محادثات بين دمشق وأنقرة... ودوريات روسية على «خط التماس»

قوات النظام دخلت منبج... و23 قتيلاً من «سوريا الديمقراطية» بمعارك أمس

قوات تركية في مدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)
قوات تركية في مدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

محادثات بين دمشق وأنقرة... ودوريات روسية على «خط التماس»

قوات تركية في مدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)
قوات تركية في مدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)

بينما أعلنت موسكو أن هناك محادثات بين النظام السوري وتركيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الثلاثاء) أن الشرطة العسكرية الروسية تقوم بدوريات على خط التماس بين قوات النظام والقوات التركية شمال سوريا.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن الوزارة قولها إن قوات النظام المتحالفة مع روسيا تسيطر سيطرة كاملة على مدينة منبج بشمال سوريا وإن الجنود الروس ينسقون مع الجيش التركي في منطقة منبج.
وكانت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام السوري قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن قوات النظام دخلت منبج، لكن مقاتلين معارضين تدعمهم تركيا قالوا لاحقا إن معظم من دخل منبج مقاتلون أكراد.
من جانبه، قال ألكسندر لافرينتييف مبعوث الكرملين إلى سوريا إن هناك محادثات جارية بين النظام السوري وتركيا، مؤكدا أن روسيا لن تسمح بأي اشتباك بين البلدين.
ووصف لافرينتييف الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا بأنه «غير مقبول»، موضحا أن موسكو لم توافق على هذه العملية مسبقا.
كما أكد لافرينتييف أن روسيا توسطت في اتفاق بين النظام السوري والقوى الكردية مما سمح بدخول قوات النظام منطقة يسيطر عليها الأكراد.
وأضاف المبعوث، في تصريحات للصحافيين على هامش زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية لأبوظبي، أن المحادثات بين الأكراد والنظام جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع التركية إن جندياً تركياً قُتل وأصيب ثمانية آخرون اليوم بعد هجوم شنه مقاتلون أكراد في مدينة منبج بشمال سوريا، مضيفة أنه أمكن «تحييد» 15 مقاتلا كرديا على الأقل ردا على ذلك.
ومن جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إن 23 من مسلحيها قتلوا في معارك مع القوات التركية بشمال سوريا أمس (الاثنين).
ولم يذكر البيان العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء التوغل التركي في شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».