السعودية: تأسيس مسرّعة أعمال حكومية لدعم تطوير الألعاب الإلكترونية

الترفيه الرقمي يحقق 746 مليون دولار إيرادات... والصناعة توفر 250 ألف وظيفة

وزير الاتصالات السعودي ورئيس هيئة الترفيه يبرمان اتفاقية تأسيس مسرّعة أعمال الألعاب الإلكترونية (واس)
وزير الاتصالات السعودي ورئيس هيئة الترفيه يبرمان اتفاقية تأسيس مسرّعة أعمال الألعاب الإلكترونية (واس)
TT

السعودية: تأسيس مسرّعة أعمال حكومية لدعم تطوير الألعاب الإلكترونية

وزير الاتصالات السعودي ورئيس هيئة الترفيه يبرمان اتفاقية تأسيس مسرّعة أعمال الألعاب الإلكترونية (واس)
وزير الاتصالات السعودي ورئيس هيئة الترفيه يبرمان اتفاقية تأسيس مسرّعة أعمال الألعاب الإلكترونية (واس)

تخطط السعودية لما هو أبعد من الترفيه بمفهومه العام؛ إذ بدأت خطوات لتأسيس مسرّعة أعمال تدعم تطوير الألعاب الإلكترونية محلياً، وبناء الكوادر البشرية العاملة في مجال الترفيه الرقمي، خصوصاً أن رياضات الألعاب الإلكترونية في السوق العالمية تقدر بـ93.3 مليار دولار، بينما حققت 746 مليون دولار إيرادات في السعودية عام 2018.
وقال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية، خلال مؤتمر صناعة الترفيه الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس، على هامش إطلاق «موسم الرياض» الترفيهي، إن «رياضات الألعاب الإلكترونية في السوق العالمية تستحوذ على نحو 350 مليار ريال (93.3 مليار دولار)، والنمو السنوي للسوق بنسبة 20 في المائة».
وكشف عن اتفاق مع «نيوم» لإنشاء عاصمة للرياضات الإلكترونية، مؤكداً تنظيم مسابقة «الخوارزمي الصغير» للرياضيات ضمن الألعاب الفكرية والذهنية، إضافة إلى بطولة البطاقات الشهيرة «البلوت» في السعودية ومنطقة الخليج التي ستتحول إلى صناعة اقتصادية بمشاركة القطاع الخاص.
وعلى هامش المؤتمر، وقّعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للترفيه، لإطلاق مسرّعة أعمال لدعم تطوير الألعاب الإلكترونية محلياً وبناء الكوادر البشرية العاملة في مجال الترفيه الرقمي، إضافة إلى إنشاء مركز مشترك للابتكار الرقمي، حيث وقّع المذكرة المهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وتركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه.
وتهدف المذكرة إلى توطين صناعة الترفيه الرقمي ودعم الشركات الناشئة في هذا المجال، وتعزيز المحتوى المحلي، في الوقت الذي حققت فيه الألعاب الإلكترونية إيرادات من السوق السعودية تقدر بـ2.8 مليار ريال (746 مليون دولار) عام 2018.
وستعمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال المذكرة على تأهيل وتدريب كوادر وطنية في مجالات تصميم وبرمجة الألعاب الإلكترونية وريادة الأعمال، وتسريع أعمال المشاريع الرقمية.
من ناحيته، أكد رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية خلال الجلسة الأولى من مؤتمر صناعة الترفيه، أن عمل الهيئة يرتكز على جوانب اقتصادية وترفيهية؛ إذ تعمل على تحسين جودة الحياة لأفراد المجتمع من سعوديين ومقيمين، وتوفير جانب اقتصادي ورافد للدولة من خلال عدد السياح الذين تستهدفهم الأنشطة الترفيهية.
وقال آل الشيخ: «نستهدف ملايين السياح من أنحاء العالم كافة للقدوم إلى السعودية، من خلال دمج صناعة الترفيه المحلية والدولية لإتاحة الخيارات أمام جميع الحضور والتنويع للسياح القادمين من خارج السعودية؛ إذ ستقام حفلات غنائية لعدد من الفرق العالمية، ومنها حفلات هندية وفلبينية».
وأشار إلى أن توفير 3 آلاف فعالية من قارات العالم كافة في منطقة واحدة (الرياض) خلال شهرين؛ واقعة لم تحدث على مستوى العالم، ومن شأنها جذب السياح.
وتطرق إلى أن أحد المكاسب الاقتصادية المرجوة من الترفيه توفير 250 ألف وظيفة دائمة للسعوديين حتى 2030، ففي «موسم الرياض» فقط تم توفير 46 ألف وظيفة، إضافة إلى المشاريع الصغيرة للشباب السعودي التي يدعمها الترفيه.
إلى ذلك، قال المهندس عبد الله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، إن صناعة الترفيه من أكبر الصناعات العالمية والأكثر نمواً عام 2019. وأبان أن المملكة تستهدف 5 في المائة من نسبة دخل الترفيه العالمي، مضيفاً أن قطاع تقنية المعلومات يسهم في 4 في المائة من الداخل المحلي بقيمة تزيد على 90 مليار ريال (24 مليار دولار).
ولفت إلى أن أكبر سوقين في الترفيه الرقمي هما سوق الألعاب الإلكترونية وسوق المحتوى الرقمي، خصوصاً أن هناك تقنيات ستغير ملامح الترفيه الرقمي، أولها الجيل الخامس بسرعة 10 أضعاف الحالية.
وبيّن السواحة أن السعودية كانت السبّاقة في الإطلاق التجريبي والأكبر بثلاثة آلاف برج لتغطية 22 مدينة، وفي عام 2019 تضم السعودية 24 مليون جهاز من الألعاب الإلكترونية، و24 مليون جهاز أيضاً للواقع المعزز، وفي القريب العاجل 24 مليون شاشة صغيرة للسينما.
وأضاف أن السوق السعودية من حيث الطلب على الألعاب الرقمية والإلكترونية تحتل المرتبة 19 عالمياً والأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أن السعودية من أكبر 10 دول نمواً في التجارة الإلكترونية وكذلك في المحتوى الرقمي، كاشفاً عن إطلاق تقنية الواقع المعزز التفاعلي للمرة الأولى في السعودية والمنطقة من خلال طائرات الـ«درونز» بتقنيات الجيل الخامس.
وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، قال محمد التويجري، وزير الاقتصاد والتخطيط، إن نسبة دخل السياحة العالمية 10 في المائة من الاقتصاد العالمي بما يعادل 33 تريليون ريال (8.8 تريليون دولار)، والسعودية تستهدف حصة أكبر منها.
وبين أن مواسم الترفيه في السعودية تسهم في فتح شهية المستثمر الأجنبي. وقال التويجري: «منظمة السياحة العالمية تقول إن السائحين السعوديين يدفعون 80 مليار دولار خارجياً، ونحن نقول إن السائحين السعوديين سيدفعون 40 ملياراً منها داخلياً في ظل بيئة ترفيه داخلية مميزة، وهو ما سيجذب المستثمر الأجنبي».


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).