صندوق «جواهر نجمية» على بُعد 200 ألف سنة ضوئية

تناثر مذهل لنجوم المجرة (ناسا)
تناثر مذهل لنجوم المجرة (ناسا)
TT

صندوق «جواهر نجمية» على بُعد 200 ألف سنة ضوئية

تناثر مذهل لنجوم المجرة (ناسا)
تناثر مذهل لنجوم المجرة (ناسا)

كشفت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، أول من أمس، عن صورة لتناثر مذهل لنجوم براقة في إحدى المجرات الحلزونية، فيما يشبه الأحجار الكريمة في صندوق الجواهر.
وقالت الوكالة في بيان على موقعها الرسمي، إن هذه النجوم تشكل ما تُعرف بـ«التجمعات المفتوحة» في مجرّة تُعرف باسم «NGC 290»، والتي تبعد عن الأرض بنحو 200 ألف سنة ضوئية.
والتجمعات المفتوحة هي نوع من العناقيد النجمية، تحتوي على عدد قليل نسبياً من النجوم المبعثرة، وتسمى بهذا الاسم، لأن نجومها منتشرة دون تراصٍّ وتكون المسافات بينها كبيرة نسبياً.
وأوضحت «ناسا» أن هذه الصورة التقطها تلسكوب «هابل» الفضائي، في أثناء المسح الذي يقوم به للمناطق الوسطى لنحو 145 مجرة حلزونية تقع بالقرب من مجرة درب التبانة، التي ينتمي إليها كوكب الأرض. والمجرة «NGC 290 «التي يوجد بها صندوق الجواهر النجمي، توجد في سحابة ماجلان الصغرى، وهي مجرة قزمة قريبة من مجرة درب التبانة الضخمة.
وتوجد ثلاثة أشكال للمجرات، وهي المجرات الصغيرة القزمية، والمجرات الأصغر، والمجرات الأكبر حجماً، وكشفت دراسة لجامعة كاليفورنيا نشر تفاصيلها الموقع الإلكتروني للجامعة أخيراً أن سحابة ماجلان الصغرى القزمية «القريبة من درب التبانة» تمكنت من الاستحواذ على المجرات الأصغر مثل مجرة «NGC 290»، التي تملك صندوق الجواهر النجمية.
وتقول «ناسا» في بياناها: «هذا الاقتراب يجعل صندوق الجواهر النجمي ينير جزءاً من مجرة درب التبانة، بهذا الشكل المشرق الذي تكشفه الصورة»، مضيفةً أن «النجوم تتألق في شاشة جميلة من السطوع والألوان مثل الأحجار الكريمة في صندوق الجواهر».
ويوجد بين هذه النجوم عدد أكبر من النجوم الزرقاء، وهي سمة مميزة للتجمعات المفتوحة من العناقيد النجمية، التي تنتمي لها نجوم المجرة «NGC 290»، وهو ما يميزها عن مجموعات النجوم الكروية، كما أوضحت الوكالة الأميركية.
وأضافت: «هذه التجمعات المفتوحة تعد مختبرات مثالية لدراسة كيفية تطور النجوم، حيث إن كل نجومها صغيرة السن، ووُلدت في نفس الوقت تقريباً».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».