نتنياهو يقترح على غانتس إقامة حكومة طوارئ أمنية

التقى بومبيو الآتي من تركيا واطلع منه على الموقف الأميركي

مواجهات بين فلسطينيين ورجال أمن إسرائيليين احتجاجا على إنشاء مستوطنة شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين ورجال أمن إسرائيليين احتجاجا على إنشاء مستوطنة شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يقترح على غانتس إقامة حكومة طوارئ أمنية

مواجهات بين فلسطينيين ورجال أمن إسرائيليين احتجاجا على إنشاء مستوطنة شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين ورجال أمن إسرائيليين احتجاجا على إنشاء مستوطنة شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)

عشية اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي تناول الأوضاع الأمنية بالمنطقة في أعقاب الهجوم التركي في الشمال السوري، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على حزب الجنرالات «كحول لفان» إقامة «حكومة طوارئ أمنية» مشتركة بينهما.
وقال نتنياهو، في حديث مع رؤساء الأحزاب اليمينية المتحالفة معه، إن «إسرائيل تواجه تحديثات أمنية بالغة الحساسية تحتاج إلى وحدة الصفوف وأوسع إطار للتعاون». وأكد أنه عرض اقتراحه هذا على قادة «كحول لفان»، وأنه في ضوء التشكيكات والانتقادات التي يسمعها منهم ومن غيرهم، واتهامه بأنه «يزعم وجود تصعيد أمني لأغراض حزبية وشخصية تضمن استمراره رئيساً للحكومة»، دعاهم إلى الاجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية ليسمعوا من المصدر الأول كم هي التحديثات كبيرة وخطيرة.
وكشف نتنياهو عن أنه اجتمع، مساء الأربعاء، مع القيادي في «كحول لفان» والرئيس المؤقت للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، الجنرال غابي أشكنازي، بحضور السكرتير العسكري العميد آفي بلوط، ممثلاً للجيش، وأطلعه على التطورات الأمنية الأخيرة ومدى انعكاساتها على إسرائيل. وأوضح أنه صادق، قبل يومين، على لقاء بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس «كحول لفان»، بيني غانتس، للهدف نفسه: «إطلاعه على آخر التطورات الأمنية، وبينها تطور الصراع مع إيران، وتبعات العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا».
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو على أن «حرب الصواريخ التي تديرها إيران في دول المنطقة، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، من جهة؛ والهجوم التركي على سوريا من جهة ثانية، والانسحاب الأميركي من سوريا من جهة ثالثة، تفتح الباب أمام توازنات جديدة تحتاج إلى حذر إسرائيلي شديد وخطة عمل استراتيجية جديدة. وقال إن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الذين يتعاملون بمنتهى الحذر مع هذه التطورات، يعانون من غياب حكومة مستقرة في إسرائيل، ويؤكدون أنهم بحاجة ماسة إلى وجود حكومة مستقرة حتى يتعاطوا مع التطورات بالقرارات والإجراءات اللازمة».
وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن عن قدوم وزير الخارجية الأميركي، بومبيو، إلى تل أبيب (مساء أمس)، من تركيا، للاجتماع مع نتنياهو وإحاطته بالموقف الأميركي إزاء التطورات في سوريا وكيفية التعاطي مع الهجوم التركي، ومع الممارسات الإيرانية التي تتخذها طهران في ظل الأوضاع الجديدة.
ويحرص نتنياهو على التأكيد أن الأمر العاجل الذي يحتاج إلى علاج فوري هو إقرار الموازنة العامة للدولة، وتخصيص ما يحتاجه الجيش لتمويل استعداداته الخاصة لمواجهة التطورات الأمنية، حتى على حساب العجز في ميزان المدفوعات، وهذا غير ممكن من دون إجماع الحلبة السياسية الحزبية. لهذا، يقترح حكومة طوارئ أمنية.
وأوضحت مصادر مقربة من نتنياهو أن الحكومة التي يقترحها ستشكل وفقاً للخطة التي طرحها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين رفلين، قبل 3 أسابيع، وتنص على تقاسم رئاسة الحكومة وعدد حقائبها بين نتنياهو وغانتس، بحيث يحصل كل منهما على نصف عدد المقاعد للوزراء، ويتناوبان على رئاسة الحكومة. فإذا أراد نتنياهو أن يشارك في هذه الحكومة بحزب الليكود وحده، يحصل على نصف الحقائب الوزارية لوزرائه. وإذا قرر جلب أحزاب حليفة له من اليمين، يتفق هو معها حول الوزارة التي ستعطى لها من حصة حزبه، وكذلك الأمر مع غانتس. وقال نتنياهو إنه سيكون على حلفائه المتدينين أن يقبلوا التعايش في الحكومة مع يائير لبيد، الذي لا يحبونه، وسيكون على غانتس ولبيد، أن يتنازلا عن شرطهما في أن تكون الحكومة الجديدة حكومة علمانية.
ويتم التناوب على رئاسة الحكومة كالتالي: نتنياهو يكون رئيس الحكومة لمدة سنتين، يتلوه غانتس رئيساً للحكومة في السنتين التاليتين. ولكن، إذا تقرر تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، (في قضايا الفساد)، يبقى نتنياهو رئيساً للحكومة، ولكنه يسلم كل صلاحياته التنفيذية إلى غانتس. ويصبح الأخير «رئيس حكومة بالوكالة»، إلى حين تنتهي فترة السنتين، فيصبح رئيس حكومة فعلياً.
وكان «كحول لفان» قد رفض التفاوض مع نتنياهو حول توزيع المناصب قبل الاتفاق على برنامج مفصل لعمل الحكومة وسلم أولوياتها. ورد نتنياهو، خلال شرحه الاقتراح حول حكومة الطوارئ أمام رؤساء الأحزاب المتحالفة معه، بأن لديه حلولاً ناجعة لمطلب غانتس، تتمثل في تشكيل لجنة من الحزبين وحلفائهما، تكون مهمتها وضع حلول لكل القضايا المتعلقة بالدين والدولة المتنازع حولها، وعدم الدفع بقوانين جديدة لها علاقة مع الدين والدولة، والسماح لكل حزب منهما بفرض حق «الفيتو» ضد أي مشروع قانون بهذا الخصوص، مما يعني الحفاظ على الـ«ستاتيكو» في هذا المجال. واقترح أيضاً أن يعمل الحزبان على وضع خطة مشتركة للرد الإسرائيلي على خطة الرئيس الأميركي للتسوية المعروفة باسم «صفقة القرن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.