نسرين الراضي: دوري في فيلم «آدم» منحني ثقة كبيرة

الفنانة المغربية كشفت عن تجسيدها شخصية سيدة معاقة في «السمك الأحمر»

الفنانة المغربية نسرين الراضي
الفنانة المغربية نسرين الراضي
TT

نسرين الراضي: دوري في فيلم «آدم» منحني ثقة كبيرة

الفنانة المغربية نسرين الراضي
الفنانة المغربية نسرين الراضي

بعد فوز الفيلم المغربي «آدم» بالنجمة البرونزية لأفضل فيلم عربي بالدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي، وفوز بطلته الممثلة نسرين الراضي بجائزة EDA، تخوض نسرين حالة تحد جديدة مع أحدث أفلامها «السمك الأحمر» للمخرج عبد السلام الكلاعي. وتكشف راضي في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن المزيد من تفاصيل دورها في الفيلم الجديد، والتحديات التي واجهتها خلال تصوير العمل.
في البداية، تقول نسرين: أرسل لي المخرج عبد السلام الكلاعي مقطع فيديو لسيدة معاقة وطلب مني مشاهدته لتجسيد شخصية معاقة حركياً طوال أحداث فيلم «السمك الأحمر»، وفي الحقيقة ترددت في بداية الأمر وقلت له إنها شخصية صعبة، وكدت أعتذر عن هذا الدور، فقال لي لا توجد ممثلة غيرك تؤديه، وأنا على ثقة من نجاحك فيه، وشجعني حديثه، وخضت التجربة وأنا متوترة وقلقة، لكن ما إن دارت الكاميرا وبدأنا التصوير حتى شعرت بحالة تحد كبيرة واستمتعت بأداء دوري الذي سيكون بمثابة مفاجئة للجمهور، ومع توالي أيام التصوير شعرت بحب جارف تجاه البطلة.
واستطاعت نسرين الراضي، في أول بطولة سينمائية لها لفت الأنظار لموهبتها الكبيرة بأدائها لشخصية «سامية» الشابة الحامل التي تهرب من قريتها، وتطرق ليلاً باب «الأرملة عبلة» صانعة الفطائر، من دون سابق معرفة، تصدها في البداية ثم تعيدها حين تسمع أصوات الشباب السكارى ومشاحناتهم، وتقبل أن تأويها مؤقتاً حتى الصباح، لكن هذا الصباح يمتد وتتوالى الأيام كاشفة عن مخاوف وقهر المرأتين.
وعن الجائزة التي حصلت عليها من مهرجان الجونة تقول: «لم يخبرني أحد بحصولي على هذه الجائزة، ولم أتمالك نفسي من الفرحة، وأنا أستلمها من الفنان العالمي مينا مسعود الذي أعجبت بأدائه لشخصية علاء الدين، كما جاء رأيه مشجعاً للغاية لي وهو يثني على أدائي، ويقول إن (الفيلم ذكّره بسنواته الأولى في مصر)، مؤكداً على أنني موهوبة وأنه سوف يساعدني على التمثيل في هوليوود، وقد لامس هذا الوعد أحلامي كممثلة أطمح لتمثيل أكبر عدد من الشخصيات المتنوعة، وأن أصل بفني إلى كل العالم، وأسعدني أيضاً الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الفيلم من الممثلين والنقاد في مهرجان الجونة الذي حضرته للمرة الأولى.
تظهر نسرين في أغلب مشاهد فيلم «آدم» امرأةً على وشك الوضع، وتتعايش بشكل مذهل مع التفاصيل الدقيقة كافة، وتعبر بكل ملامحها عن مخاوفها، وعن ذلك تقول: صعوبة التجربة كانت في حجم الضغوط التي عانيتها، هذا الدور أول بطولة لي؛ إذ ظهرت في المشاهد كافة تقريباً؛ لذلك تعايشت مع شخصية «سامية» بكل أزماتها وإحباطها، كما أن المخرجة مريم توزاني، طلبت مني أنا والممثلة لبنى أزابال أن نعمل على التحضير للشخصية كثيراً قبل التصوير، وكثفنا بروفات بعض المشاهد الصعبة مثل مشهد الرقصة التي أؤديها بالفيلم.
وعن مشاركتها في مهرجان «كان» تقول: كنت متحمسة جداً وفي الوقت نفسه قلقة؛ لأن المنافسة في محفل دولي تكون صعبة، لكن عقب العرض تلقيت تهنئة سينمائيين كبار عرب وأجانب أشادوا بأدائي، والبعض كتب عني أنني ممثلة غير عادية؛ لذلك فإن نجاحي في فيلم «آدم» منحني ثقة كبيرة.
في السياق نفسه، كشفت نسرين عن إعجابها الشديد بالنجم الأميركي روبرت دي نيرو، قائلة: أحب كل أدواره؛ لأنه ممثل متجدد، وأعشق دوره بشكل خاص في فيلم «سائق التاكسي»، لكني لا أحلم أن أكون مثل ممثل معين، ولا أريد أن أكون صورة طبق الأصل من أي ممثلة؛ إذ لا بد للفنان من ترك بصمة خاصة تميزه.
نسرين الراضي ذات الثلاثين عاماً تخرجت في المعهد العالي للفن المسرحي بالمغرب، وكانت قد شاركت في بطولة 10 أفلام إلى جانب عدد كبير من المسرحيات، وتقول عن ذلك: «لعبت بطولات مسرحية كثيرة، وبحكم دراستي أحب المسرح وأجد فيه متعة كبيرة، المسرح يعطي للممثل ثقة في مواجهة الجمهور، لكنني رغم ذلك قررت التركيز أكثر على السينما التي أحببتها بعد تجاربي الكثيرة، ومنها الفيلم المغربي «الجاهلية» للمخرج هشام العسري الذي عرض في مهرجان برلين.
وترى الراضي أن السينما المغربية في تطور مستمر، بجانب منحها فرصاً أكبر للمواهب الجديدة.
ورغم انتماء نسرين إلى أسرة يعمل أغلب أفرادها بالطب، فإنها تجد تشجيعاً منهم، وتقول عن ذلك: أنا الوحيدة التي اتجهت للتمثيل، وأجد تشجيعاً كبيراً منهم، فهم جمهوري الأول الذي يراجع خطواتي كممثلة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على استعدادها للسفر إلى هوليوود في أميركا إذا تحقق وعد مينا مسعود قائلة: «إذا أتيحت لي الفرصة لا يمكن رفضها».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».