المحكمة العسكرية الإسرائيلية تبتّ غداً بأمر المواطنة الأردنية هبة اللبدي

TT

المحكمة العسكرية الإسرائيلية تبتّ غداً بأمر المواطنة الأردنية هبة اللبدي

بعد اعتقال دام نحو شهرين وإضراب عن الطعام منذ 22 يوماً، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقديم الأردنية الموقوفة في سجونه، هبة اللبدي، إلى المحكمة العسكرية في سجن عوفر، غداً (الخميس)، وذلك للنظر في ملفها.
وأكد محامي اللبدي، رسلان محاجنة، أمس (الثلاثاء)، أن هذه الجلسة «ستحدد مصير الأسيرة اللبدي، فإما إصدار قرار بوقف الاعتقال الإداري بحقها وإعادتها للتحقيق، وإما الإفراج عنها وإعادتها إلى الأردن». وأضاف محاجنة، بعد خروجه من زيارتها، أنها مستمرة في إضرابها المفتوح عن الطعام، منذ 22 يوماً، وأنها بدت مرهقة جداً، لكنها ما زالت تمشي على قدميها، ولم تفقد الوعي.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد اعتقلت اللبدي في 20 أغسطس (آب) الماضي، حال وصولها برفقة والدتها إلى معبر الكرامة الحدودي على نهر الأردن، وذلك لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها في مدينة نابلس. ولم يسمح لها الاحتلال بحضور العرس، وراح يحقق معها في شبهات بأنها جاءت مرسلة لتقديم خدمة لـ«حزب الله» اللبناني. وقد دحضت هذه التهمة تماماً.
وحسب تقرير قانوني، فقد تعرضت لتحقيق قاسٍ وتعذيب شرس في مركز «بيتح تكفا» التابع للمخابرات الإسرائيلية، لمدة شهر؛ حيث كانوا يحرمونها من النوم ويضعونها في زنزانة ضيقة ذات رائحة آسنة، وأعطوها ملابس متسخة، وبقيت أسبوعين بلا استحمام، ومنحت وجبات طعام ضئيلة وغير قابلة للأكل. ومنعت عائلتها من زيارتها، طيلة اعتقالها. وبعد مرور 33 يوماً على هذا الاعتقال وعدم ثبوت أي تهمة بحقها، أصدرت محكمة الاحتلال قراراً بتحويلها للاعتقال الإداري مدة 5 أشهر، ونقلت إلى سجن الدامون. وقام القنصل الأردني في تل أبيب بزيارتها هناك.
ولم تفلح المحاولات الحكومية الأردنية كافة في الإفراج عن هبة اللبدي (32 عاماً)، وزميلها الآخر المعتقل حديثاً عبد الرحمن مرعي (29 عاماً)، الذي يواجه مرض السرطان، وهما مواطنان أردنيان. وسلمت الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية مذكرتي احتجاج، الأولى مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، والثانية الأحد الماضي؛ احتجاجاً على اعتقال هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، إلا أنه بين المذكرتين الأولى والثانية، حولت سلطات الاحتلال المواطنين الأردنيين للاعتقال الإداري، بموجب أمر عسكري يستند إلى قانون الانتداب البريطاني. وهو يعني أن تضع شخصاً في السجن من دون ذنب، فلا توجد ضده شبهات أو تهم. ومع ذلك تحكم عليه بالسجن لمجرد الاشتباه، وبالإمكان إبقاؤه في المعتقل 6 أشهر يتم تجديدها عدة مرات. والاعتقال الإداري هو سابقة تفرض لأول مرة على مواطنين أردنيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».