الجزائر: سياسيون يطرحون 7 شروط «ضرورية» لإنجاح «الرئاسية»

قائد الجيش يحذر المحتجين مجدداً من «عرقلة المسار الانتخابي»

جانب من المسيرات الأسبوعية التي شهدتها شوارع الجزائر العاصمة أمس (أ.ف.ب)
جانب من المسيرات الأسبوعية التي شهدتها شوارع الجزائر العاصمة أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: سياسيون يطرحون 7 شروط «ضرورية» لإنجاح «الرئاسية»

جانب من المسيرات الأسبوعية التي شهدتها شوارع الجزائر العاصمة أمس (أ.ف.ب)
جانب من المسيرات الأسبوعية التي شهدتها شوارع الجزائر العاصمة أمس (أ.ف.ب)

بينما أكدت شخصيات من عالم السياسة والوسط القانوني والحقوقي في الجزائر أن انتخابات الرئاسة، المقررة نهاية العام، «لن تحقق الانتقال الديمقراطي المنشود»، خرج طلاب الجامعات، أمس، في مظاهرات للمطالبة، مجدداً، بـ«تغيير جذري للنظام»، كما رفضوا «الانتخابات التي تنظمها العصابات»، وهاجموا المترشحين لها، الذين اشتغل غالبيتهم مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأصدرت 20 شخصية، معظمهم يعارضون سياسات السلطة، بياناً، أمس، تم توزيعه على نطاق واسع، تضمن 7 شروط، يرونها ضرورية قبل التوجه إلى الانتخاب المرتقب في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويتعلق الأمر، حسب الوثيقة، بـ«الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي برحيل رموز النظام، والقضاء على منظومة الفساد بكل أشكاله»، و«إطلاق سراح معتقلي الرأي فوراً، ومن دون شروط، من الشباب وطلاب الجامعات ونشطاء الحراك»، علاوة على «احترام حق التظاهر السلمي المكفول دستورياً، وعدم تقييد حرية العمل السياسي»، و«الكف عن تقييد حرية التعبير، لا سيما في المجال السمعي البصري العمومي والخاص»، و«رفع التضييق على المسيرات الشعبية السلمية، وفك الحصار عن العاصمة»، و«إيقاف المتابعات والاعتقالات غير القانونية ضد الناشطين السياسيين»، و«دعوة كل الأطراف المؤمنة بهذه المطالب إلى طاولة الحوار الجاد والمسؤول».
وظهرت على الوثيقة أسماء رئيس الوزراء السابق أحمد بن بيتور، ووزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي، ووزير الإعلام الناطق باسم الحكومة سابقاً عبد العزيز رحابي، إضافة إلى وزير التعليم السابق علي بن محمد، وشيخ الحقوقيين، التسعيني، المحامي علي يحيى عبد النور، ومحامي المعتقلين السياسيين عبد الغني بادي، علاوة على أساتذة بالجامعة عرفوا بانخراطهم في الحراك الجاري منذ ثمانية أشهر.
ومما جاء في البيان أن السلطة «لم تجد من سبيل للخروج من أزمتها المزمنة إلا محاولة المرور بالقوة نحو الانتخابات عن طريق التضليل باسم الشرعية الدستورية في فرض قبضتها الحديدية، وتأكيد وصايتها الأبدية على الشعب، من خلال تشكيل لجنة صورية للحوار لتمرير خريطة طريقها دون حوار حقيقيّ، والنتيجة هي تشكيل سلطة وطنية مستقلة للانتخابات، دون توافق مسبق مع الفاعلين السياسيين ونخب المجتمع، حيث ضاعت الاستقلالية تحت وطأة التعيين العلني المفضوح لأعضائها، وكان من الأصوب أن يُسند أمر استدعاء الهيئة الناخبة لهذه السلطة، لو كانت فعلاً توافقية مستقلة».
وقال أصحاب الوثيقة أيضاً: «ليس من مسؤولية الحراك الشعبي أن يعطي حلولاً سياسية جاهزة للانتقال من عهد طال أمده، إلى عهد تعسرت ولادته، بل يتمثل دوره الأساسي في تغيير موازين القوى ميدانياً، لتمكين نخب المجتمع، من أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات وشخصيات، من تقديم تصور شامل عن منظومة حكم جديدة، تقوم على احترام سيادة الشعب في اختيار ممثليه لتسيير شؤون الدولة والمجتمع».
وفي سياق حركة الاحتجاج التي تعيشها البلاد منذ 22 فبراير (شباط) الماضي، نظم طلاب الجامعة، أمس، للأسبوع الـ34، مظاهرات بالعاصمة وبالمدن الكبرى، طالبوا فيها بالإفراج عن زملاء لهم اعتقلتهم قوات الأمن الأسبوع الماضي، وجرى اتهامهم بـ«المس بالنظام العام». لكن وعلى خلاف الأسبوع الـ33، لم تتصد قوات الأمن للاحتجاجات. غير أنها أحاطتها بشكل صارم لمنعها من الوصول إلى المقرات والمباني الرسمية.
من جهته، حذر قائد الجيش، أمس، أثناء وجوده بمقر قيادة القوات البحرية بالعاصمة «كل من يحاول أن يضع العراقيل أمام المسار الانتخابي المصيري، ويحاول يائساً أن يشوش على وعي الشعب الجزائري، واندفاعه بقوة وإصرار على المشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وقال مراقبون إن تصريحات قايد صالح بمثابة رد على موقف «الشخصيات الـ20» من الانتخابات، وذلك بالإصرار على تنظيمها في التاريخ الذي حدده هو.
وأكد الجنرال صالح أن «الشعب يرى، وهو على حق، بأن خلاص الوطن يكون عن طريق أبنائه المخلصين والأوفياء، بحيث لا يسمح لهذه الأقلية عديمة الوطنية أن تمتطي صهوة الكذب والتغليط، وتعمل على تمويه الحق بالباطل، معتقدة أن ذلك سيسمح لها مرة أخرى بمخادعة الجميع، وهي لا تدري أنها تخادع نفسها فقط. هذه العصابة التي سلط عليها الشعب الجزائري الواعي والمخلص أقسى عقوبة من خلال عزلها ونبذها». ويفهم من كلامه عن «الأقلية» أن المعنيين هم نشطاء الحراك، الذين يعارضون مسعى الانتخابات، بحجة أنها «ستفرز رئيساً على مقاس الجيش».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.