ندّدت دمشق الأربعاء بنوايا أنقرة «العدوانية» مع استعدادها لشنّ عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الأكراد في شمال البلاد، متعهدة بالتصدي لأي هجوم محتمل.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، في بيان نقله الإعلام الرسمي، إن بلاده «تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية».
وأكد «التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة»، مندداً بـ«الأطماع التوسعية التركية في أراضي» سوريا.
وتحمل دمشق على الأكراد تحالفهم مع الولايات المتحدة. وحمّل المصدر السوري «بعض التنظيمات الكردية» مسؤولية ما يحصل بعدما شكلت «أدوات بيد الغرباء». وأبدى في الوقت ذاته استعداد بلاده «لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب».
ولم تحرز مفاوضات سابقة قادتها الحكومة السورية مع الأكراد حول مصير مناطقهم أي تقدّم، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتهم المدنية والعسكرية.
ولطالما أكدت دمشق عزمها استعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها وبينها مناطق سيطرة الأكراد عن طريق التفاوض أو العمل العسكري.
الى ذلك،اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء بزعيم كردي سوري في باريس للتعبير عن دعمه للقوات التي يقودها الأكراد في مواجهة هجوم تركي.
وأعلن قصر الإليزيه اليوم الأربعاء أن ماكرون اجتمع مع إلهام أحمد لـ«الإعراب عن وقوف فرنسا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهي من الشركاء الأساسيين في القتال ضد (تنظيم داعش)».
من جهتها، أكدت الحكومة الألمانية مطلبها من تركيا بالتخلي عن شن عملية عسكرية في سوريا.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية الأربعاء في برلين إن شن هجوم ضد الأكراد قد يواصل زعزعة الاستقرار في المنطقة ويعزز شوكة «تنظيم داعش» ويتسبب في موجات لجوء جديدة.
وفي السياق نفسه، عبّر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن «قلقه وانزعاجه» حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا للقيام بعملية عسكرية.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في بيان أمس، إن «هذه العملية المزمعة من جانب أنقرة تمثل انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني»، مضيفاً أن «التوغل التركي في الأراضي السورية يهدد بإشعال المزيد من الصراعات في شرق سوريا وشمالها، وقد يسمح باستعادة (داعش) لبعض قوته».
وأوضح المصدر أن «التدخلات الأجنبية في سوريا مدانة ومرفوضة أياً كان الطرف الذي يمارسها، وأن المطلوب الآن هو إعطاء دفعة للعملية السياسية بعد تشكيل الدستورية، وليس الانخراط في مزيد من التصعيد العسكري».
دمشق تندد بنوايا أنقرة «العدوانية» ... ودول أوروبية وعربية قلقة من التوغل التركي
دمشق تندد بنوايا أنقرة «العدوانية» ... ودول أوروبية وعربية قلقة من التوغل التركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة