تراجعت الميليشيات الحوثية في محافظة تعز عن وعود لممثلي الحكومة الشرعية بتخفيف الحصار المفروض على مدينة تعز (جنوب غرب) للسنة الخامسة على التوالي، وأطلق قناصتها الرصاص على مواطنين تجمعوا عند معبرين إلى المدينة في الجهتين الشرقية والغربية.
وأكد سكان لـ«الشرق الأوسط» أن قناصة الجماعة الموالية لإيران أطلقوا النار على تجمعات لمواطنين في شرقي المدينة وغربها كانوا ينتظرون وفاء الجماعة بفتح المعبرين.
كانت قيادات في السلطة المحلية والجيش الوطني قد بادروا، أمس، إلى زيارة المعابر من الجهتين الشرقية والغربية وأمروا بإزالة التحصينات الواقعة عند خطوط التماس من الجهات التي تسيطر عليها قوات الجيش استعداداً لوفاء الميليشيات بوعدها من أجل التخفيف عن المدينة المحاصرة.
وعلق محافظ تعز نبيل شمسان، في تغريدة على «تويتر» تابعتها «الشرق الأوسط» بقوله: «متى أعلن الحوثيون بشكل رسمي وقاموا بفتح المعابر من قِبلهم فإن المعابر من جانبنا ستكون جاهزة لأننا لسنا من يغلق المعابر، وقد وجّهنا قيادة المحور بذلك».
وكان القيادي في الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي قد زعم في تصريحات رسمية أن جماعته «مع أي حل يوقف الحرب في تعز أو في غيرها»، مدّعياً أن الميليشيات سعت لتجنب الحرب في تعز منذ البداية إلا أن حزب «الإصلاح» فرض المعركة العسكرية، على حد زعمه.
ونفى القيادي الحوثي وجود أي حصار على مدينة تعز، وقال: «المعروف أن المجاميع العسكرية تدخل المدينة، فما بالك بالمواطن»، في إشارة منه إلى وجود المنفذ الوحيد من الجهة الجنوبية والذي يربط تعز بمحافظتي لحج وعدن جنوباً.
من جهته، رحب مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية الأسبق عبد الملك المخلافي، بأي جهود تسفر عن إنهاء الحصار على تعز. وقال في تغريدات على «تويتر»: «بذلنا في الشرعية منذ بييل بسويسرا في ديسمبر (كانون الأول) 2015 وفي محادثات الكويت وما بعدها الكثير من الجهود من أجل فك حصار تعز، وكل توصل لفك الحصار وتخفيف معاناة المواطنين يجب أن يكون محل تأييد وترحيب».
وأوضح أن «تخفيف معاناة الناس من جراء الحرب يجب ألا يخضع لأي اعتبار إلا الاعتبار الإنساني فقط». وأضاف في ديسمبر 2015: «في محادثات بييل في سويسرا التزم الحوثي مجموعة من إجراءات بناء الثقة جلها في الجانب الإنساني بفتح حصار مدينة تعز ولم ينفذ ما التزم به منذ ذلك الحين، بل ومنع دخول المساعدات عبر المنافذ التي يسيطر عليها».
وكانت السلطة المحلية قد أكدت التزامها بدعم كل الجهود الهادفة لكسر الحصار على المدينة وفتح المنافذ والطرقات أمام المواطنين، في الوقت الذي سخرت فيه من طلب الميليشيات الانقلابية الموافقة على فتح المعابر.
وحصلت «الشرق الأوسط»، على وثيقة عنوانها «محضر تنفيذ فتح الطريق إلى مدينة تعز وتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وفق الاتفاق الموقع عليه في 16 أبريل (نيسان) 2016». واحتوى المحضر على عدد من البنود، بما فيها «يتم فتح طريق يصل مدينة تعز بخط (الراهدة – عدن)، و(تعز – إب – صنعاء)، من خلال خط الحوبان»، وأن «يكون الخروج من مدينة تعز أو الدخول إليها من خلال خط الحوبان (الخاضع لسيطرة الانقلابيين) الذي يمر عبر جولة فندق (سوفياتيل) مروراً إلى جولة القصر للنفاذ عبر عقبة منيف حوض الأشراف، أو من جولة فندق (سوفياتيل) إلى جولة القصر مروراً بوادي صالة وصولاً إلى منطقة صالة ثم إلى حي الجحملية».
كما ذكرت الوثيقة أن «يتم تبادل الأسرى والمعتقلين على ما تم الاتفاق والتوقيع عليه بين الطرفين بتاريخ 21 سبتمبر (أيلول) 2017»
من جهته كان البرلماني عبد الكريم شيبان، رئيس لجنة المفاوضات من قبل الشرعية، قد رحب، بشأن فتح الطرقات بتعز، بمبادرة الحوثيين التي أعلنها، مساء الأربعاء، القيادي الحوثي علي القرشي بفتح منفذ غرب مدينة تعز المحاصرة منذ خمسة أعوام. وقال، في بيان صحافي، إن «غالب مطلق وزير الأشغال في حكومة صنعاء (غير معترف بها) تواصل معه، وأبلغه بوجود توجيهات حوثية عليا لفتح الطرقات في مدينة تعز خلال الأيام القادمة، وتمنى على الحوثيين المصداقية في تنفيذ المبادرة».
نكوص انقلابي غداة وعود تخفيف الحصار عن تعز
نكوص انقلابي غداة وعود تخفيف الحصار عن تعز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة