تنديد ليبي بدعم تركيا للميليشيات

TT

تنديد ليبي بدعم تركيا للميليشيات

استبعدت قيادات عسكرية وسياسية ليبية أن يؤثر الانشغال والتوغل التركي في شمال سوريا على دعم أنقرة لقوات حكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس بالسلاح.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الجيش الليبي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تركيا لن تتوقف عن دعم الميليشيات المسلحة، خصوصاً أن معركة طرابلس الراهنة تعد سوقاً رابحة لتصريف بعض صادراتها العسكرية»، فضلاً عن أن «التوافق بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا يجعل من معركة طرابلس مصيرية بالنسبة لأنقرة».
ورأى القيادي العسكري أن «الحالة الوحيدة لردع تركيا عن مسارها التخريبي في بلادنا هو إرغامها على عدم تصدير السلاح للميليشيات في طرابلس. لكننا لا نأمل أو نسعى لحل مشكلتنا على حساب الآخرين، ومعركة (تحرير) طرابلس من قبضة الإرهاب خضناها من البداية، وأعلنا قدرتنا على حسمها».
وحول إمكانية فرار عناصر من تنظيم داعش من سوريا إلى ليبيا، علّق المحجوب: «ندرك ذلك، وهناك أكثر من منفذ يمكن لتلك العناصر التسلل لليبيا عبره، كمطاري مصراتة وزوارة، وكلاهما يقع تحت سيطرة حكومة الوفاق. لكن أخبار الانتصارات التي نحققها، وتصفيتنا للعناصر الإرهابية التي سبقتهم لبلادنا قد تجعلهم يتراجعون عن الفكرة».
ورأى المحجوب أن نتائج الضربات، التي وجهتها «أفريكوم» في الجنوب الليبي بالتنسيق مع حكومة «الوفاق»، قد تصب نتائجها في صالح القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، وقال موضحاً: «رغم قدرتنا على تغطية كل الجبهات، فإن الضربات الأخيرة لـ(أفريكوم) التي أدت إلى مقتل 47 عنصراً إرهابياً بمناطق الجنوب قلل الضغط علينا، ومهد الطريق لضرباتنا البرية هناك، وهو ما أسهم أيضاً في عدم تشتتنا وتركيزنا على التقدم أكثر في معركة العاصمة»، مبرزاً أن الضربات الأميركية تعد اعترافاً صريحاً بوجود عناصر إرهابية بالجنوب، ما عزز مصداقية «الجيش الوطني» وصورته أمام الرأي العام العالمي، الذي سبق وسدد ضربات استهدفت عناصر إرهابية.
من جهته، قال عضو مجلس النواب علي السعيدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن ضربات «(أفريكوم) ورغم أهمية نتائجها، فإنها لا تستطيع القضاء على الإرهاب، والاعتماد الأكبر والرئيسي من قبل أهالي الجنوب في هذا الصدد هو على دور الجيش الوطني»، عادّاً أنه «رغم امتداد الحدود الجنوبية لأكثر من ألفي كيلومتر، فإنه يمكن للجيش والأهالي القضاء على (الدواعش)، أو أي عناصر متطرفة، شريطة توافر الدعم المالي، وهو أمر غير متحقق حالياً، نظراً لمحدودية ميزانية الحكومة المؤقتة (في مدينة البيضاء بشرق البلاد)».
أما أعلية العلاني، الباحث الأكاديمي التونسي في شؤون الجماعات المسلحة، فيؤكد من جانبه أن ضربات «أفريكوم» جاءت على خلفية تقارير قدرت عدد المقاتلين المتطرفين بالجنوب الليبي خلال الأشهر الأخيرة بما يتراوح بين 400 و700 عنصر، فضلاً عن التحذيرات، التي أطلقتها دول ذات صلة قوية بالملف السوري كروسيا، حول تمكن كثير من «دواعش» سوريا والعراق من الهروب والانتقال إلى ليبيا.
وتوقع العلاني تراجع الدعم التسليحي التركي لميليشيات طرابلس تدريجياً، وقال بهذا الخصوص: «خطر فرار مزيد من (الدواعش) إلى ليبيا لا يزال قائماً، وعلى الجيش الوطني ألا يعتمد على تكرار ضربات (أفريكوم)، ليس فقط لأنها لا تفي بالغرض، بل لأنها دائماً ما توجه لأهداف أميركية بحتة تتعلق بالتخوف من سيطرة المتطرفين على مواقع الثروات النفطية كجنوب ليبيا».
من جانبه، دعا المحلل السياسي عز الدين عقيل، «الجيش الوطني» إلى القضاء سريعاً على الميليشيات الإرهابية، «قبل أن تستكمل تركيا نقل مزيد من المتطرفين الجدد الفارين من سجون قوات سوريا الديمقراطية لبلادنا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».