رغم الإنفاق الهائل... ماركو سيلفا يتجه بإيفرتون نحو الهاوية

لم يظهر المدير الفني أي علامة على حل المشكلات القديمة والفريق بات يفتقر للروح والالتزام

سيلفا فقد البوصلة مع إيفرتون وبات مستقبله في مهب الريح
سيلفا فقد البوصلة مع إيفرتون وبات مستقبله في مهب الريح
TT

رغم الإنفاق الهائل... ماركو سيلفا يتجه بإيفرتون نحو الهاوية

سيلفا فقد البوصلة مع إيفرتون وبات مستقبله في مهب الريح
سيلفا فقد البوصلة مع إيفرتون وبات مستقبله في مهب الريح

تتركز اهتمامات إيفرتون الآن على وضعه السيئ في أسفل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الوضع في مقدمة الجدول يضيف دون قصد مزيدا من المعاناة إلى المدير الفني للفريق ماركو سيلفا، وذلك نظرا لأن متصدر جدول الترتيب هو ليفربول الغريم التقليدي لإيفرتون والذي حقق العلامة الكاملة وفاز في جميع المباريات وبات مثار حسد الأندية التي أنفقت أموالا طائلة لكنها لم تحقق نتائج قريبة من تلك التي حققها.
كما أن صعود نادي فاماليكاو لقمة جدول ترتيب الدوري البرتغالي الممتاز ربما يؤثر على مسيرة المدير الفني البرتغالي المتعثرة مع إيفرتون أيضا.
ويتقدم نادي فاماليكاو، الذي لا تتجاوز سعة ملعبه خمسة آلاف متفرج، حاليا على أندية بنفيكا وبورتو وسبورتنغ لشبونة بفضل التأثير الكبير للمدير الفني الجديد للفريق، جواو بيدرو سوسا، الذي عمل لفترة طويلة مساعدا لسيلفا قبل أن يوافق على عرض للعودة إلى وطنه لقيادة الفريق الصاعد حديثا للدوري البرتغالي الممتاز خلال الصيف الجاري.
وقد عمل سوسا مع سيلفا على مدار سبع سنوات في خمسة أندية مختلفة، وكان الرجل الذي اعتمد عليه المدير الفني لإيفرتون الموسم الماضي للمساعدة في تصحيح مسار الفريق وإيجاد حل للمشكلة المتمثلة في عدم قدرة الفريق على الدفاع بشكل صحيح في الكرات الثابتة.
لكن الفريق أصبح يعاني مرة أخرى خلال الموسم الجاري من الإخفاق في التعامل مع الكرات الثابتة وعدم القدرة على تحقيق نتائج تتماشى مع حجم التوقعات، وفي ظل غياب مساعده الذي كان يحظى بثقته المطلقة لم يتمكن سيلفا من إظهار أي إشارة على أنه سيكون قادرا على إيجاد حلول للمشكلات الكبيرة التي يعاني منها الفريق، في ظل العمل إلى جانب لويس بوا مورتي، الذي يعمل الآن مساعدا له خلفا لسوسا. والآن، يتجه مدير فني آخر لنادي إيفرتون نحو الهاوية!.
في الوقت الحالي، تؤكد وسائل الإعلام البريطانية على أن مواجهة إيفرتون القادمة أمام وستهام يونايتد ستكون حاسمة في مسيرة سيلفا التدريبية مع الفريق الشمالي. وقد أكد سيلفا بنفسه على هذا المعنى بعد خسارة فريقه أمام بيرنلي قبل فترة التوقف الدولي، وهي الخسارة الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز والتي جاءت بخامس هدف تستقبله شباك الفريق من كرات ثابتة هذا الموسم، ليكون بذلك إيفرتون هو النادي الأكثر استقبالا للأهداف بهذه الطريقة في الدوري حتى الآن. وأكد سيلفا أكثر من مرة على أنه يتعين على إيفرتون أن يحقق الفوز في المباراة المقبلة.
وأشار سيلفا أيضا إلى أن تزايد الضغوط أصبح أمرا منطقيا في ضوء النتائج الحالية للفريق، مؤكدا أنه يعرف أن جمهور النادي يشعر بغضب شديد. وعلى الأقل، اعترف المدير الفني البالغ من العمر 42 عاماً بأن الفريق يعاني بشدة، في الوقت الذي توجه فيه معظم اللاعبين إلى النفق مباشرة بعد انتهاء المباراة الأخيرة من دون تحية الجمهور، وهو ما يعكس عدم القتال وغياب المسؤولية بالشكل الذي ساهم في الأداء الضعيف للفريق على ملعب «تيرف مور» وفي الكثير من الملاعب الأخرى.
ومرة أخرى، أصبحت القاعدة السائدة في النادي منذ وصول فرهاد مشيري كمالك للنادي في فبراير (شباط) 2016 هي الحديث عن الإبقاء على المدير الفني من عدمه في ظل الأداء الضعيف والنتائج السيئة، وليس الحديث عن التقدم الذي كان يتعين على الفريق إحرازه، خاصة في ظل تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد بمقابل مادي كبير والتعاقد مع مدير فني شاب يمتلك طاقة كبيرة. وقبل ثلاثة أسابيع، زعم سيلفا أنه كان من السهل «اختلاق» أزمة في إيفرتون بالنظر إلى الأموال الطائلة التي أنفقها النادي تحت قيادة موشيري – نحو 450 مليون جنيه إسترليني، ليصبح رابع أكثر الأندية إنفاقا في الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار السنوات الخمس الماضية. لكن الأزمة التي يعاني منها الفريق الآن حقيقية وليست مفتعلة، ويعود السبب في جزء كبير منها إلى سيلفا نفسه.
وقد أخبر مجلس إدارة النادي سيلفا بأن هدف الفريق خلال الموسم الجاري هو التأهل للبطولات الأوروبية، بعد صيف آخر من الإنفاق الكبير، لكن الفريق الآن يحتل المركز الثامن عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور ثماني جولات!.
وقد شهدت فترة الانتقالات الماضية تعاقد النادي مع لاعبين بقيمة 117 مليون جنيه إسترليني، في الوقت الذي باع فيه الفريق لاعبين بقيمة 84 مليون جنيه إسترليني، لكنها لم تكن فترة انتقالات ناجحة في ظل رحيل نجم الفريق إدريسا غاي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وعودة كورت زوما إلى تشيلسي بعد أن كان يلعب للنادي على سبيل الإعارة، في الوقت الذي بقي فيه بعض اللاعبين الذين يحصلون على مقابل مادي كبير ولا يقدمون المستويات التي تتناسب مع ذلك. فعلى سبيل المثال، ظل عمر نياسي مع الفريق يقوم بدور «الموظف» في الوقت الذي يحتاج فيه إيفرتون إلى لاعب هداف قادر على تحويل الفرص إلى أهداف.
لقد كان سيلفا يتوقع أن تشيلسي سوف يبيع زوما، الذي قدم مستويات جيدة مع إيفرتون عندما كان يلعب له على سبيل الإعارة الموسم الماضي، على الرغم من أن النادي اللندني كان يواجه عقوبة بعدم التعاقد مع لاعبين جدد. لكن يجب الإشارة إلى أن اللاعب الكولومبي الدولي ياري مينا قد عوض غياب زوما وهو يعد أحد أفضل اللاعبين في إيفرتون خلال الموسم الجاري.
وعلى النقيض من ذلك، لم يقدم غيلفي سيغوردسون وريتشارليسون الأداء المتوقع منهما معظم فترات هذا الموسم. وقد زادت معاناة الفريق بسبب غياب كل من أندريه غوميز وجان فيليب غبامين بداعي الإصابة. وكان من المتوقع أن يكون هذان اللاعبان اللذان ضمهما الفريق في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة عنصرين أساسيين في خط وسط الفريق. لكن بسبب غيابهما، اضطر سيلفا للاعتماد على لاعبين يميلان للنواحي الدفاعية أكثر، وهما فابيان ديلف ومورغان شنايدرلين، وهو ما أدى إلى عزل الخط الأمامي لإيفرتون عن خط الوسط.
وعلاوة على ذلك، فإن اعتماد النادي على لاعب شاب واعد في خط الهجوم على حساب مهاجم متمرس قد أفقد الفريق الكثير من فعاليته الهجومية؛ حيث لم ينجح المهاجم الإيطالي الشاب مويس كين، الذي ضمه إيفرتون من يوفنتوس الإيطالي مقابل 29 مليون جنيه إسترليني، في تسجيل أي هدف حتى الآن، ومن المؤكد أن اللاعب البالغ من العمر 19 عاما كان بحاجة لبعض الوقت من أجل التأقلم مع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. أما دومينيك كالفيرت - لوين فإنه يقدم كل شيء للفريق باستثناء تسجيل الأهداف، كما أن المهاجم الوحيد الذي يمتلك خبرات كبيرة، وهو سينك توسون، لا يناسب الطريقة التي يلعب بها سيلفا. وهناك الكثير والكثير من المشكلات الأخرى التي يعاني منها إيفرتون، لكن يكفي ما أشرنا إليه سابقا!.
ويجب أن نشير إلى أن أسعار التشكيلة الأساسية لإيفرتون في مباراته الأخيرة أمام بيرنلي قد بلغت 250 مليون جنيه إسترليني، لكنها رغم ذلك فشلت في اختراق دفاعات الفريق المنافس، وتعرض الفريق لهزيمة جديدة بهدف من ضربة ثابتة، كما ظهر لاعبو الفريق وهم يفتقدون للالتزام والروح القتالية العالية، وهي الصفات الأساسية لأي فريق يرغب في تحسين الأمور.
وفي هذه المباراة، اعتمد سيلفا على طريقة 4 - 2 - 3 – 1، وقرر استبدال كالفيرت لوين بمويس كين في الوقت الذي كان يتعين عليه أن يدفع بالاثنين معا، كما فشل إيفرتون في إظهار رد الفعل المناسب بعد تأخره في النتيجة، وهذه كلها أمور تعكس الفترة الصعبة التي يمر بها الفريق. ولم يرغب مجلس إدارة إيفرتون في استغلال فترة توقف الدوري بسبب الأجندة الدولية للبحث عن مدير فني جديد خلفا لسيلفا، لكن النتائج التي سيحققها الفريق في المباراتين القادمتين أمام وستهام في الدوري، ثم أمام واتفورد في الجولة الرابعة من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، سوف يكون لها تأثير كبير على مسيرة المدير الفني البرتغالي مع الفريق. وخلاصة القول، يحتاج سيلفا إلى إجراء «تغيير» سريع في مستوى الفريق، وإلا فسيكون هو «التغيير» القادم في النادي!.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.