

الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية ـ شمال» توقعان وثيقة قضايا التفاوض

اتفقت الحكومة السودانية والحركة الشعبية – شمال (قيادة عبد العزيز آدم الحلو) على أجندة التفاوض، التي ستتم مناقشتها خلال الفترة التي حددتها وثيقة إعلان المبادئ، التي تم التوقيع عليها في جوبا الشهر الماضي، وحددت قضايا المفاوضات بينهما حول ثلاثة محاور أساسية، تشمل القضايا السياسية والمسائل الإنسانية والترتيبات الأمنية.
ونصت الوثيقة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، والتي وقعها عضو المجلس السيادي السوداني شمس الدين الكباشي، وعمار آمون عن الحركة الشعبية، رئيس وفدها المفاوض، على تأكيد الطرفين على إعلان مبادئ كخارطة طريق تحكم العملية التفاوضية. وسيتم تحديد بدء الجولة المباشرة في القضايا السياسية من قبل الوسيط، بعد تسليم كل طرف رؤيته حول الملف السياسي وترتيب أجندته.
وأكد شمس الدين الكباشي، الذي ترأس وفد الحكومة في جلسة المفاوضات، التزام الحكومة وحرصها على إيقاف الحرب بالبلاد. وقال لدى مخاطبته الجلسة إن الوفد الحكومي «جاء للمفاوضات بنية صادقة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحركة الشعبية شمال، ينهي معاناة المواطنين».
بدوره، اعتبر عضو (السيادة)، المتحدث الرسمي باسم وفد الحكومة، محمد حسن التعايشي، في تصريحات للصحافيين أن «الإرادة الصادقة التي جاءت بها الحكومة الانتقالية للحوار مع الحركات المسلحة، ساهمت في التوصل إلى هذا الاختراق الكبير في المفاوضات». وقال إن التوقيع على اتفاق خلال ساعات «دليل على رغبة الأطراف في إنهاء الحرب وبناء دولة ديمقراطية ومتقدمة»، في وقت استغرق فيه التفاوض أيام النظام السابق 22 جولة، أضاعت على السودان ثماني سنوات في الحرب، حسب تعبيره.
وأضاف التعايشي أن «الاختراق الذي حدث اليوم ليس غريبا على حكومة تحمل أجندة ثورة ديسمبر المجيدة».
في المقابل، اعتبر توت قلواك، رئيس فريق الوساطة في حكومة جنوب السودان، أن توصل الحكومة السودانية والحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، «خطوة مهمة في العملية السلمية التي جمعت الطرفين في محادثات مباشرة لأول مرة، وفي سبيل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى السودان»، وقال إن طرفي التفاوض سيقومان بتسليم رؤيتهما حول القضية السياسية، التي تم الاتفاق عليها في أجندة التفاوض أمس.
من جانبه، قال الجاك محمود الجاك، المتحدث باسم الحركة الشعبية، إن إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه «يمثل خارطة الطريق للتفاوض بين الطرفين»، مضيفا أن التفاوض سيتواصل وفقا لخارطة الطريق.
في السياق ذاته، أكد الأمين العام للحركة الشعبية عمار أمون، التزامهم بالعملية السلمية للوصول إلى اتفاق سلام عادل مع الحكومة الانتقالية.
في غضون ذلك، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، إن الحكومة الانتقالية تعمل مع حكومة جنوب السودان لمعالجة القضايا المتعلقة بالجوازات والإقامة في البلدين، إضافة إلى تسهيل حركة تنقل المواطنين.
وتعهد دلقو لدى استقباله نساء سودانيات بمقر المفاوضات في جوبا، بحل مشاكل السودانيين المقيمين في جنوب السودان، مشيراً إلى معالجة قضايا 20 سودانيا محكومين في قضايا مالية، ومؤكدا على خصوصية العلاقات التي تربط شعبي البلدين.
واتفق وفدا الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية على تكوين لجنة فنية من 12 عضوا، ستة من كل طرف تضع أجندة التفاوض، بحيث ترفع اللجنة تقريرها النهائي للجنة السياسية العليا للوفدين لإجازتها واعتمادها موجها لمسار المفاوضات.
وكانت الحركة الشعبية – شمال، قيادة عبد العزيز آدم الحلو، قد أعلنت مقاطعتها لأول جولة مباشرة في المفاوضات مع الحكومة السودانية الثلاثاء الماضي، بعد أن اتهمت الحكومة بمهاجمة أحد مواقعها التي تسيطر عليها في جنوب كردفان، وقد أصدر رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان مرسوما دستوريا بوقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان الحركة الشعبية- شمال تعليق التفاوض مع الحكومة.
وكان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت قد تقدم بمبادرة للتوسط بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بعد عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بهدف طي ملف النزاع، والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان.
ووقعت الأطراف السودانية، ممثلة في الحكومة والجبهة الثورية والحركة الشعبية – قيادة عبد العزيز آدم الحلو، على وثيقة اتفاق إطاري في جوبا في سبتمبر (أيلول) الماضي، حددت فيها القضايا التي سيتم طرحها للتفاوض خلال جولة مباحثات انطلقت هذا الأسبوع بجلسة افتتاحية، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في جوبا الاثنين الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.