> هناك فاعلون معروفون يقفون وراء نجاح مبادراتهم وأعمالهم. عبد الحميد جمعة ومسعود أمر الله أدارا مهرجان دبي بنجاح لمعظم دوراته. علاء كركوتي يدير مؤسستي «مركز السينما العربية» و«ماد سوليوشن» وهما من أهم المؤسسات السينمائية العربية الخاصة. انتشال التميمي يضع كل مهرجان يعمل فيه (سابقاً روتردام ثم أبوظبي والآن الجونة) على سكة طريق ناجح.
> لكن هناك بالطبع من هم أقل شهرة موزّعون في محافل وقطاعات سينمائية عدة لا نسمع عن أسمائهم كثيراً وبل لا نعرف عن بعضهم سوى القليل. رغم ذلك، وفي حدود ما يقومون به، هم فاعلون ومؤثرون في نطاق أعمالهم.
> على سبيل المثال هناك رجل يعمل في تصميم ملصقات الأفلام الهوليووية اسمه شمس الدين بلعربي. ولد في بلدة صغيرة اسمها عين تادلس في غرب الجزائر، وكان يرعى الغنم مع خاله حين كان ولداً ثم مال إلى الرسم في المدرسة. الآن بات فناناً تشكيلياً متخصصاً بتصميم الملصقات عن طريق الرسم ومن تصاميمه «بوستر» الفيلم الجديد لسلفستر ستالون «رامبو: دم أخير».
> بثينة خازم هي مثال آخر. هذه الشابة وحدها أسست في مدينة دبي ما لم يؤسسه إلا القلة في مدن عربية وغير عربية. فمنذ سنوات وهي تدير بنجاح لافت «سينما عقيل». سمّه ناديا أو سمه ملتقى أو صالة فن وتجربة. فيه تعرض الأفلام التي تتجاهل شركات التوزيع الكبيرة شراءها وتوزيعها لأنها لا تدر ما يكفي من الإيراد. تعرض أعمالاً من كل نوع خارج عن رادار العروض السائدة.
> نجاحها اليوم مبهر وفائدته تصب في ألوف الرواد الذين يجدون في الصالة التي تديرها ما يشبه السينماتِك من أفلام منزوية وأخرى مشهورة وكلها تمت إلى الثقافة الفنية البديلة.
> إذ يفكر البعض في الكثير من المشاريع والأحلام، يقوم البعض الآخر بتنفيذها. إنه الفارق بين من يقول ومن يفعل. بين من يحقق حلم الانتقال إلى هوليوود لبعث فنه ونشر بصمته ومن يحاول تعزيز مكانة الدولة التي ينتمي إليها. هؤلاء يستحقون التقدير والتشجيع ولا بأس من نقطة ضوء ساطعة بين الحين والآخر.
المشهد: في الظل والعلن
المشهد: في الظل والعلن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة