توقيف صحافيين مصريين ودعوات للإفراج عن نشطاء

النقابة أعلنت احتجاز إسراء عبد الفتاح ومصطفى الخطيب

TT

توقيف صحافيين مصريين ودعوات للإفراج عن نشطاء

أفاد محامون ونقابيون في مصر، أمس، بأن صحافيين اثنين تعرضا للتوقيف من قبل عناصر أمنية، وذلك بموازاة تنامي دعوات سياسية وبرلمانية وإعلامية للإفراج عن نشطاء سياسيين، من بينهم بعض من ألقي القبض عليهم في المظاهرات النادرة والمحدودة التي شهدتها القاهرة ومدن أخرى، أواخر الشهر الماضي.
وقال عضو مجلس نقابة الصحافيين وأمين «لجنة الحريات»، عمرو بدر، أمس، إن «الزميلين إسراء عبد الفتاح، ومصطفى الخطيب، ألقت أجهزة الأمن القبض عليهما مساء، أول من أمس (السبت)، ولا نعرف مصيرهما حتى الآن (مساء الأحد)»، معرباً عن «دهشة» بسبب تواتر توقيف الصحافيين مع «الحديث عن توسيع هامش الحريات للصحافة».
وكان رئيس «مجلس النواب» (البرلمان) المصري، علي عبد العال، استهل دور انعقاد المجلس، الخامس والأخير، مطلع الشهر الحالي، بالحديث عن «إصلاحات سياسية وحزبية وإعلامية»، خلال المرحلة المقبلة، التي وصفها بـ«جني الثمار»، بعد فترة انتقالية «استلزمت إجراءات قاسية»، على حد قوله.
وطالبت «لجنة الحريات» بنقابة الصحافيين «أجهزة الأمن بسرعة الكشف عن مكان احتجاز الصحافيين، وتقديمهما إلى جهات التحقيق، إن كانت هناك اتهامات قانونية موجهة لهما».
ولم تعلن النيابة العامة، أو وزارة الداخلية، حتى مساء يوم أمس، بشكل رسمي عن نبأ القبض على الصحافيين أو طبيعة الاتهامات الموجهة إليهما. بدوره قال المحامي، أحمد راغب، وهو وكيل عن الصحافية إسراء عبد الفتاح، إنه تقدم، أمس، ببلاغ إلى النائب العام، بشأن ما عدّها «واقعة اختطاف» موكلته، موضحاً أن البلاغ «حمل رقم 39177 لسنة 2019 عرائض المكتب الفني للنائب العام التحقيق في الوقائع».
وتواكب الحديث عن «إصلاحات» سياسية في مصر، مع بدء السلطات في تنفيذ عمليات إفراج عن بعض الموقوفين (على خلفية المظاهرات المعارضة نهاية الشهر الماضي)، وكان من بينهم أجانب تم ترحيلهم. وأفادت «النيابة العامة» في بيان بشأن المظاهرات، بأن «اعترافات الموقوفين كشفت أسباباً مختلفة دفعتهم للتظاهر، منها سوء أحوال بعضهم الاقتصادية»، داعية «المواطنين الراغبين في ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي بالتظاهر إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بإخطار الجهات المعنية، وتحديد عدد المشاركين في المظاهرات، وأسبابها، والالتزام بحدودها». ونفذت السلطات المصرية، عمليات ضبط وتوقيف طالت ألف شخص تقريباً، بحسب إفادة رسمية للنيابة العامة، ونحو ألفي مواطن وفق إحصائيات لمنظمات حقوقية. وقبل يومين، طرح الإعلامي عمرو أديب، الذي يُنظر إليه باعتباره من النافذين لدى السلطات المصرية، مبادرة وجهها لـ«الجهات السياسية»، بضرورة «فتح صفحة جديدة بشأن السياسيين والحزبيين الذين ألقي القبض عليهم».
ووجهت نيابة أمن الدولة في مصر، في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، اتهامات للرئيس السابق لحزب الدستور خالد داود، والأكاديميين حسن نافعة وحازم حسني، اتهامات عدة من بينها «دعم أهداف جماعة إرهابية (الإخوان)»، ولا يزال الثلاثة يخضعون للحبس على ذمة الاتهامات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».