السعودية تتصدر التنافسية العالمية على مستوى استقرار الاقتصاد الكلي

المملكة تتقدم إلى المركز الـ 36 دولياً

TT

السعودية تتصدر التنافسية العالمية على مستوى استقرار الاقتصاد الكلي

كشف تقرير دولي صدر أمس عن تصدر السعودية دول العالم في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي، في وقت سجلت فيه تقدما بواقع 3 مراكز في ترتيب التنافسية بمؤشره العام ليتبوأ اقتصاد المملكة المركز الـ36 بعد أن كان في المرتبة الـ39 العام الماضي 2018، مشيرا إلى أن توجه المملكة نحو تنويع الاقتصاد بآليات رفع الإيرادات غير النفطية، وكذلك سياسة الاستثمارات الخارجية والداخلية دعم مركز المملكة في تصنيف هذا العام.
وبحسب تفاصيل أوردها التقرير السنوي الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي 2019، جاءت السعودية ثالثا فيما يخص «حوكمة التكنولوجيا» والتي تقيس مدى سرعة تكيف الإطار القانوني لنماذج الأعمال التقنية كالتجارة الإلكترونية والاقتصادي التشاركي واستخدام تقنيات المالية، بعد كل من الولايات المتحدة وألمانيا.
وأورد التقرير أن السعودية نجحت في مسارات تنويع اقتصادها حينما قفزت 3 مراكز في التصنيف، موضحا أن قطاع الإيراد غير النفطي المتوقع وكذلك الاستثمارات العامة والخاصة خارج نطاق قطاع المعادن ستستغل خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأشار التقرير إلى مبادرة التحول الهيكلي في الاقتصاد السعودي، إذ تصف هذا التغير بـ«البارز جدا» فيما يخص تبني قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث حلت في المرتبة 38 عالميا، مؤكدة أن هذا المحور ظهر تأثيره جليا في التوسع عبر نشاط تقنيات النطاق العريض وعدد الاشتراكات في خدمة الإنترنت.
وفي تفاصيل التقرير عن السعودية، جاء الترتيب كما يلي: حلت في المرتبة 37 على مستوى المؤسسية، و34 للبنية التحتية، والأولى على مستوى الاستقرار الاقتصادي، والـ58 فيما يخص الصحة، و25 للمهارات، و19 في أسواق الإنتاج، و89 لسوق العمالة، والـ38 للنظام المالي، و17 على مستوى حجم السوق، و36 على مستوى بيئة الابتكار.
ويتزامن صدور هذا التقرير مع تأكيد مسؤولة دولية عن تقدم ملموس في رفع النزاهة في بيئة الاقتصاد والإدارة في السعودية، مؤكدة أن الدول الناشئة بدأت تتسابق في مكافحة الفساد، وظهرت نتائج في بعض الاقتصادات الناشئة، في حين يسجل اقتصاد العالم خسارة قوامها 2.7 تريليون دولار سنويا بسبب الفساد.
وقالت آزابيل كاين، مستشارة تطوير الأعمال بإدارة شؤون المشاريع والمالية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن المؤشرات توضح أن اقتصادات ناشئة سجلت تفاعلا ملموسا على صعيد النزاهة، مؤكدة أن السعودية حققت تقدما في مكافحة الفساد مع استمرار التشريعات والأنظمة ذات العلاقة.
واستدلت كاين في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على معدل التنافسية باعتبارها من أبرز الأدوات التي يقاس عليها نظام تعزيز النزاهة في اقتصادات الدول، مشيرة إلى أن مكافحة الفساد برزت في المملكة بشكل لافت مع ارتفاع مؤشر الشفافية والتنافسية وفقا للبيانات الرسمية الدولية الصادرة أخيرا، متوقعة أن ينحسر الفساد في الاقتصاد السعودي خلال السنوات الخمس المقبلة بمعدلات واضحة.
وأفادت كاين على هامش مشاركتها في أعمال منتدى «سابك» للنزاهة والامتثال المنعقد في العاصمة السعودية تحت عنوان «تعزيز النزاهة والشفافية من أجل النمو» بمشاركة أكثر من 100 قائد من مجتمع الأعمال المحلي والعالمي، بأن الفاقد من تكلفة الاقتصاد العالمي 10 في المائة تمثل 2.7 تريليون دولار بسبب عمليات الفساد، مؤكدة في الوقت ذاته أن تنامي الوعي للأجيال الجديدة بمحاربة الفساد ورفع مستوى النزاهة وكذلك تزايد الأنظمة والتشريعات، كما تعمل السعودية، يعطي مؤشرات إيجابية للمستقبل القريب.
وأوضحت كاين أن الترتيبات لا تزال قائمة لإدارة ملف مجموعات العمل الخاصة بمكافحة الفساد ورفع النزاهة التي ستستضيفها السعودية بعد تولي زمام استضافة مؤتمر أعمال مجموعة العشرين G20 المنتظر.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).