اكتشاف أسرع نملة في العالم بصحراء تونس

لا تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة

النملة الفضية في صحراء تونس
النملة الفضية في صحراء تونس
TT

اكتشاف أسرع نملة في العالم بصحراء تونس

النملة الفضية في صحراء تونس
النملة الفضية في صحراء تونس

كان للكاتب المسرحي والممثل الإنجليزي الشهير نويل كوارد، عبارة شهيرة، وهي أن «الكلاب المجنونة والإنجليز فقط هم الذين يخرجون في شمس الظهيرة»، ولكن فريقاً بحثياً ألمانياً من «جامعة أولم»، أضاف إلى هاتين الفئتين فئة ثالثة، وهي «النمل الفضي الصحراوي».
وخلال رحلة علمية إلى أحواض الملح في تونس (جنوب جبال الأطلس على الحافة الشمالية للصحراء) لدراسة أحد أجناس النمل الصحراوي، وهو «كاتجلافيكس فورتيس» (Cataglyphis fortis)، لفت انتباه الفريق البحثي أن جنساً آخر من النمل الصحراوي ذي اللون الفضي، لديه سرعة ملحوظة تفوق الجنس محل الدراسة، وأنه لا يتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة في شمس الظهيرة، وذلك رغم قصر أرجله.
عاد الفريق البحثي مرة أخرى إلى أحواض الملح التونسية في 2015، مستهدفاً قياس سرعة هذا النمل الفضي الصحراوي على وجه التحديد، ليصل في الدراسة التي نشرت أول من أمس في دورية «البيولوجيا التجريبية»، بعد مرور نحو أربع سنوات على تلك الرحلة، إلى أن هذا النمل هو الأسرع في العالم؛ حيث تكسر سرعته حاجز الـ855 ملِّيمتراً في الثانية (85 سنتيمتراً في الثانية).
وتقول الدكتورة سارة بفيفر، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشر بالموقع الإلكتروني لمؤسسة البيولوجيين البريطانية، التي تصدر دورية «البيولوجيا التجريبية»: «كانت مهمتنا الأولى التي لم تكن سهلة، هي تحديد موقع أعشاش هذا النمل، وبمجرد تحديد الموقع كان الأمر ببساطة يتعلق بتثبيت قناة ألمنيوم بالمدخل، ووضع وحدة تغذية في النهاية لجذب النمل، وبعد أن وجدوا الطعام أخذوا يتنقلون ذهاباً وإياباً في القناة، وقمنا بتركيب كاميرا من الأعلى لتصويرهم».
وعند حساب السرعات القصوى للنمل، فوجئت بفيفر وزملاؤها بسرعة غير عادية تبلغ 855 ملِّيمتر في الثانية، ولا تتأثر هذه السرعة بسخونة الصحراء، لا سيما في وقت الظهيرة، وهو ما جعلهم يصفونها بـ«أسرع نملة في العالم» ويضعونها على مقربة من قائمة المخلوقات العالمية التي حطمت الأرقام القياسية في السرعة، مثل الخنفساء النمرية الأسترالية (9 كيلومترات في الساعة).
والمثير للدهشة ليس فقط سرعة النملة، على الرغم من وجودها في بيئة شديدة الحرارة، ولكن أيضاً احتفاظها بهذه السرعة، على الرغم من قصر أرجلها مقارنة بالأنواع التي سبق أن درسها الفريق البحثي في المكان نفسه بتونس، ومنها نوع «كاتجلافيكس فورتيس».
وتقول بفيفر: «وجدنا أن هذه النملة تستخدم استراتيجية مختلفة للوصول إلى سرعات عالية، تفوق (كاتجلافيكس فورتيس) ذات الأرجل الطويلة؛ حيث يتم تعويض أطوال الساق الأقصر بترددات خطوة عالية، تتجاوز 40 هرتز».


مقالات ذات صلة

فيل مذعور يقتل سائحة إسبانية في محمية تايلاندية

يوميات الشرق فيل يرعى في حديقة حيوان في برلين - ألمانيا 3 يناير 2025 (أ.ب)

فيل مذعور يقتل سائحة إسبانية في محمية تايلاندية

أعلنت الشرطة التايلاندية، الاثنين، أن فيلاً «مذعوراً» قتل سائحة إسبانية أثناء وجودها بجانبه خلال استحمامه في مياه محمية في جنوب تايلاند.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أنواع من الخفافيش تهاجر لمسافات طويلة (معهد ماكس بلانك لدراسة سلوك الحيوانات)

الخفافيش تقطع 400 كيلومتر في ليلة واحدة

الخفافيش تعتمد على استراتيجيات طيران ذكية لتوفير الطاقة وزيادة مدى رحلاتها خلال هجرتها عبر القارة الأوروبية مما يمكنها من قطع مئات الكيلومترات في الليلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الوفاء... (أ.ب)

كلبة تقرع باب عائلتها بعد أسبوع من هروبها

بعد بحث استمرَّ أسبوعاً، وجدت «أثينا» طريقها إلى منزل عائلتها في ولاية فلوريدا الأميركية بالوقت المناسب عشية عيد الميلاد؛ حتى إنها قرعت جرس الباب!

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هدية الأعياد (أ.ب)

فرسة نهر قزمة تجلب الحظّ لحديقة حيوان أميركية

أنثى فرس نهر قزم أنجبت مولودةً بصحة جيدة في حديقة حيوان «مترو ريتشموند»، هي ثالثة من نوعها تولد فيها خلال السنوات الـ5 الماضية.

«الشرق الأوسط» (ريتشموند فيرجينيا)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».